خليل أبو حمادة.. جاء إلى الحياة بعد انتظار طويل ورحل شهيدًا

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

تحتضن ملابس ابنها الشهيد، تشتم رائحته الأخيرة وتردد بحزنٍ بالغ “مين حيجيني عالدار يحكيلي وينك يما، مين بدو يحكيلي يما، كنت بدي ابني له شقة عشان أزوجه، كنت بدي أفرح فيه، ربنا رزقني إياه بعد 12 عامًا بعد خمس محاولات لعمليات الزراعة” بهذه الكلمات التي تخرج من ألم قلبها ودعت نجوى والدة الشهيد خليل أبو حمادة.

لا تزال والدة الشهيد خليل في حالة الصدمة تارة تبكي وتارة تصمت، وهي تنادي على نجلها لكي يعود إليها.

وكان والديه يحلمان بأنّ يقيما له حفلًا وعرسًا كبيرًا تتحدث به جباليا صغيرها وكبيرها؛ لكن طائرات الاحتلال خطفته بصاروخ غادر؛ زاعمة استهداف بنك أهداف تبين فيما بعد أن بنك أهداف الاحتلال هم المدنيين.

تقول والدة الشهيد نجوى: “كنت بدي أجوزه وأعبي الدار ولاد، بدي أعوض حرماني، يا عمري، كان دايمًا يحكيلي يلا يما جوزيني وأنا احكيله اصبر”.

ونالت نجوى درجة البكالوريوس في تخصص “التمريض”، وحصلت على جديدة، واجتهدت مع خليل حتى أنهى الثانوية العامة “التوجيهي” وبدأت وزوجها الذي يعمل سائقًا بتجديد البيت وبناء شقة له لتزويجه.

وتضيف والدة الشهيد: “الدنيا لم تسعنا من فرحتنا وهو يكبر وينهي دراستها حتى دخوله إلى الجامعة وكنا ننتظر بفارغ الصبر ليتخرج منها ونزوجه ونفرح به لكنه استشهد”.

وتتابع: “كنت أشعر دائمًا بأنّ عمر خليل سيكون قصير، لذلك كنت أدعي في كل وقت وكل صلاة بأن يمد الله في عمره، وأطلب من الجميع الدعاء له”.

وتتساءل: “في أي قانون هذا تربي ابنك قدام عينك وتستناه سنوات، في لمح البصر بتصير حرب بتفقده؟”.

وتكمل والدة الشهيد وهي تحتض ملابسه: “لسا ريحتك فيهن يما، طيب تعال شوية، مرة وحدة، أشوفك للمرة الأخيرة، والله لسا ما شبعت منك، طيب تعال أعملك طبخة الملوخية اللي حكيتلي نفسك فيها، وبناكلها على السطح زي ما بتحب تقعد دايمًا”.
استشهد خليل أبو حمادة في مجزرة جباليا شمال قطاع غزة، مساء أمس السبت، عندما استهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي سيارة مدنية، في منطقة مكتظة بالسكان استشهد خلالها نحو 9 مواطنين.

اقرأ/ي أيضًا: في اليوم الثالث للعدوان.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على غزة