92 عامًا على إعدام شهداء ثورة البراق الثلاثة

الضفة المحتلة-مصدر الإخبارية
يصادف اليوم الجمعة، الذكرى الـ 92 لإعدام شهداء “ثورة البراق” الفلسطينيين الثلاثة، محمد جمجوم، وفؤاد حجازي، وعطا الزير.
ولا تكاد تخلو ألسنة الفلسطينيون من ترديد الأغنية الوطنية الأكثر شهرة “محمد جمجوم ومع عطا الزير.. فؤاد حجازي عز الذخيرة.. انظر المقدر والتقادير.. بأحكام الظالم تا يعدمونا”، التي جاءت تخليدًا لذكرى إعدام ثلاثة أبطال فلسطينيين شهداء ثورة البراق.
تعود قصة الأبطال الثلاثة، عندما اعتقلت قوات من الانتداب البريطاني مجموعة من الشبان الفلسطينيين خلال ثورة البراق، التي نظمت رفضًا لـقطعان المستوطنين بتاريخ 14 آب (أغسطس)1929.
وجاءت ثورة البراق الفلسطينية، للتصدي للاحتلال في ذكرى ما أسموه حينها” ذكرى تدمير هيكل سليمان” أتبعوها في اليوم التالي 15آب(أغسطس)، بمظاهرة كبيرة في شوارع القدس لم يسبق لها مثيل حتى وصلوا إلى حائط البراق، وكانوا يرددون “النشيد القومي الصهيوني”، بتزامن مع شتم المسلمين.
وثورة البراق هو الاسم الذي أطلقه الفلسطينيون على اشتباكات عنيفة اندلعت في مدينة القدس في 9 آب (أغسطس) 1929، أيام الانتداب البريطاني على فلسطين وامتدت بعد أيام لمدن أخرى.
ويُعدّ حائط البراق وقفًا إسلاميًا، وإبان فترة الحكم العثماني سُمح لليهود بإقامة طقوسهم قبالة الحائط، لكن مع مرور الزمن ادعوا أن حائط البراق من بقايا “الهيكل” المزعوم.
واعتقلت شرطة الانتداب حينها 26 فلسطينيًّا ممن شاركوا في الدفاع عن حائط البراق، وحكمت عليهم جميعًا بالإعدام في البداية، لينتهي الأمر بتخفيف هذه العقوبة عن 23 منهم إلى السجن المؤبد، مع الحفاظ على عقوبة الإعدام بحق ثلاثة محكومين هم: فؤاد حسن حجازي، محمد خليل جمجوم، وعطا أحمد الزير.
ونفذ حكم الإعدام بحق الشهداء الثلاثة جمجوم وحجازي والزير في 17 يونيو 1930 بسجن مدينة عكا المعروف باسم (القلعة).
وفؤاد حجازي ولد في مدينة صفد-شمال فلسطين المحتلة عام 1904، وتلقى دراسته الابتدائية في مدينة صفد ثم الثانوية في الكلية الأسكتلندية وأتم دراسته الجامعية في الجامعة الأمريكية في بيروت.
وشارك حجازي مشاركة فعالة في مدينته في ثورة البراق التي عمت أنحاء فلسطين عقب أحداث البراق سنة 1929 وقتل وجرح فيها مئات الأشخاص.
وكان حجازي الأول من بين المحكومين الثلاثة الذين أعدمتهم سلطات الانتداب البريطاني في يوم 17-6-1930، بسجن القلعة بمدينة عكا، وأصغرهم سناً.
وسمح له أن يكتب لأهله رسالة في اليوم السابق لموعد الإعدام. كتب وصيته وبعث بها إلى صحيفة اليرموك فنشرتها يوم 18-6-1930، بخط يده وتوقيعه، وقد قال في ختامها:
“إن يوم شنقي يجب أن يكون يوم سرور وابتهاج وكذلك يجب إقامة الفرح والسرور في يوم 17 حزيران من كل سنة، إن هذا اليوم يجب أن يكون يومًا تاريخياً تلقى فيها الخطب وتنشد الأناشيد على ذكرى دمائنا المراقة في سبيل فلسطين والقضية العربية”.
أما محمد خليل جمجوم فولد بمدينة الخليل جنوب الضفة لفلسطينية المحتلة عام 1902م، وتلقى دراسته الابتدائية فيها. أكمل دراسته الجامعية في الجامعة الأمريكية ببيروت وشارك في الأحداث الدامية التي تلت ثورة البراق ضد يهود صهاينة في زمن الانتداب البريطاني على فلسطين.
وعرف “جمجوم” بمعارضته للصهيونية والانتداب البريطاني وبعد أحداث ثورة البراق أقدمت القوات البريطانية على اعتقاله في 1929م مع 25 من العرب الفلسطينيين وقد حوكموا جميعاً بالإعدام، إلا أن الأحكام تم تخفيفها إلى مؤبد، وكان تطبيق حكم الإعدام شنقاً فيه الساعة التاسعة صباحًا.
أما عطا أحمد الزير فقد وُلد في مدينة الخليل جنوب الضفة المحتلة عام 1895م، عمل في عدة مهن يدوية واشتغل في الزراعة وعرف عنه منذ الصغر جرأته وقوته الجسمانية.
وكانت له مشاركة فعّالة بمدينته في ثورة البراق. وتم إعدامه في سجن القلعة بمدينة عكا، على الرغم من الاستنكارات والاحتجاجات العربية. وهو كان أكبر المحكومين الثلاثة سنًا.
ومن نتائج أحداث ثورة البراق التي امتدت من الخليل وبئر السبع جنوب فلسطين المحتلة حتى صفد شمالها، 116 شهيدًا فلسطينيًا ونحو 232 جريحًا، مقابل 133 قتيلاً يهودياً وحوالي 339 جريحاً.
اقرأ/ي أيضا: المقاومة تسيطر على منطاد للاحتلال شرق بيت حانون