لحوم الأضاحي.. أرخصها الهولندي وأغلاها البرتغالي

تعرف على أسعاره في غزة

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

فرضت الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطنون الفلسطينيون، ظروفًا استثنائية في كل المجالات، امتدت لتطال فرحتهم في استقبال عيد الأضحى المبارك، حيث بات حُلمًا لدى كثير من الغزيين ذبح أضحية، نظرًا لارتفاع أسعار الأضاحي في قطاع غزة.

أسعارٌ باتت تُؤرق الغزيين، ما دفع أصحاب المزارع إلى الإعلان عن عُروض وجوائز عينية، من بينها تفعيل الدفع نقدا، أو بالتقسيط المُريح لتشجيع المواطنين على شراء الأضاحي.

لا مشكلات في ادخال الأضاحي

المتحدث باسم وزارة الزراعة الفلسطينية أدهم البسيوني، أكد أن “الأضاحي ستكون متوفرة في قطاع غزة، ولا توجد إشكالات في عملية إدخالها عبر المعابر، لا سيما قبل 35 يومًا على عيد الأضحى المبارك”.

وأشار البسيوني، في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، إلى أن “الوزارة تُجري حاليًا عملية تنظيم تداولات ذبح الأضاحي مع الجهات ذي العلاقة حول المذابح والنقل والحفظ، وتوفر الشروط الصحية لعملية الذبح حفاظًا على صحة المواطنين”.

وأوضح أن “طواقم الوزارة تزور، حاليًا المسالخ بشكلٍ مستمر، لإلزام أصحابها بالتوقيع على تعهدات خاصة لالتزام الشروط الصحية، خلال عملية الذبح، مثل نظافة الأرضيات والمياه والتوزيع وتوفر التهوية اللازمة”.

تسهيلات لتشجيع المواطنين على الشراء

يقول المزارع منير عزمي أبو حصيرة مالك “مجموعة مذابح الجزّار أبو حصيرة”، إنه “تم اعتماد آلية الدفع نقدا، أو بالتقسيط لتسهيل عملية شراء الأضاحي العام الجاري، في ظل ارتفاعٍ ملحوظٍ على الأسعار، بالتزامن مع التدني اللافت في الأوضاع الاقتصادية للمواطنين”.

وأضاف أبو حصيرة، في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، أنّ “حُصة العجل هذا العام تبدأ من 1000 شيكل، ولتشجيع المواطنين على الشراء، أعلن عن مجموعة من الهدايا والجوائز للمشترين، تشمل خواتم ذهب وأجهزة كهربائية وغيرها دون زيادة على سعر الأضحية المُباع فيه”.

وأشار، “حريصون على اقبال المواطنين لشراء الأضحية، ولهذا قمنا بتقسيط سعر الأضاحي بشكلٍ مُريح للمواطنين، بما لا يُشكّل عائقًا أمامهم في سداد ثمن الأضاحي تقديرًا لأوضاع المواطنين والتزامات العيد”.

وأردف، “أتمننا الاستعدادات على أكمل وجه، من حيث جلب أحدث الأجهزة للتقطيع والتغليف تحت إشراف بلدية غزة، إلى جانب اتمام عمليات التوسعة اللازمة للمسلخ لضمان راحة المواطنين وذبح الأضاحي بالطريقة السليمة”.

وفيما يتعلق باستيراد العجول من الخارج، أشار أبو حصيرة، إلى أن عمليات استيراد العجول تتم مِن قبل الجانبين المصري “البرازيل، أوكرانيا، البارغواي”، والإسرائيلي “رومانيا، البرتغال، بلجيكا، هولندا”.

ولفت إلى أن الاقبال يَشهد تزايدًا نسبيًا على العجول الوافدة من دول رومانيا والبرتغال وبلجيكا وهولندا، حيث يُفضلها المواطنين عن غيرها، رغم ارتفاع أسعارها النسبي، وهي تُصدر إلى قطاع غزة عبر حاجز كرم أبو سالم جنوب القطاع.

وعن ارتفاع أسعار العجول والأضاحي هذا العام، أرجع الارتفاع إلى زيادة سعر الأعلاف حيث كان يُباع العام الماضي بـ 1800 شيكل للطن الواحد، والعام الجاري بـ 2300 شيكل، كما أن سعر العجل ذاته شهد ارتفاعًا ملحوظًا نظرًا للارتفاع العالمي”.

ونفى أبو حصيرة ما يتم تداوله حول رفع المزارعين والتُجار أسعار الأضاحي هذا العام، لافتًا إلى أن “الأزمة الروسية الأوكرانية تسببت في زيادة أسعار العُجول كونها تُعتبر مصدرًا أساسيًا للأعلاف والحبوب لدول الشرق الأوسط”.

وأوضح أن “سعر الكيلو جرام الواحد من العجل البرازيلي يبلغ 17 شيكلا ونصف الشيكل، والهولندي 17 شيكلا، والمعراف 19 شيكلا، والبرتغالي 21 شيكلا”.

وفيما يتعلق بأسعار الخراف، بيّن أبو حصيرة أن “سعر الكيلو غرام الواحد من الخروف التركي يبلغ 4.8 دنانير، والعسّاف 5.45 دنانير”.

ونوّه إلى أن “أفضل العُجول الهولندي، نظرًا لقلة كمية الدهون، وزيادة كميات اللحم الطازج، لكنه يشهد اقبالًا ضعيفًا مِن قِبل المواطنين، نظرًا لارتفاع ثمنه”.

الإنتاج المحلي

من جانبه، قال مدير دائرة الإنتاج الحيوانيّ في وزارة الزراعة في غزّة طاهر حمد إن “الإنتاج المحلي من الأضاحي يُمثل 5 % فقط، نظرًا لعدم وجود مراعٍ ومزارع متخصصة في تربية الأضاحي وإنتاج اللحوم في القطاع”.

وأضاف حمد، في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، إن “القطاع يعتمد على استيراد الأضاحي من الخارج، وبعضها يتم استيراده صغيرًا وتربيته وتسمينه في مزارع قطاع غزة مدة تتراوح بين 4– 12 شهرا”.

وأشار حمد إلى أن “مزارع قطاع غزة تحتوي على 2200 رأس من الأبقار تنتج سنويًا ألف عجل”، لافتًا إلى أن “سعر الكيلو غرام الواحد من العُجول يتراوح بين 17- 21 شيكلا حسب السلالة والأرض، التي تربى فيها”.

ولفت إلى أن “قطاع غزة يحتاج خلال موسم عيد الأضحى حوالي 15- 16 ألف رأس من العجول، و 30 ألف رأس من الأغنام، حسب إحصاءات وزارة الزراعة، فيما يبلغ العدد المُتاح حاليًا في المزارع بين 15- 17 رأس من الماشية والعُجول”.

وأكد حمد أن “الوضع الاقتصادي والقوة الشرائية تحكم الكميات المُتوقع استهلاكها، على رغم أن السنوات الماضية شهدت اقبالًا مُرضيًا على شراء الأضاحي، نظرًا لعمل الجمعيات الخيرية المَعنية بتلبية حاجات المواطنين والأُسر المتعففة”.

فرحة منقوصة

من جانبه، يقول المواطن محمد أبو حلاوة من سكان المحافظة الوسطى، وهو أب لتسعة أبناء وبنات لشبكة مصدر الإخبارية، إنه “منذ عشرات السنين لم يفرح بذبح أضحية العيد”، مشيرًا إلى أن أطفاله “يتوقون لرؤية خروف العيد في بيتهم ليفرحوا فيه قبل ذبحه خلال عيد الأضحى المبارك”.

وأعرب أبو حلاوة عن أمله بأن “تتغير الحال إلى الأفضل، ليفرح وأطفاله بالأضحية، في ظل ما يعيشه من وضع اقتصادي مأساوي، أرخى بظلاله على العائلات الفقيرة والمتعففة في قطاع غزة”.

أقرأ أيضًا: استعداداً لموسم الأضاحي.. بلدية غزة تبدأ استقبال طلبات ترخيص المسالخ