نصف مليون دجاجة مكدسة في مزارع الدجاج بغزة بسبب خلل في استيراد البيض

صلاح أبو حنيدق- خاص شبكة مصدر الإخبارية:
يقف مربي الدواجن إبراهيم البريم عاجزاً عن تصريف قرابة خمسة آلاف دجاجة في مزرعته ببلدة خزاعة شرق مدينة خان يونس بسبب خلل في استيراد البيض المخصب إلى قطاع غزة وعزوف المواطنين عن شراء الدجاج منذ بدء موسم ذبح الأضاحي في التاسع من تموز (يوليو) الجاري.
وقال البريم في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية إن “استمرار تكدس الدجاج في مزرعته يُنذر بتكبده خسائر مالية فادحة بسبب التكاليف الإضافية لطول مدة التربية، وصعوبة تصريفها حال زيادة أوزانها بصورة كبيرة، واحتمال نفوقها بسبب ارتفاع درجات الحرارة”.
وأضاف البريم أن “السبب الرئيس في تكدس الدجاج عدم تنظيم استيراد البيض المخصب قبل عيد الأضحى، في ظل توجه سكان القطاع نحو استهلاك اللحوم الحمراء”.
وأشار البريم إلى أنه “من غير المعقول استيراد ستة ملايين بيضة خلال شهري أيار (مايو) وحزيران (يونيو) الماضيين من دون تقنين الكميات، كما جرت العادة في كل عام مع اقتراب عيد الأضحى”.
ولفت البريم إلى أن “مربي الدواجن يعانون ظروفاً مأساوية بفعل الأوضاع الاقتصادية السيئة والأثار الكارثية للحروب المتتالية على قطاع غزة، وما خلفته من خسائر فادحة في صفوفهم”، مبيناً أنه “تكبد على مدار الحروب على غزة خسائر تصل إلى نصف مليون دولار لم يعوض عنها حتى الآن”.
ورجح أن “أكثر من 80 في المئة من سكان القطاع عزفوا عن شراء الدجاج منذ اليوم الأول لعيد الأضحى”.
من جهته قدر رئيس نقابة مربي الدواجن في قطاع غزة مروان الحلو أعداد الدجاج المكدسة في المزارع، الجاهزة للتسويق إلى قرابة نصف مليون دجاجة.
وقال الحلو في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية إن “تكدس أعداد كبيرة من الدجاج في المزارع يأتي نتيجة عدم تقنين كميات البيض المخصب قبل العيد وعزوف السكان عن الشراء بسبب موسم ذبح الأضاحي”
وأوضح الحلو أن “القدرة الاستيعابية للسوق المحلية في قطاع غزة حالياً تبلغ 20 في المئة فقط، و40 في المئة لمطاعم الشاورما، يقابلها 40 في المئة أيضاً مكدسة في المزارع من دون بيع”.
وأضاف الحلو أن “المزارعين يخسرون شيكلين في كل كيلو غرام من الدجاج يُباع في الأسواق حالياً، كون تكلفة الكيلو غرام الواحد من أرض المزرعة عشرة شواكل”.
وأشار الحلو إلى أن “عملية إدخال البيض المخصب من قبل شركات التوريد البالغ عددها قرابة عشر شركات غير منظمة ولا تأخذ في حسبانها حجم استهلاك المواطنين خلال المواسم كعيد الأضحى في ظل توجه السكان نحو اللحوم الحمراء”.
ولفت الحلو إلى أن “انتاج القطاع من الدجاج اللاحم يُقدر بثلاثة ملايين شهرياً، ومليون بيضة”.
وأكد أن “الخسائر العالية لمربي الدواجن تأتي بفعل استمرار دفع تكاليف انتاج عالية، لا سيما على صعيد أسعار الأعلاف ووصول سعر الطن الواحد إلى 3400 شيكل”.
واتهم الحلو شركات التوريد “ببيع الأعلاف بأسعار عالية (3400 شيكل) على رغم استيراد طن العلف من الجانب الإسرائيلي بسعر يصل إلى 2600 شيكل على أعلى تقدير”، مبيناً أن “قطاع غزة يستهلك 20 ألف طن شهرياً”.
ودعا الحلو الجهات الحكومية إلى “ضرورة تبنى خطوات داعمة لمربي قطاع الدواجن في ظل معاناتهم من تراكم الديون وحبس عدد كبير منهم بسببها”.