حكومة التطرف والاستيطان والحرب المفتوحة

أقلام – مصدر الإخبارية

حكومة التطرف والاستيطان والحرب المفتوحة على الشعب الفلسطيني، بقلم الكاتب الصحفي سري القدوة، وفيما يأتي نص المقال كاملًا كما وصلنا:

بشكل واضح واستفزازي للعالم اجمع أوعز رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت باستخدام القوة المفرطة بحق أبناء الشعب الفلسطيني أينما كانوا وبكافة أنواع الوسائل القتالية وقال بينيت في تصريح صحفي “انه يدعم الجيش وشرطة إسرائيل بشكل كامل، في مساعيهما لاستهداف أي “إرهابي” سواء في القدس أو الضفة أو في أي مكان آخر” على حد تعبيره العنصري وضمن حربه ضد الوجود الفلسطيني، أقدم بينت على اقتحام عمق الضفة الغربية المحتلة برفقة عدد من المسؤولين الإسرائيليين مما يعكس مدى تورط حكومة الاحتلال في دعمها لعمليات الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة واستمرارها في خداع المجتمع الدولي.

وفي خطوة استفزازية ثانية هدفها استرضاء المستوطنين وتحسين صورة حزبه المتهالك والذي بدأ بالانهيار وللحفاظ على حكومته فترة أطول في وجه ما تتعرض له من هزات داخلية تتمثل بانسحابات متتالية من الائتلاف الحكومي الذي فقد الأغلبية في الكنيست، قام رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت بأول زيارة له منذ توليه منصب رئاسة الحكومة إلى مستوطنة إلكانا وفي اليوم التالي قام بزيارة إلى مستوطنة كيدا القائمة على أراضي المواطنين الفلسطينيين، في عمق الضفة الغربية وذلك للمشاركة في الاحتفال بمرور 45 عامًا على تأسيسها.

وأمام ما يجرى من المتغيرات على الساحة السياسية الدولية ومع اقتراب الزيارة المنتظرة للرئيس الأمريكي جو بايدن واستحقاقاتها، باتت تتصاعد عمليات الاستيطان ضمن مخطط مكتمل وكدروس بهدف تمرير عمليات الاستيطان في العمق الفلسطيني، والإبقاء على الأوضاع القائمة على ما هي عليها والهروب إلى الامام لمحاولة انقاذ حكومة المستوطنين وتصدير سياستها كأمر واقع يفرضه الاحتلال على المجتمع الدولي.

وفي ظل تصاعد العدوان ورفض حكومة الاحتلال العودة للمفاوضات مع السلطة الفلسطينية ووقف القرارات المتعلقة بعملية الانسحاب من مدن الضفة الغربية واستحقاقات عملية السلام، حيث يبدى بينت من خلال سياسته الواضحة وهو يقول للعالم أجمع، بأن خارطة الطريق التي تعمل بها حكومته مضمونها قائم على حفظ أمن دولة الاحتلال وتعزيز المستوطنات في الضفة الغربية، وضم الأحياء العربية في القدس وتهجير سكانها وتعزيز الوجود اليهودي وجلب أكبر هجرة يهودية لدولة الاحتلال منذ تأسيسها للسيطرة على القنبلة السكانية العربية.

حكومة التطرف تعمل من أجل تكريس الاستعمار الاستيطاني وهي لا تبالي بأي نتائج تذكر ومستمرة في تطبيق مخططاتها للسيطرة على الأرض الفلسطينية، والاستمرار في رفض تطبيق اتفاقيات السلام وفي ضوء ما يجرى في الأراضي المحتلة والتطورات الأخيرة على الساحة الفلسطينية وخاصة بعد اغتيال الشهيدة شيرين أبو عاقلة وما تبعه من انتهاكات إسرائيلية خلال تشييع الجثمان في العاصمة المحتلة والاعتداء على جنازة الشهيد وليد الشريف، واستمرار العدوان الهمجي على جنين ما أدى الى ارتقاء شهداء جدد إضافة إلى التهديدات والدعوات الاستيطانية لهدم قبة الصخرة المشرفة.

لا بد من التحرك على كافة المستويات وضرورة العمل لحشد الدعم الدولي لصالح الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وأهمية رص الصفوف، والعمل بوحدوية تامة على كافة المستويات المحلية والدولية وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية على المستوى العربي للضغط على الاحتلال وحكومته بوقف هجماته العنصرية الممنهجة على أبناء الشعب الفلسطيني، ومساعيها المستمرة لتفريغ فلسطين من سكانها الاصلين وخاصة في القدس المحتلة وفضح الممارسات الإسرائيلية والاستيطانية بحق المسلمين والمسيحيين، والسياسيات الاستفزازية التي تُمارسها حكومة الاحتلال في المسجد الأقصى المبارك، ما يُؤكد أنها حُكومة تطرف واستيطان.

أقرأ أيضًا: جرائم الاستيطان ومخالفة القانون الدولي بقلم سري القدوة