أطول رئيس وزراء لليابان.. من هو شينزو آبي؟

وكالات – مصدر الإخبارية

أعلنت وسائل إعلام يابانية، اليوم الجمعة، مقتل رئيس الوزراء السابق شينزو آبي، أحد أقوى القادة السياسيين في هجوم مسلح بالقرب من مدينة أوساكا.

من هو شينزو آبي؟

شينزو آبي (67 عاماً) هو رئيس وزراء اليابان لفترة قصيرة (2006 -2007)، ومن ثم مرة أخرى من عام 2012 إلى عام 2020.

وكان اليابانيون ينظرون لآبي كرمز للتغيير والشباب، ثم تنحى لأسباب سياسية، ليعترف لاحقاً بأنه يعاني من مرض تم تشخيصه لاحقًا على أنه التهاب تقرحي في القولون، وخضع للعلاج لأشهر، وعند عودته إلى السلطة في 2012 قال إنه تغلب على المرض بمساعدة دواء جديد.

سعى خلال فترة حكمه إلى تحويل اليابان من بلد محمية بالمظلة النووية الأمريكية وملزمة بدستور سلمي إلى قوة أكثر حزمًا وانخراطًا في الشأن الدولي، كما حاول تنشيط الاقتصاد الياباني الراكد، والذي كان فقد مكانته كأكبر اقتصاد في آسيا بين فترتي توليه المنصب.

لم ينجح في ولايته الأولى كرئيس للوزراء كولايته الثانية، حيث نجح في إعادة توجيه مسار البلاد بعد عودته إلى السلطة في عام 2012 من خلال السياسات الاقتصادية التي اتبعها، ورغم أنه لم يتم تسوية الجدل حول نجاعة تلك الاستراتيجية، فإن ثمة تغييرات هيكلية قليلة قد سُنت فيما لم يتم كسر دورة التضخم شديد الانخفاض.

وفي 2019 عمل آبي على فرض ضريبة استهلاك مثيرة للجدل تهدف للمساعدة في تمويل أماكن في دور الحضانة، للأطفال بعمر الثلاث سنوات وما دونها، وكذلك للمساهمة في نظام الضمان الاجتماعي الذي تجاوز طاقته. لكن اقتصاد اليابان بدأ بالتراجع حتى قبل أزمة فيروس كورونا التي قضت على المكاسب المتبقية.

وكان من المقرر أن يبقى في المنصب حتى سبتمبر (أيلول) 2020 مما يسمح له بحضور مناسبة مهمة في ولايته التاريخية هي أولمبياد طوكيو 2020 الذي أرجئت إلى 2021، لكن يبدو أن مشاكله الصحية تمكنت منه مجددًا، وأعلن في 2020 استقالته بسبب المرض.

كما نجح شينزو آبي في بناء تحالف أمني طويل الأمد لليابان مع الولايات المتحدة، لكن العلاقات مع أقرب جيران طوكيو كانت متوترة خلال فترة وجوده في منصبه، إذ دعّم القوميين اليمينيين وسن آبي قوانين تسمح لقوات الدفاع الذاتي اليابانية بالقتال إلى جانب حلفائها في الخارج، في خطوة أثارت قلق كوريا الجنوبية وأغضبت الصين.

وخلال ولايته تصدى لعدة فضائح سياسية من بينها اتهامات بالمحسوبية أدت إلى تراجع نسبة التأييد له، لكنها لم تتمكن من المسّ بسلطته لأسباب منها ضعف المعارضة السياسية في اليابان.

ولم يقم آبي بتكرار زيارة مثيرة للجدل عام 2013 إلى نصب لضحايا الحرب أثارت استياء واسعا في المنطقة وانتقادات الولايات المتحدة، وتمسك بنهج متشدد تجاه كوريا الجنوبية بشأن خلافات مستمرة من فترة الحرب.

وكان لرئيس الوزراء السابق طموحات طويلة الأمد لتعديل دستور اليابان، وخاصة المادة 9 منه، والتي تنبذ الحرب وتحظر الجيش، وكان يراها عقبة أمام تولي طوكيو دورًا يليق بقوة إقليمية.

ولكن على الرغم من مهاراته السياسية الكبيرة، لم يحشد الدعم الكافي لإجراء الاستفتاء اللازم لتغيير الوثيقة التأسيسية لليابان الحديثة.

وفي عام 2020 أعلن آبي تنحيه عن منصبه أيضًا لاعتلال صحته، لكنه ظل حاضرًا ومهيمنًا على الحزب الليبرالي الديمقراطي الحر الحاكم إذ يسيطر على أحد فصائله الأساسية.

قُتل رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي عقب إطلاق النار عليه خلال تجمع انتخابي صباح اليوم.

ومن المقرر أن تجري اليابان انتخابات مجلس الشيوخ يوم الأحد المقبل، ومن المتوقع أن يحقق الحزب الليبرالي الديمقراطي (الحاكم) نصرًا واسعاً.