خبير بيئي: آثار التغير المناخي تضيف تحديات على كاهل قطاع غزة الهش

خاص – مصدر الإخبارية

حَذّر رئيس المعهد الوطني للبيئة الدكتور أحمد حلس من آثار التغير المناخي على قطاع غزة الهش والمحاصر، وتأثيرها السلبي على صحة المواطنين في القطاع.

وقال حلس في مقابلة مع شبكة مصدر الإخبارية إن “التغير المناخي أثرّ على قطاع غزة المحاصر من سلطات الاحتلال الإسرائيلي أضعاف تأثيره على العالم”، مؤكدًا أن “التغير زاد من مشاكل القطاع البيئية والزراعية والاقتصادية”.

وأشار حلس إلى أن “مشكلة تآكل شاطئ بحر غزة نتيجة التغير المناخي مهمة، ويجب النظر إليها، وتأتي نتيجة ارتفاع مستوى البحر والأحوال الجوية القاسية شتاءً، وهشاشة الشواطئ وتربتها”.

ويُعتبر البحر متنفسا وحيدا لأهالي قطاع غزة، يتجهون إليه هربًا من الاكتظاظ العمراني والسكاني، الذي يشهده القطاع، وتنفيسًا عن ضيق الحصار الإسرائيلي عليهم، لكنه لم يسلم من تلوث يلاحق كل مناحي الحياة.

وتضطر بلديات قطاع غزة، أحيانا، إلى ضخ مياه الصرف الصحي من دون إخضاعه لأي معالجة إلى البحر. وفق تقرير أصدرته سلطة المياه وجودة البيئة في القطاع.

وتأكيدًا لمأساة التلوث، التي يعيشها المواطنين، أشار حلس إلى أن “أكثر من 70 -80 ألف متر مكعب من المياه العادمة تُضخ في شكل مباشر إلى البحر وتعمل على تلوثه، فتصل تبعاته لصحة المواطنين”.

وأشار حلس إلى “تنفيذ مشاريع لمعالجة المياه العادمة وتحسين جودة البحر، من بعض المؤسسات المهتمة بتقليل التلوث البيئي في غزة؛ للحد من مشكلة تلوث البحر وتبعاتها”.

وتطرق حلس إلى “معاناة المزارعين الغزييّن وتأثير التغير المناخي وحرق النفايات على إنتاجهم ومحصولهم”، متحدثًا عن إنتاج النفايات العضوية لعصارات سامة وروائح تنتشر بسببها الحشرات والأمراض”.

ولفت إلى أن “قطاع غزة يُنتج أكثر من 2100 طن من النفايات الصلبة، من بينها 55% إلى 60%، تُعتبر نفايات عضوية، ولا يتم تدوير النفايات كافة”.

وأردف أن الحروب والعدوان “الإسرائيلي” المتكرر على قطاع غزة “يزيد من كارثة التلوث البيئي على صحة المواطنين، ويُفشل خطط الحد من التلوث والحماية من التغير المناخي”.

وطالب حلس الجهات المختصة والمؤسسات الرسمية والمجتمعية “بوضع وبناء خطط استراتيجية لإعادة تدوير النفايات، وتحويلها إلى سماد عضوي يزيد من الرقعة الخضراء والزراعة، أو إعادة تدوير البلاستيك”، معتبرًا أن “كل ما يمكن إعادة تدويره ثروة صناعية”.

ودعا حلس إلى “وضع خطط تكاملية بين قطاعات المجتمع، وتغيير سلوك المواطنين والسياسيين؛ لتكوين جسم قوي قادر على التأثير والقيادة نحو الأفضل وفق بيئة آمنة وصحية، وزيادة نسبة التكيف والصمود أمام تحديات تغير المناخ”.

وكان حلس شارك في ورشة عمل نظمها مركز شؤون المرأة في قطاع غزة، أمس الاثنين، بعنوان “التغير المناخي والنوع الاجتماعي”، شارك فيها خبراء ومختصون في البيئة وصحافيون ونشطاء في مؤسسات أهلية.

وقدم حلس ورقة حول تأثير التغير على النوع الاجتماعي، بخاصة النساء في قطاع غزة.

وأكد المشاركون في الورشة على أهمية التعاون لإنجاح خطط تطويرية، من شأنها التخفيف من التلوث البيئي، وحماية الأمن الغذائي.

يُشار إلى أن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي قالت في وقت سابق إن عوامل التغير المناخي بدأت في الظهور في نهاية القرن التاسع عشر، وزادت النسبة والآثار في السنوات الأخيرة، ما دق ناقوس الخطر والصمود على كوكب الأرض.

يُذكر أن التغير المناخي تسبب في ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة، بسبب حبس حرارة الشمس الناتج في شكل رئيس عن أنشطة البشر الضارة، خاصة حرق الوقود الأحفوري، مثل الفحم والنفط والغاز، وتُنتج انبعاثات دفيئة تُشكل غطاءً يلف الكرة الأرضية، وسرعة في ذوبان المحيطين المتجمدين الشمالي والجنوبي.