موجة حر غير مسبوقة تضرب جنوب غربي أوروبا

وكالات-مصدر الإخبارية

تشهد غرب أوربا هذا الأسبوع موجة حر لم تعرف مثلها منذ وقت طويل، إذ سجلت في إسبانيا درجات حرارة قياسية لأول مرة منذ أكثر من أربعين عاما، أما فرنسا فيرتقب أن تسجل هي الأخرى الأسبوع الجاري موجة حر استثنائية.

وحسب خبراء في مكتب الأرصاد الجوية فإن سحابة من الهواء الساخن قادمة من شمال أفريقيا، تسببت بهذه الموجة وأثرت على معظم دول البحر الأبيض المتوسط، حيث يخشى المزارعون من تضرر محاصيلهم الزراعية.

وفي شمال أفريقيا، سجلت كل من تونس والمغرب والجزائر موجة حر خانقة، ستصل حتى سط البلاد، وينتظر أن تستمر حتى الخميس المقبل.

وأصدرت عدة دول أوروبية تحذيرات لمواطنيها بسبب موجة الحر الشديدة التي تضرب القارة حيث تتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 40 مئوية، فيما أخلت إسبانيا عدة قرى بسبب حرائق الغابات.

وتزداد درجة الحرارة في ألمانيا قبل فترة وجيزة من بداية فصل الصيف. وتوقعت خدمة الأرصاد الجوية الألمانية (DWD) اليوم الجمعة 17 حزيران(يونيو) 2022، أن تقترب درجات الحرارة من 40 درجة مئوية، نقلا عن موقع “تاغس شاو” الإخباري، التابع للقناة الأولى الألمانية.

وفي النصف الجنوبي من ألمانيا، ارتفعت درجات الحرارة الجمعة بالفعل فوصلت إلى 32 درجة مئوية، بينما في شمال ألمانيا بقى الجو أبرد لحد ما.

ومن المتوقع أن يكون يوم غد السبت أكثر سخونة ومن الممكن أن تصل درجة الحرارة إلى 38 درجة مئوية خلال النهار في مناطق بغرب ألمانيا، ويمكن أيضا أن تكون هناك زخات أمطار قوية أو عواصف رعدية متفرقة مع هطول أمطار غزيرة في الشمال الغربي والغرب. ووفقًا للتنبؤات الجوية، سيكون يوم الأحد حارًا أيضًا.

وفي فرنسا، أصدرت السلطات الفرنسية تحذيرا من ارتفاع درجات الحرارة في أجزاء كبيرة من فرنسا بعد أن بلغت نحو 40 درجة مئوية في بعض أنحاء البلاد وأفادت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية بأن درجات الحرارة سترتفع بشكل أكبر غدا السبت. وأشار خبراء الأرصاد الجوية إلى أن موجة الحر الشديدة هذه، ضربت فرنسا بشكل مبكر أكثر من أي وقت مضى.

وفرضت باريس وليون وستراسبورغ قيودا على حركة السيارات للحد من تلوث الأوزون، وخفضت من السرعة القصوى للسيارات مع السماح فقط لبعض السيارات الحاصلة على شهادات معينة بالحركة. وفي الوقت ذاته، سمحت باريس بالاستمرار في فتح الحدائق ليلا، وهي عادة ما يتم إغلاقها، وذلك من أجل السماح للمواطنين بالاستمتاع بدرجات الحرارة المنخفضة.

وأفادت صحيفة “لو باريزيان” بأن العديد من موظفي المكاتب توجهوا إلى مكاتبهم المكيفة بدلا من العمل عن بعد بسبب الحرارة.

ومن الآثار الجانبية الكلاسيكية لموجات الحر، يزيد تركز الأوزون في الهواء بشكل كبير فوق قسم كبير من فرنسا بحسب النشرة الرسمية ل Prev’Air التي نشرت الجمعة.

اقرأ/ي أيضا: طقس حار! إليك نصائح مُختلفة لتحافظ على انتعاشك في الصيف

في إسبانيا، يواصل رجال الإطفاء الجمعة مكافحة العديد من الحرائق في مختلف أنحاء البلاد التي ضربتها موجة حر استثنائية منذ حوالي أسبوع، مع حرارة تجاوزت أحيانا 40 درجة. بحسب وكالة الأرصاد الجوية الاسبانية فان الحرارة يرتقب ان تتجاوز الجمعة 35 درجة في جميع أنحاء البلاد تقريبا وان تتجاوز مرة جديدة 40 درجة في بعض مناطق وسط وشمال شرق وجنوب البلاد.

ونقلت الجهات المعنية نحو 600 ساكن من 8 قرى في إقليم سمورا الإسباني إلى مناطق آمنة نظرا لاستمرار حرائق الغابات في مناطق مختلفة بالبلاد الجمعة. الحريق الاكبر اندلع في سييرا دي لا كوليبرا في شمال غرب البلاد حيث احترق ما بين خمسة آلاف وسبعة آلاف هكتار من الغابات صباح الجمعة، حسبما أعلنت منطقة قشتالة-ليون. في شمال شرق البلاد، تواجه منطقة كاتالونيا أيضا عدة حرائق. والأخطر اندلع قرب بالدومار في مقاطعة ليريدا حيث أتت النيران على أكثر من 940 هكتارا من الغابات بحسب الحكومة الإقليمية الكتالونية.

في شمال إيطاليا، تستعد لومبارديا لإعلان حالة الطوارئ في مواجهة الجفاف القياسي الذي يهدد المحاصيل ويتم أساسا تقنين المياه في عدة مدن في سهل بو الذي يجتاز شمال البلاد. هذه المنطقة التي تضم محاصيل زراعية مهمة تواجه أسوأ جفاف منذ 70 عاما. ودعت الأمم المتحدة الجمعة إلى “التحرك الآن” لمواجهة الجفاف والتصحر من أجل تجنب وقوع “كوارث بشرية”.

وقال الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو خلال مؤتمر في مدريد بمناسبة اليوم العالمي للجفاف، “حان وقت العمل: كل إجراء مهم”. بالنسبة للعلماء فإن تكاثر وتكثف وطول أمد موجات الحرارة التي تتفاقم بسبب انبعاثات غازات الدفيئة يشكل إشارة لا لبس فيها على ظاهرة الاحتباس الحراري.

وأشاروا إلى أن عواقب هذه التقلبات واضحة: حرائق وصولا الى سيبيريا وذوبان الجليد البحري في القطب الشمالي والجفاف ودرجات حرارة قياسية في جميع القارات وأعاصير وظواهر مناخية أخرى شديدة.