تجاهُل علني وتمرير خفي.. هل منحت زيارة بايدن الضوء الأخضر لتغوّل الاستيطان؟

خاص – مصدر الإخبارية

زيادة ملحوظة في مخططات بناء البؤر الاسيتطانية في مدن الضفة المحتلة خاصة خلال الأيام الماضية، ليكون آخرها الكشف عن استعداد مئات المستوطنين للسيطرة على عدة تلال في الضفة لإقامة 28 بؤرة عليها، فما علاقة زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الأخيرة بتغول الاستيطان؟

الخبير في الشأن الاستيطاني صلاح الخواجة قال إن زيادة المخططات الاستيطانية مؤخراً يأتي ضمن منافسة سياسية بين أحزاب الاحتلال وتسابقها على دعم المستوطنين لكسب رضاهم ودعمهم في الانتخابات المقبلة.

وأكد الخواجة في حديث خاص لشبكة مصدر الإخبارية أن التصعيد في هذه الوتيرة وزيادة البناء الاستيطاني يأتي بهدف فرض واقع لإفشال أي حل سياسي في المنطقة “ج”، في ظل سياسة ممنهجة للاستيلاء على الأراضي  بهدف التهجير من قبل المستوطنين وحيش الاحتلال.

وبيّن الخبير أن هذه الوتيرة ارتفعت عقب زيارة بايدن، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أراد أن يفرض ضم الضفة بصورة علنية، إلا أن يايدن يريد أن يعزز مكانة دولة الاحتلال في الشرق الاوسط وتجاوز القضية الفلسطينية وحل الدولتين، ليمرر مشروع الاستيطان والتهويد في الأراضي الفلسطينية رغم أنه لم يتطرق إليه خلال الزيارة بصورة مباشرة.

ولفت إلى أن البناء الاستيطاني يأتي ضمن محاولة إثبات رواية إسرائيلية بأن الضفة الغربية ليست أراضي محتلة وإنما أرض متنازع عليها، ويحاول الاحتلال تحريرها من الفلسطينيين.

وتابع أن كل عملية انتخابية لدى الاحتلال سترتفع خلالها وتيرة الاستيطان وستشهد زيادة في البؤر، وأن الفلسطينيين سيدفعون الثمن دوماً.

مخططات قديمة.. بايدن ضوء أخضر لتنفيذها

المحلل السياسي والمختص في شؤون الاستيطان سهيل خليلية أكد أن مخططات الاستيطان مطروحة قبل زيارة بايدن وليست جديدة، ولكنها كانت بحاجة لموافقة لتصديقها.

وأوضح خليلية لمصدر الإخبارية أنه بعد زيارة الرئيس الأمريكي أصبح هناك ارتياح في كيان الاحتلال لعدم تطرقه لملف الاستيطان بشكل أو بآخر، بما يعد موافقة غير مباشرة من قبله وعدم اكتراث من الجانب الأمريكي بشكل عام بقضية الاستيطان.

وأشار إلى مشاريع استيطانية قائمة بحيث تم إمداد 30 بؤرة استيطانية في الضفة بالكهرباء، ومنح جنود الاحتلال الحق في أداء الخدمة العسكرية في هذه البؤر.

وأردف: “الاتجاه واضح لشرعنتها، وهو ما يترتب عليه تحويل شكلها القانوني إلى واقع رسمي، وتخصيص ميزانية لها وتخصيص مساحات ومصادرة آلاف الدونمات لها من أراضي المواطنين”.

وشدد على أن مزاعم الاحتلال بعدم سماحه  للمستوطنين بإقامة بؤر استيطانية غير صحيح ولن يستطيع منعهم، بل إنه يوفر لهم الحماية بشكل مباشر وغير مباشر، بحيث تتم عملية بناء البؤر بالتنسيق بين مجلس المستوطنات وجيش الاحتلال الذي يساعدهم في نقل ما يحتاجونه لبناءها.

وأضاف: “واضح جداً الارتياح لدى الاحتلال لأن الإدارة الأمريكية لا تولي اهتمام لهذا الملف، ولم يعد مهماً في هذه المرحلة على الصعيد الاقليمي”.

وأكد خليلية على مقاومة المواطنين المستمرة على الصعيد الشعبي فوبشكل متطور، وعمل عدة جهات رسمية ولجان شعبية على مساندة المواطنين للفت الانتباه إلى المخططات الإسرائيلية، مؤكداً أنها لن تمر مرور الكرام.

اقرأ أيضاً: دعوات للتصدي لمخطط إقامة بؤر استيطانية جديدة في الضفة المحتلة