وفد بريطاني يحقق حلم شاب في غزة بزراعة الكلي

صلاح أبو حنيدق- خاص شبكة مصدر الإخبارية:
نجح وفد طبي بريطاني بتحقيق حلم الشاب العشريني مؤمن راضي بزرع كلية بعد ثلاثة أعوام من معاناته من فشل كامل في وظائفها.
العملية الجراحية استغرقت خمس ساعات، وكانت كفيلة بطي صفحة معاناة عائلة مؤمن، وسعيها الدائم لإجراء العملية خارج قطاع غزة، لكن جميع الظروف كانت ليست في صالحها.
ففي العام الأول لاكتشاف المرض، سارع أشقاء مؤمن لإجراء فحوص لمطابقة الدم والأنسجة لمنحه كلية تُنهي معاناته المستمرة من غسيل الكلى في مستشفى الشفاء في مدينة غزة، لكن سريعاً ما كانت الآمال تتبدد مع مطابقة شروط الزراعة مع أفراد أسرته بنسبة 99%، وفقدان الواحد في المئة.
ودائماً ما كان الحزن يخيم على مؤمن في العام الأول، وفق قوله لشبكة مصدر الإخبارية، ويدخل في موجة من الاكتئاب، لاسيما بعد إبلاغه من قِبل الأطباء بأن أمله الوحيد في الحصول على كلية، انتهى بعد ثبوت وجود مشكلة في كليتي شقيقه محمد، الذي كان مفترض أن يتبرع له بعد مطابقته جميع الشروط.
ليستمر بعد ذلك مؤمن في غسيل الكلي، مرتين يومياً، في مستشفى الشفاء، قبل أن تصل حالته الصحية نحو الأسوأ، بعد ضعف عام أصاب أعضاء جسده، وفشله في الحصول على أمل جديد بعد فحوص أجراها جميع أفراد أسرته من الدرجة الأولى والثانية، عدا شقيقه الأصغر، بهدف التبرع بكلية.
لكن المفاجأة كانت خارج توقعات مؤمن وعائلته، بعد ذهاب أخيه الأصغر محمود (19 عاماً) لإجراء فحوص لتطابق النتائج بنسبة 100% بينهما، ويعود الأمل مجدداً بعد إبلاغ الأطباء لهما بإمكان إجراء العملية الجراحية في جمهورية مصر العربية، بشرط أن يكون عمر محمود (21 عاماً) ليتسنى له التبرع وفق القانون، وأن يكون مكتمل الأعضاء.
عامان انتظرهما مؤمن ومحمود لإنهاء معاناة أسرة عاشت الجزء الأكبر من حياتها في قسم غسيل الكلي، انقضت سريعاً فور قدوم الوفد الطبي برئاسة الطبيب عبد القادر حماد رئيس وحدة زراعة الأعضاء في مستشفى جامعة ليفربول في بريطانيا، كما يقول مؤمن.
ويضيف مؤمن أن “اتصالاً تلقاه من قسم الكلي بمستشفى الشفاء حمل الخبر الأسعد له ولأسرته، بأن وفداً بريطانياً قادماً إلى قطاع غزة، وجرى اختياره ليكون الحالة الأولى لزرع الكلية ضمن الزيارة”.
ويشير مؤمن إلى أنه “دخل العملية وخرج منها بنسبة نجاح 96%.. ليقتنع، للمرة الأولى، في حياته بالمثل القائل لا يأس مع الحياة، ولا حياة مع اليأس، لاسيما وأنه حاول السفر للأراضي المحتلة عام 1948، ومصر لإجراء الزراعة هناك، لكن جهوده فشلت، وكان النصيب أن تُجرى له في غزة”.
وينهي مؤمن كلماته بتقديم الشكر “لكل من وقف بجانبي، لاسيما الطبيب المشرف على العملية عبد القادر حماد والوفد المرافق له، وأتمنى بأن يحظى جميع مرضى الكلى في قطاع غزة بفرصة أمل للعودة لممارسة حياتهم الطبيعية، فكل واحد منهم لديه حلم بأن يزرع كلية ليعود لعائلته بخير”.
بدوره، يقول رئيس قسم الكلى الصناعية في مجمع الشفاء الطبي الطبيب عبد الله القيشاوي إن “مؤمن أحد ثلاثة مرضى أجرى لهم الوفد الطبي برئاسة الطبيب حماد عمليات زرع كلى”.
ويضيف القيشاوي في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية، إن “الوفد يزور غزة، للمرة السادسة والعشرين، ويتخللها برنامج تدريبي وتعليمي للطواقم الطبية بغزة، تمهيداً لإجراء عمليات زرع الكلى داخل مستشفيات القطاع قريباً”.
ويشير القيشاوي إلى أن “هناك تقدما في أداء الطواقم الطبية في غزة، نظرا لمشاركاتهم المتكررة في عمليات جراحية مع الوفود”.
ويؤكد رئيس قسم الكلى أنه “يُشترط لإجراء العملية الجراحية توفر المتبرع والشروط والمواصفات الخاصة بالزرع، وفي مقدمها سلامة القلب والكبد، وأن يكون قريباً للمريض من الدرجة الأولى والثانية”.