الأقصى في قلب الخطر بقلم الكاتب مصطفى الصواف

أقلام – مصدر الإخبارية

الأقصى في قلب الخطر، بقلم الكاتب الفلسطيني مصطفى الصواف، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصلنا:

الأقصى في خطر، عنوانًا ليس جديدًا، وطرحناه في أكثر من مقال، ولكن اليوم بالفعل الأقصى في قلب الخطر ما لم نتحرك نحن الفلسطينيون تحركًا جادًا وفاعلًا لوقف هذا الخطر الذي بات الأقصى في قلبه.

ما يُخطط له الاحتلال اقترب كثيرًا من الأقصى، بل بات يمس الأقصى بشكل مباشر من حيث التقسيم المكاني، ما يُخطط له الاحتلال من اقتطاع مساحة من باحات الأقصى هو أول المس بالمسجد وحرمه، وجعل تلك المساحة المقتطعة منه أول السيطرة الكاملة على المسجد الأقصى، وجعل تلك المكانة المقتطعة منه خالصة لليهود ولن يسمح لغير يهود من الوصول إليها وستكون مكانا للعبادة.

قد يتحول في القريب العاجل إلى كنس يهودي للعبادة فيه، وهو أول الوجود لليهود الديني الحقيقي في باحات الحرم القدس الذي يعتبره اليهود مكانا مقدسا للعبادة فيه، وبداية وضع اليد على كل الحرم وبدء تنفيذ فكرة هدم المسجد، وإقامة هيكلهم المزعوم، والتي أثبتت كل الدراسات والأبحاث والتنقيب أن لا وجود لليهود فيه أي اثر، هذه الدراسات والأبحاث ليست عربية بالمناسبة ولكن جزء منها قام به باحثون يهود.

لم يعد هناك رهان على أي مستوى عربي رسمي خاصة بعد الحديث الجاري عن التطبيع مع السعودية، وكذلك لا رهان على الوصاية الهاشمية عل القدس، وبقي الحديث اليوم علينا نحن الفلسطينيون، والذين بات الرهان علينا لصد كل الاعتداءات، وما يُخطط له الاحتلال، لأننا بتنا الوحيدون المعول علينا لمواجهة ما يخطط له يهود.

نعم هناك قناعة لدى الفلسطينيون بأنهم باتوا اليوم وحيدون إلا من بعض التحركات الخجولة من الشعوب العربية والإسلامية ، وحتى تتحرك هذه الشعوب لا بد أن نتحرك نحن الفلسطينيون، لأن حراكنا سيحرك الشعوب بشكل فاعل، والمطلوب منا دفع الثمن، وأوله التحرك بشكل وحدوي وجامع للكل الفلسطيني وهي أول الطريق لوقف الاحتلال عن ما يخطط له وهذا التحرك بكل الأدوات سيضع حدا لكل ما يخطط له العدو، نعم هناك تحرك ولكنه تحرك بطيء بل خجول وليس بالمستوى المطلوب .

دعوة أرجو ألا تكون الأخيرة، تحركوا بشكل جمعي وكبير وحولوها إلى ثورة في كل مكان، ولا تجعلوا من أي قضية جانية ملهاة لكم حتى لو كان الصراع الدائر على خلافة محمود عباس، القدس أهم بكثير من أي شخص والحفاظ عليها والدفاع عنها بالنفس والمال وكل ما نملك هو الأهم الذي يجب أن نشغل أنفسنا به أينما كنا، في القدس في الضفة في الثمانية والأربعين في قطاع غزة وفي الشتات ، قضية القدس قضيتنا المركزية والتي يجب أن لا تغيب عن أعيننا، لأن وجود القدس وبقاءها هو عنوان وجودنا وبقائنا على هذه الأرض.

أقرأ أيضًا: أين القوى الفلسطينية مما يجري من تحضير لخليفة عباس؟