الطوافة، لبنان ومعضلة جهاز الأمن.. مقال بقلم: يوسي يهوشع
نشر في صحيفة يديعوت أحرنوت

أقلام – مصدر الإخبارية
نشر الصحفي الإسرائيلي يوسي يهوشع مقالاً في صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية بعنوان “الطوافة، لبنان ومعضلة جهاز الأمن”، وفيما يلي نص المقال كاملاً:
في جهاز الأمن يأخذون بجدية كبيرة تهديدات زعيم حزب الله حسن نصر الله في أعقاب النزاع على طوافة كريش. في أثناء الأيام الأخيرة، قبل أن يقلع رئيس الأركان ووزير الدفاع إلى الخارج، أجريت مداولات حساسة في الموضوع بمشاركة رئيس الوزراء يائير لبيد، وزير الدفاع بيني غانتس، رئيس الأركان أفيف كوخافي وآخرين في موضوع إمكان رد حزب الله ولاحقاً رد محتمل من إسرائيل، التي حتى اليوم تجلدت على عمليات إطلاق المسيرات والآن تسمع أصوات أخرى تدعي بأنه لن يكون صحيحا التجلد أكثر حتى لو أطلقت مسيرات لجمع المعلومات وليس للتفجير.
اتخذ نصر الله قرارا بإزاحة النقد عن الداخل في المواضيع الاقتصادية وأساسا في مجال الطاقة، إلى نحو إسرائيل – وهكذا صورة درع لبنان. في الدولة المجاورة شوهدت صور قاسية عن الصدامات على الوقود في المحطات، والمواطنون يضطرون لأن يمكثوا ساعات طويلة دون كهرباء.
بدأ هذا بتصريحات كفاحية بعدها أطلق ثلاث مسيرات استهدفت جمع المعلومات وتسجيل نقطة وعي فشلت مع أن أسقطتها طائرة قتالية وصواريخ باراك من سفينة لسلاح البحرية. إضافة إلى ذلك كشف الجيش الاسرائيلي النقاب عن أنه قبل بضعة أيام من ذلك أسقطت مُسيرة اخرى بوسائل رقيقة.
فشل نصر الله بعملية وعي ثانية حين نشر صور طوافة كريش التي نشرت في أخبار 12. وأول أمس فشل في عملية أخرى حين نشر وكأنه أسقط طيارة صغيرة إسرائيلية بدون طيار والناطق العسكري الاسرائيلية أحرجه مرة أخرى حين أوضح بأنه لم تسقط أي طائرة. في الأيام الأخيرة، حتى بعد رحلة رئيس الوزراء لبيد فوق طوافة كريش، تصلب في موقفه وأعلن بأنه “لن يكون إنتاج غاز ونفط في كل الكيان الصهيوني، إذا لم يحصل لبنان على حقوقه”.
وهكذا يحاول حزب الله اتهام إسرائيل بأزمة الطاقة الشديدة في لبنان ومستعد لأن يتورط في أيام قتالية. في صحيفة “الاخبار” اللبنانية المتماثلة مع حزب الله اقتبس وهو يقول: “نحن نرفع المستوى كي يخضع الأمريكيون والإسرائيليون كون انهيار لبنان متواصل. إذا كان حل بعض الأشخاص في لبنان هو الخنوع فمن ناحيتنا فهذا غير مقبول باي حال من الأحوال”.
أمامه تقف عدة إمكانات من الهجوم على الطوافة بمسيرات متفجرة، تفعيل غواصين، او باحتمالية اعلى، كما يقدرون في الجيش الإسرائيلي، إطلاق مسيرات لجمع المعلومات إذ انه لن يخاطر بالمس بالمدنيين.
إذا ما وقع السيناريو المعقول، فإن مصادر رفيعة المستوى في الجيش الإسرائيلي تعتقد بأنه لن يكون من الصواب التجلد أكثر بإسقاطها بل بعملية رد. المعضلة هي في الوجهة التي سيتم اختيارها كي لا يدفع الطرفان للانجرار الى أيام قتالية وإلى التدهور.
إحدى الإمكانات هي اختيار أهداف لحزب الله في سوريا، أهداف توجد للجيش الإسرائيلي في بنك الأهداف. إمكانية ثانية هي المهاجمة في لبنان لأهداف بنى تحتية نائية، مثلا ليس مخازن صواريخ دقيقة، وإضافة إلى ذلك طرحت عدة أهداف أخرى مثل الهجوم على اهداف جديدة للتنظيم – من المفضل فارغة، على الحدود مع إسرائيل في لبنان.
الفهم في إسرائيل هو أن نصر الله تسلق على شجرة عالية وسيكون من الصعب عليه النزول منها دون أن يرد بشكل ما. وعليه فيوجد تحفز عال في عموم المنظومات في الجيش الإسرائيلي. هناك من يعتقد بأنه من ناحية نصر الله كل توافق بين لبنان واسرائيل سيكون اعترافا بالكيان الاسرائيلي وهو يعارض مجرد هذا كون برأيه كل تطبيع هو سيء. ولا يزال إذا حقق تحسينا في الاتفاق فيمكنه أن يقول أنه بفضل مقاومته، التي حتى لم تتضمن مواجهة مسلحة، تحقق هذا. في اسرائيل يدعون كما أسلفنا بانه لا توجد نية للتراجع عن التوافقات ومثلما قال رئيس الوزراء لبيد أول أمس “لابار الغاز الاسرائيلية إمكانات كامنة للمساهمة في حل أزمة الطاقة العالمية. لبنان هو الاخر يمكنه أن يتمتع بتطوير الآبار في مياهه الاقتصادية عبر المفاوضات التي يجب انهاؤها في أقرب وقت ممكن”.
في هذا السياق من الصواب الملاحظة بأنه في اعقاب تسخين الجبهة، مثلما أيضا التسخين حول البؤر الاستيطانية في يهودا والسامرة ليس من الصواب الا يكون وزير الدفاع غانتس (سافر الى مؤتمر أمني في الولايات المتحدة) ورئيس الاركان كوخافي (يوجد في المغرب) في البلاد.
صحيح أن نصر الله يهدد بالحرب ويؤمن أنه بواسطة تهديداته سيحقق هدفه، لكن واضح تماما أنه ليس معنيا بالحرب، يفهم أثمانها الباهظة وأساسا يتذكر خطأه قبل 16 سنة والذي أدى إلى حرب لم يرغب فيها. هذه المرة ايضا، التخوف المركزي هو من دينامية تصعيد لا يريدها الطرفان.
بخلاف التقرير الذي نشر في الايام الاخيرة، يقول مسؤولون كبار في اسرائيل انهم لا يفكرون بنقل الطوافة وان الامر لا يوجد على جدول الاعمال. الى جانب ذلك، كما اوضحت القيادة السياسية في الايام الاخيرة، من الصواب أن تدفع اسرائيل المفاوضات قدما، بوساطة امريكية بشكل يحسن للبنان ايضا.
اقرأ/ي أيضاً: زيارة بايدن: الفشل في تشكيل تحالف عسكري عربي اسرائيلي