إقدام شبّان من غزة على الانتحار.. مختص يطرح لمصدر سُبل مواجهته

خاص – مصدر الإخبارية

يشهد قطاع غزة في الآونة الأخيرة ارتفاعًا في نسبة تفكير فئة الشباب وإقدامهم على الانتحار وإنهاء حياتهم بشكل كامل، نظرًا لما يعانيه القطاع من تدهور بالأوضاع المعيشية والاقتصادية، ويزداد تأثيرها السلبي على المواطنين يومًا بعد يوم.

خلال الأسبوع الماضي، أنهى مواطنيّن حياتهم للأبد، أحدهم في مقتبل العمر، والثاني كان قد تحدث عن وضعه الاقتصادي والنفسي والإجتماعي السيء، دون النظر لحالته من جهات الاختصاص، ويُعد هذا مؤشرًا خطيرًا يجب الحد منه.

عرّف الأستاذ في علم النفس درداح الشاعر، في حوارٍ خاص مع شبكة “مصدر الإخبارية“، الانتحار أنه “سلسلة من الضغوط المتوالية والمتتالية، ونقص الدعم النفسي والاجتماعي، ونقص في إيجاد الحلول للمشاكل الحياتية للشخص، ما يؤدي إلى لجوئه للانتحار”.

أما عن الشخص الذي قرر الانتحار، قال الشاعر إنه “شخص تفككت لديه المنظومة الدينية والأخلاقية والثقافية، ولم يجد فيها ما يسعفه للبقاء حيًا”

ومن الناحية العلمية لعلم النفس وصف الشخص القائم بالانتحار أن القيام بالفعل يُعد أسوء حالة نفسية وشخصية وصل لها الإنسان، وفقدّ من خلالها تماسكه وتمسكه بالحياة، أدت لسيطرة الفكرة عليه.

وأضاف الشاعر أن فكرة الانتحار تذهب بالإنسان للقنوط والاكتئاب واليأس والتفكير بأنه لا فائدة من الحياة والعيش داخل الكوكب، وأن الأسلوب الأفضل لحل المشاكل هو التخلص من الحياة.

ما الدافع الذي يقود الشباب للانتحار؟

قال درداح الشاعر إن “هناك أرضية قاسية جدًا يتحرك عليها الشباب الذين يميلون للانتحار ويفكرون به أو يقوموا فعليًا به، ولكنها ليست مبرر للتخلص من الحياة، وأن مبدأ لعقيدتنا داخل المجتمع “إن مع العُسر يسرا”.

وتابع أن الظروف النفسية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بالإضافة للبعُد النفسي ليست مريحة، وجميعها ممهدة لكثير من الإحداثيات الشاذة.

وأشار إلى أنه لا يوجد مبرر للفعل، لكن الظروف التي يعيشها الشباب في قطاع غزة تعتبر دافع يقف وراء ظاهرة الانتحار خاصة لدى الشباب حاملي الشك بالمنظومة النفسية والأخلاقية، بالإضافة للدوافع الاقتصادية التي تعتبر عامل مهم.

وأوضح أن “كل حالة انتحار لها ما يبررها على الصعيد الشخصي، وتزيد الضغوط على الشخص وسط شعور بالوحدة وتهميشه من المقربين منه، وعدم لجوئه لأحد كي يخفف على نفسه، فلا يستطيع تحمل الإحباط فيقبل على الانتحار”.

فكرة الانتحار

بيّن درداح الشاعر أن “الفكرة تراود الشخص لكنه لا يسعى لتنفيذ الفكرة، يتحدث أمام الناس أنه يريد التخلص من حياته كأفكار تراوده، والكثير يحمل هذه الفكرة ولا يقدمون عليها؛ بسبب دوافع مختلفة منها نفسية أو دينية أو مجتمعية”.

وأردف: “أما مَنْ يُقدم على الأمر، يعتدي على نفسه لكنه لا يفارق الحياة، يعتبر محاولة للانتحار”.

نصائح للشباب:

قدّم الأستاذ في علم النفس درداح الشاعر بعض النصائح للتخلص من فكرة الانتحار، وللحد من الظاهرة، مؤكدًا أن الشباب يحتاج إلى درجة من الوعي الديني والثقافي ليقفوا أمام فكرة الانتحار، ذكر بعض النصائح كما يلي:

  • بإمكانك ممارسة بعض الأعمال البسيطة لإشغال النفس.
  • التمسك بالأمل والتأكد أن رغم الضيق هناك ضوء في نهاية النفق سيصل إليها الإنسان، وعدم الاستعجال لنهاية الحياة.
  • التمسك بالوازع الديني الذي ينهى عن إيذاء النفس وقتلها.
  • التفاؤل والقيام بالأمور التي من شأنها تقديم الطاقة الإيجابية على الطاقة السلبية.