خيمة تضامن في القرية البدوية.. ودعوات لمحاسبة المسؤولين بالشرطة وسلطة الأراضي

خاص- مصدر الإخبارية

في قرية أم النصر التي تعرف محليا باسم “القرية البدوية” وتقع أقصى شمال قطاع غزة، بدأ العشرات من أبناء العشائر البدوية التجمع عصر الأحد، للتضامن مع أهل المنطقة التي شهدت أحداثاً عنيفة الخميس الماضي، إثر إقدام سلطة الأراضي والشرطة على هدم أحد المنازل.

وأقام الأهالي خيمة أمام أحد الدواوين في القرية، وأمها مئات المواطنين من داخل القرى ومن أبناء العشائر الأخرى، وغيرهم من المتضامنين من أبناء قطاع غزة.

وتتهم الشرطة أصحاب المنزل المذكور، بتشييده بطريقة غير قانونية فوق أراضٍ حكومية، فيما تقول العائلة إن هناك تفاهمات جرت بينها وبين الأطراف المعنية بخصوص تشييده.

اعتداءات مستهجنة

و”أم النصر” يسكنها الآلاف من أبناء العشائر البدوية الذين هاجر أبنائها إبان نكبة 1948 من منطقة النقب إلى قطاع غزة.

وأدت اعتداءات الشرطة على المواطنين هناك، إلى إصابة بعضهم أحدهم بحالة خطرة، فيما أصيب عدداً من عناصر الأمن بطلقات نارية أطلقها بعض الأهالي.

وفجّرت أزمة القرية البدوية، ردود فعل واسعة في الشارع الفلسطيني، وهو ما أدى لانعقاد اجتماع طارئ للجنة الحكومية في غزة مساء الخميس، من أجل متابعة تفاصيل.

واتخذت اللجنة عدة قرارات بخصوص الحادثة، أهمها فتح ملف تحقيق بالقضية ووقف عمليات الهدم بقرية أم النصر لحين انتهاء ذلك.

دعوات لمحاسبة المتسببين بالفوضى في القرية البدوية

وقال أحد ممثلي العائلات في قرية أم النصر وصفي الأبرق، لمراسل شبكة مصدر الإخبارية، إن الجميع متفاجئ مما حدث يوم الخميس، لأن ذلك ليس السلوك المعهود على الشرطة والأجهزة الأمنية الفلسطينية.

وأضاف “إن قوات قدمت صباح الخميس لهدم المنزل لكن تم التفاهم معها وعقد جلسة نقاش بحضور مسؤولين حكوميين وأهالي وقيادات من حركة حماس”، موضحاً أنهم تفاجأوا بقدوم قوات الشرطة مرة يوم الخميس ظهراً لتنفيذ عملية الهدم.

وبين أن أعداد القوات كانت كبيرة ورافقها جرافات، مشيراً إلى أن ما حدث عمل مشين استفز الناس وتداعت الجماهير في قرية أم النصر إلى الاحتجاج أمام المنزل.

وأوضح أن الشرطة هي من، بدأت إطلاق النار أدى لإصابة عدد من الشبان من بينهم الشاب حسن الصياح الذي يعيش في حالة غيبوبة حتى الآن لا نعلم إلى أن ستصل حالاته، لافتاً إلى أن باقي الحالات إصابة بالبطن والقدم.

وفي السياق ذاته قال الأبرق إن الشرطة اعتقلت نحو 90 شخصاً بينهم مسنين، وشباب، مشيراً إلى أنهم خرج بعضهم فيما لا يزال البعض معتقلاً حتى الآن دون وجود مسوغات قانونية، بحسب قوله.

وأكمل قائلاً: “عمليات الاعتقال تمت من داخل المنازل والمحال التجارية بصورة عشوائية وهو ما زاد من استفزاز الناس في الشوارع، سيما وأن هجوم الشرطة رافقه تخريب وتدمير”.

واتهم الأبرق، الشرطة بتلفيق اتهامات للبعض وعرضهم على النيابة اليوم الأحد.

وقال في تصريحاته، “سمعنا أن هناك لجنة تحقيق وسمعنا أن هناك إقالات لكن هذا الكلام حتى الآن غير موثق لدينا”، داعياً إلى محاسبة من أعطى القرار بتحرك الشرطة ومن أطلق النار ومن أعطاه القرار بذلك الأمر.

وفي توضيح لتفاصيل الحادثة قال الرجل، إن المنزل الذي تسبب بالمشكلة، يوجد بخصوصه ورقة تفاهم بين جميع الجهات والشرطة مطلعة على هذا الأمر، مضيفاً “يوجد عندنا بيوت في أراضي حكومية لكن هناك تفاهمات بين الأهالي والجهات الرسمية من أجل تسويتها”.

وأكد في ختام حديثه، أنهم “لا يرغبون في الاستفزازات أو شحن الأمور، على عكس ما نتهم به من قبل الشرطة والجهات الرسمية”.

يجب الحفاظ على النسيج المجتمعي

من جهته قال الشيخ أبو ياسر الجطلي أحد أبناء القرية البدوية ووجائها في حديث لشبكة مصدر الإخبارية، إن أبناء قطاع غزة وشيوخ القبائل جاؤوا اليوم من أجل مساندة أهالي قرية أم النصر الحدودية التي قدمت الكثير من أبنائها شهداء.

ودعا الجطلي خلال حديثه لضرورة الحفاظ على النسيج المجتمعي الفلسطيني وتجاوز أي خلافات من هذا النوع، مضيفاً أن الجميع عليه أن يتشارك من أجل تحقيق هذا الأمر.

وتابع “أنباء الأجهزة الأمنية هم من أولادنا ونحن لا نقبل الاعتداء عليهم، وفي المقابل لا نقبل الاعتداء على أبناء القرية، لأنه هناك مشايخ وكبار ومخاتير ممكن حل أي مشكلة من خلالهم”.

وأكمل الجطلي، إن “ما حدث يجب ألا يتكرر ونحن من هذا المجتمع ونسعى دائما للحفاظ عليه لأن هناك احتلال يجب أن نوجه كافة جهودنا نحو مقاومته من أجل طرده من أرضنا”.

وأكد على أن هناك تكاتف من شيوخ القرية والعشائر وتواصل من أجل حل المشكلة وعودة الأمور إلى طبيعتها وخروج المعتقلين في السجون كافة.