هل كانت معايدة في محلها سياسيا؟ بقلم معتز خليل

بقلم – معتز خليل:

أعود وأكرر وأقول أن لجميع الفصائل الفلسطينية الحق في اختيار الطريق السياسي الذي ترغب به، والأهم أن لها مطلق الحرية وكل الحق من أجل اختيار الشريك السياسي الإقليمي أو الدولي بل وحتى الداخلي من أجل استكمال مسيرتها السياسية ودعم أنشطتها وتحقيق أهدافها.
غير إنني أعود وأقول وأكرر أن هذا يجب ألا يكون على حساب الوطن أو مصالح أبنائه في الشتات . أقول هذا بمناسبة سياسية واضحة وهي مبادرة حركة حماس بتقديم التهنئة بالعيد إلى جماعة الحوثي أخيرا.
بالطبع فإن لحماس الحق في أن تبادر بتوثيق العلاقات مع الحوثي أو مع إيران أو مع أي طرف ، غير إن هذا للأسف يأتي على حساب الوطن .
ولنرى مثلا ما حصل عقب هذه المعايدة ، وفور نشر حماس لهذه المعايدة كتب مستشار وزير الدفاع اليمني يحيى أبو حاتم في حسابه على تويتر منتقدا حماس قائلا نصا ” للمرة المليون…صنعاء أغلى بألف مرة من غزة …ودماء اليمنيين أغلى من دماء الفلسطينين
وكل من يقف إلى جانب الحوثي فهو عدو لليمنيين ، وإيران ومرتزقتها هم يقتلون أبناء الشعب اليمني وليس غيرهم….اليمن واليمنيين أولا واخيراً.

تغريده أبو حاتم جاءت بعد أن باركت قيادة حماس الحوثيين بمناسبة عيد الأضحى.
عموما لا أتفق مع ما قاله أبو حاتم كلية ، ومن المعيب على شخص القول بأن اليمن أغلى من غزة أو أن دماء شعبه أغلى من دماء الفلسطينيين ، وهذا حديث معيب وعنصري ولا يجوز التعليق عليه.
غير أن السؤال الأبرز الأن …لماذا أدخلتنا حماس في هذه الأزمة والمعضلة؟
لماذا الآن ؟ حماس تعرف جيدا تأثير ما تقوم به من تواصل مع الحوثيين على الفلسطينيين المتواجدين في الإمارات ، وتعرف تماما أن هذا ثمنه فقدان وظائف ومكانات بل وتفجر أزمات نجن بالفعل في غنى عنها.
لا أعرف من هو العقل الاستراتيجي أو الخبير الذي فكر لحماس في هذه الفكرة ومعايدة الحوثيين ، غير إنني أقول للتاريخ أن حماس أخطأت وتخطئ عندما تراهن على جزء من منظومة الخلافات الداخلية في أي قطر عربي. وللعلم أحيي من هنا أصواتا محترمة وسياسية عاقلة من حماس انتقدت هذه المعايدة ، بل ووصفتها بالمعايدة الغاشمة التي لا طائل منها .
حفظ الله فلسطين وبارك دوما في جهود ورزق أولادها في الخارج