تسرب الأطفال من التعليم في غزة بقلم معتز خليل

أقلام – مصدر الإخبارية

تسرب الأطفال من التعليم في غزة، ظاهرة تناقشها الجامعات الغربية، بقلم معتز خليل، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصلنا:

ناقشت بعض من الدوريات العلمية الصادرة أكاديميًا في لندن خلال الآونة الأخيرة ارتفاع نسب تسرب الأطفال من المدارس الفلسطينية في قطاع غزة، والتي وصلت في بعض المناطق إلى 1.3% من الطلاب.

وبات واضحًا أن الكثير من هؤلاء الصبية والطلبة يعملون الآن كعمال في بعض من مناطق غزة، فضلًا عن بعض من المناطق داخل إسرائيل ذاتها.

تقول دراسة أصدرتها جامعة لندن حديثًا أن أرباب العمل يستغلون الوضع الاقتصادي السيئ لأسر هؤلاء الأطفال، ويٌحاولون توظيفهم وتحقيق أي مكاسب مادية على حساب صحتهم وتعليمهم.

يقول أحد النشطاء من الحركة العالمية للدفاع عن الطفل في حديث له ضمن ورقة تقدير موقف لجامعة لندن، إن العائلات تطلب المساعدة المالية من حماس لكنهم لا يحصلون على أي مساعدة، ويبدو أن حماس تتمتع أيضًا بهذا الوضع وتقوم بتشغيل أطفال حتى أقل من 15 عامًا.

جدير بالذكر أن بعض من التقارير الصحفية الفلسطينية حذرت في وقت سابق من ارتفاع نسب التسرب بالمدارس، موضحة أن نحو 2% من الطلبة لم يقم الأهالي بتسجيلهم، وقد يكون ذلك نتيجة للعديد من العوامل (أطفال ذوي/ات إعاقة وغير ملتحقين بأي نظام تعليمي، هجرة الأهل، عدم توفر مدارس قريبة، الأمر الذي يزيد من دقة هذه القضية.

وفي هذا الصدد أحيي وأشكر بعض من الكتابات الفلسطينية المحترمة التي أوصت بالحذر من خطورة هذه القضية، مشيرةً إلى أن الزواج المبكر مثلًا هو أحد الأسباب الرئيسية لهذه الظاهرة.

وقالت هذه الأقلام الأكاديمية أيضًا إن رفع سن الزواج 18 عاماً لكلا الجنسين، يُسهم مستقبلاً في تخفيض نسب التسرب من المدارس الناتجة عن الزواج المبكر والذي أصبح غير قانوني، ويُشكّل هذا التعديل حماية لمئات الأطفال من الارغام على ترك مقاعد الدراسة بغرض الزواج الذي تفرضه العائلة، وسيكون لهذا القرار بقانون أثره على إطالة العمر الزمني للطلبة في المرحلة الثانوية.

ومع عدم حدوث تغيرات في النظرة للتعليم وتغيرات اقتصادية في مستوى دخل الأسر يصبح أيضاً التسرب هنا مكرراً خاصة مع ارتفاع عدد افراد الأسرة، وتشير نتائج بعض الدراسات الفلسطينية الأكاديمية الى أن تسرب الذكور يتم ربطه عادة بمساعدة الأسرة في توفير الدخل من خلال الالتحاق بسوق العمل، لكن مع الفتيات التسرب يرتبط بصورة ملفتة مع الزواج المبكر، ويعود أيضاً في جزء منه لأسباب اقتصادية متعلقة بتخفيض الإنفاق داخل الأسرة، وهذا ما تظهره بيانات الأعوام العشرين الأخيرة حيث سجلت مشاركة الفتيات ضمن عمل الأطفال نسب متدنية جداً.

على أي حال نحن الآن بتنا أمام ظاهرة في منتهى الدقة ، الأمر الذي يفرض علينا الحذر من تداعيات هذه القضية بالغة التأثير السلبي على مجتمعنا الفلسطيني.

أقرأ أيضًا: هدف إسرائيل من مسيرة الأعلام وكيف ستؤول الأمور؟