رمضان شلح والجهاد الإسلامي

أقلام – مصدر الإخبارية
رمضان شلح والجهاد الإسلامي، بقلم الكاتب الفلسطيني المُقيم في الأراضي التركية إبراهيم المدهون، وفيما يأتي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:
أثرت شخصية رمضان شلح في تكويني المعرفي المقاوم، وتمنيت لو قابلته وجاهيًا، وتطلعت إليه كأحد أهم ركائز العمل الوطني القادر على التغيير، وإحداث خطوات واسعة للأمام، ومنذ توليه مسؤولية الجهاد الإسلامي لفتني حضوره وتمكنه وإطلالته، وقوة طرحه الدقيق الحاسم، حيث كان يصيغ الجمل السياسية ببساطة عميقة.
إن اقتربت من شخصية رمضان شلح تجده مثقفًا قبل أن يكون قائدا، ومقاوما قبل أن يكون أكاديميًا، وكاتب سياسي ببلاغة روائي عالمي، يطرح موقفه بفلسفة تأطيرية مُقنعة، حيث يرسم المشهد برصانة وحكمة، يُجيد اللغة الإنجليزية والعبرية، درس بلندن وأمريكا، وترك العمل بأرقى جامعاتهم ليشارك الشقاقي مسيرته الثورية ويُشاركه بتأسيس السرايا ومتابعة الفدائيين.
رافق الشقاقي بتأسيس حركة الجهاد الإسلامي وخلفه في قيادتها، فقد تعرف عليه في جامعة الزقازيق ابان دراسته في كلية الاقتصاد، كان لشلح بصمة واضحة بالحفاظ على مسيرة الجهاد الإسلامي وتطويره، وتأسيس سرايا القدس والانطلاق الموجه، ومواكبة المتغيرات في الساحة الفلسطينية، وتحمل تبعاتها، فقد كان في وجه أوسلو ورفضها بكل جوارحه، واعتبرها نكبة ثانية، وبقي ليومه الأخير يعمل على تجاوزها وطرح المبادرات لذلك.
القائد رمضان شلح رجل وحدوي وعملياتي، وصاحب قرار، وحافظ على دور طليعي للجهاد الإسلامي، فلم يذوب في التشابكات الفلسطينية، واستمر بتنمية عمله العسكري، وأضحت حركة الجهاد اليوم بفضل مجاهدي السرايا وقيادتها الفاعلة، وبإرث الشقاقي وشلح رحمهم الله، من أهم ركائز وقوى وفصائل العمل الوطني.
إننا نستذكر رجلاً مميزاً، ومفكراً إسلامياً من مفكري الأمة الإسلامية، وقامةً وطنيةً كبيرة، نستذكر رجلاً نذر حياتَه لخدمة دينه وفلسطين، ورجلاً عرفناه ذو قلب كبير وأفق واسع.
نفتقد اليوم رجل السياسة المحنك، ورجل المواقفِ المميز بحرصه على فلسطين والفلسطينيين، كم نحتاج إليك دكتور رمضان شلح في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ شعبنا وقضيتنا، والملتقى الجنة بإذن الله.
أقرأ أيضًا عبر مصدر: هنية: كان الراحل عبدالله شلح يحمل قلبًا عامرًا بالإيمان وحب الوطن