بعد مرور مسيرة الأعلام.. ما هو مستقبل حكومة نفتالي بينيت؟

خاص- مصدر الإخبارية

تواجه الحكومة الإسرائيلية برئاسة نفتالي بينيت زعيم حزب “يمينا” اليميني، خطر التفكك بفعل عدد من العوامل، أهمها عدم رضى المجتمع الداخلي وأزمات الانسحاب والاستقالة التي تكررت خلال الأسابيع الماضية.

وكان آخر التهديدات التي أثارت قلق بينيت على مستقبل حكومته، هي محاولة انضمام وزير القضاء “جدعون ساعر” لليكود بزعامة نتنياهو وتشكيل حكومة جديدة، بحسب ما نقلت القناة 13 العبرية.

ودعا بينيت بحسب القناة، الأربعاء، قادة أحزاب الائتلاف إلى جلسة طارئة اليوم، في مكتبه بالقدس، من أجل الوقوف على التحديات التي يواجهها الائتلاف، والخشية من انضمام حزب “أمل جديد” بزعامة وزير القضاء إلى الليكود وتشكيل حكومة بديلة.

ثلاثة سيناريوهات لمستقبل الحكومة الإسرائيلية

يرجح الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو عدة سيناريوهات لمصير الحكومة الإسرائيلية الحالية في ظل ما يحيط بها من تغيرات ومشكلات.

وقال عبدو في حديث لشبكة مصدر الإخبارية، إن السيناريو الأول، يتمثل بسقوط الحكومة الحالية والذهاب لتشكيل حكومة بديلة، مبيناً أن خيار التشكيل البديل يبدو ضعيفاً لغياب نسبة الحسم لدى الأحزاب الموجودة في الكنيست، ولصعوبة إنجاز تحالفات بينها.

وأشار إلى أن أزمة الحسم وتشكيل الائتلاف الحكومي هي المسيطرة منذ عدة سنوات لدى الكيان، وظهرت بشكل جلي قبل عامين حينما اضطر الاحتلال لإعادة الانتخابات 4 مرات.

أما بخصوص السيناريو الثاني، قال أبو عبدو، إنه يرتبط بإمكانية الذهاب لإجراء انتخابات مبكرة لدى الاحتلال، موضحاً أن الخيار هذا قريب من التحقق حال انهارت الحكومة الحالية، وذلك لعدم وجود القدرة على تشكيل حكومة جديدة.

وبخصوص السيناريو الثالث، ذكر عبدو خلال حديثه أنه يتعلق ببقاء بينيت وإكمال الفترة الحالية للائتلاف الموجود، مرجحاً أن يكون هذا الخيار الأقرب للواقعية والمنطقية.

وربط عبدو ذلك الترجيح بعدم وجود رغبة أمريكية لعودة زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو إلى الحكم مرة أخرى، كونه من الأكثر تأثيراً في السياسة الداخلية لدى واشنطن.

يشار إلى أن نفتالي بينيت أطاح بحكم بنيامين نتنياهو الذي استمر 12 عاما دون انقطاع، في حزيران (يونيو) 2021 بعد فوزه في الانتخابات ونجاحه بتشكيل حكومة.

ونجح بينيت في حشد دعم نواب من الأحزاب اليمينية واليسارية والوسط وبعض نواب الأقلية العربية بالداخل، وهو ما منحه أغلبية 61 مقعداً في الكنيست من أصل 120 مقعداً.

وتتشكل الحكومة من الأحزاب التالية، هي “بين يش عتيد” و “أزرق وأبيض” و”يمينة” و”حزب العمل” و”إسرائيل بيتنا” و”نيو هوب” و”ميرتس” و”القائمة العربية الموحدة”.

ويطلق على الحكومة الـ36 لدى الاحتلال حكومة “بينيت لابيد” ويتوقع أن يرأسها في العاميين الآخرين وزير الخارجية الحالي يائير لابيد بحسب اتفاق مسبق.

مسيرة الأعلام لتعزيز صورة الائتلاف الحكومي

من جهته قال الكاتب السياسي هاني العقاد إن مسيرة الأعلام الاستفزازية عملت على نقل الصورة الدينية والقومية والعرقية التي تتفشى في المجتمع اليهودي من خلال تعبئة دينية ممنهجة ترعاها حكومة اليمين المتطرف.

وأشار العقاد في حديث لشبكة مصدر الإخبارية إلى أن رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينيت، يعرف جيداً أن إثبات السيادة على القدس والأقصى يعتبر من أهم عناصر بقائه في الحكم، مشيراً إلى أنه استغل حدث المسيرة لاسترضاء المتطرفين الصهاينة.

وأضاف، أراد بينيت أن يثبت أنه قادر على توحيد العاصمة المزعومة وبالتالي تنصيب نفسه كأحد القيادات الصهيونية الذين يحاربون من أجل سيادة إسرائيل على القدس، مبيناً أنه اعتبر مرور المسيرة نجاحاً كبيراً لم يتحقق من القبل.

أوضح العقاد أن بينيت سيعمل على استغلا ذلك سياسياً لترميم الائتلاف الحكومي الآيل للسقوط، والذي يعاني منذ شهور من انقسامات وانشقاقات قد تطيح به قريباً، على حد وصفه.

وقلّل الكاتب السياسي خلال حديثه من إمكانية نجاح نفتالي بينيت في ترميم صورة حكومته بهذه السهولة، سيما وأن المجتمع العبري يعلم جيداً الطريقة التي مرّت بها المسيرة وكم الإجراءات الأمنية والسياسية التي رافقتها.

والأحد الماضي، وصلت مسيرة وصلت مسيرة الأعلام الإسرائيلية إلى منطقة باب العامود بالقدس المحتلة، وشهدت مشاركة عشرات آلاف الإسرائيليين.

ونُظمت المسيرة بعد إصرار إسرائيلي كبير على عقدها، رغم تحذيرات الفصائل الفلسطينية في غزة والوسطاء العرب والدوليين.

ومسيرة الأعلام الإسرائيلية، هي مسيرة ينظمها المستوطنين منذ عام 1967 وترفع فيها الأعلام وتردد الأغاني ويرقص اليهود المتشددون.

ويسير المشاركون في فعاليات المسيرة بشوارع مدينة القدس والبلدة القديمة وهو ما يشكل استفزازاً للفلسطينيين وفجّر أكثر من مواجهة خلال السنوات الماضية كان أبرزها في 2021.

مرحلة جديدة من الانتهاكات

وفي شأن قريب، توقع العقاد أن “يؤسس النصر المزعوم لبينيت ونجاح مسيرة الأعلام” لمرحلة جديدة من الانتهاكات بحق الفلسطينيين في الضفة والقدس والداخل المحتل وغزة.

وأضاف “نتوقع أن تشتد الحملة الصهيونية على أهالي الشيخ جراح وحي بطن الهوى والخان الأحمر وحي البستان”.

وقال إن “مخططات تهويدية عميقة سوف تستهدف البلدة القديمة لمحو الطابع الفلسطيني العربي الإسلامي من حواريها وتحويلها بالكامل لمدينة لا يلمس القادم اليها أي إثر عربي إسلامي”.

ويعاني الفلسطينيون في الضفة الغربية والقدس من إجراءات الاحتلال العنصرية بحقهم، حيث لا يكاد يمرّ دون تنفيذ عمليات هدم منازل وطرد للعائلات وقتل المواطنين الأبرياء وإصابتهم إضافة للاعتقال وغيرها من الانتهاكات.

وبشكل شبه يومي تحذر جهات دولية وحقوقية من خطورة استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين، في ظل انهيار الحلول السلمية كافة.

ويحاول بينيت، استرضاء المجتمع الإسرائيلي والتغطية على فشله لتمديد وجود حكومته أكبر قدر ممكن، من خلال عدة إجراءات تشمل الاستفزازات والانتهاكات بحق الفلسطينيين.

وكان أبرز تلك الانتهاكات، تمرير مسيرة الأعلام الأحد الماضي، والسماح للمستوطنين باقتحام باحات المسجد الأقصى، احتفالاً بما يسمى “يوم توحيد القدس” في مشاهد مستفزة أثارت حفيظة الفلسطينيين وحظيت بردود فعل عربية ودولية غاضبة.

وعمل بينيت خلال الفترة الماضية على تمرير مشاريع لبناء وحدات استيطانية على أراضي الضفة الغربية والقدس كما زاد مستوطنات والتقى بالجماعات اليهودية هناك، إضافة لخطوات أخرى.