آخرهم وراسنة.. دماء شهداء الصحافة الشاهد على محاولات الاحتلال تغييب الحقيقة

خاص – مصدر الإخبارية

168 انتهاكاً بحق الصحفيين ووسائل الإعلام، نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال أيار (مايو) المنصرم، ليكون أبشعها استهداف الصحفية المرموقة في قناة الجزيرة، الشهيدة شيرين أبو عاقلة، وآخرها استشهاد الصحفية غفران وراسنة.

مدير منتدى الإعلاميين الفلسطينيين محمد ياسين، قال إن الشارع الفلسطيني استيقظ اليوم على صدمة اغتيال الأسيرة المحررة الصحفية غفران وراسنة على مدخل مخيم العروب قضاء الخليل.

وأكد ياسين في حديث لـ”شبكة مصدر الإخبارية” أن الاحتلال يتعمد تغييب صوت الشعب الفلسطيني وروايته من خلال الاستهداف المستمر للصحفيين، مضيفاً: “رغم كل ذلك سنواصل دورنا ورسالتنا في خدمة القضية ولن نستسلم”.

وتابع: “من الواضح أن أداء الإعلام الفلسطيني مزعج للاحتلال، حيث برع خلال كافة الأحداث المحلية والسياسية وخاصة العدوان الأخير على غزة وما تبعه في فضح جرائمه”.

ولفت إلى أن الاحتلال باستهدافاته المتكررة لهم يؤكد أنه متجرد من الإنسانية ومعادي لكل الأعراف والقوانين الدولية المنادية بحرية العمل الصحفي والحرية والكرامة، وحق الشعب الفلسطيني في الاستقلال وتقرير المصير.

وبيّن أن الاحتلال يحاول تضليل العالم ورسم صورة بأنه واحة للديمقراطية، وهو في الحقيقة كيان غاصب عنصري وعنصريته تجلت في الاعتداء على جنازة شيرين أبو عاقلة التي قتلها بدم بارد.

وأفاد ياسين باغتيال الاحتلال حوالي 50 صحفياً منذ العام 2000، مشيراً إلى أنه رغم استهدافه للمؤسسات الصحفية وتدمير عدد منها إلا أن صوتها لا زال يصدع ولا زالت تواصل عملها ولم ينل من إرادة فرسانها، وهي مستمرة في تحدٍ له في خدمة القضية الفلسطينية.

“مصرّون على فضح الحقيقة”

الصحفي جعفر اشتية مصور الوكالة الفرنسية للأنباء في الضفة المحتلة، أوضح أن الاحتلال يستهدف الصحفيين في كل ميدان وكل نقطة التقاء معهم، ويواصل الاعتداء والمضايقات بحقهم في محاولة لمنعهم من نقل الحقيقة.

وأكد اشتية لشبكة مصدر الإخبارية أن الاحتلال أصبح لديه “فوبيا” من الإعلام الفلسطيني والعالمي لأنه يفضح ممارساته غير القانونية في الوقت الذي ينادي فيه بالحرية، ويمارس في الميدان عكس ذلك.

ووجه اشتية رسالة للصحفيين بضرورة الاستمرار في العمل الصحفي والإعلامي مهما كلف الثمن وفي أقصى الظروف لفضح هذه الممارسات.

وأردف أن هناك إجراءات قانونية يتخذها الصحفيون ونقابة الصحفيين ضد هذه الانتهاكات، مضيفاً: “رفعنا قضايا على الاحتلال في الجنائية الدولية وبدأنا في تجهيز ملف جديد في قضية اغتيال شيرين أبو عاقلة ونتأمل أن تؤتي هذه الإجراءات ثمارها في ظل قانون دولي عادل”.

يجب محاسبة الاحتلال

صلاح عبد العاطي رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني قال إن الاحتلال باغتيال الشهيدة وراسنة يؤكد تعمده استهداف الصحفيين.

ودعا عبد العاطي لضرورة تحرك المنظمات الدولية وفرسان الإعلام لمواصلة الدور وتحدي الاحتلال، مضيفاً: “نؤكد ضرورة محاسبة الاحتلال على اغتيال الصحافيتن أبو عاقلة ووراسنة، وتنكره التام لكل قواعد القانون الدولي”.

وشدد عبد العاطي على أهمية استمرار الضغط لفتح تحقيق جدي وخاصة في اغتيال شيرين.

في السياق، أفاد تقرير لمكتب الإعلام الحكومي عن شهر أيار 2022، باعتداء الاحتلال على أكثر من 55 صحافياً ومصوراً، خلال تغطيتهم اعتداءات الاحتلال في المسجد الأقصى، ومدينة الخليل، وجنين والأراضي الفلسطينية كافة.

وأوضح التقرير أنه يتم استهدافهم بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط، والرش بغاز الفلفل وقنابل الغاز الحارقة وإلقاء زجاجات المياه، وضربهم بالهراوات وأعقاب البنادق وركلهم وسحلهم.

وفيما يتعلق بالاعتقالات، تم رصد 16 حالة اعتقال واحتجاز وتمديد اعتقال وإبعاد عن مدينة القدس.

في حين وثق التقرير 69 حالة عرقلة عمل الصحافيين ومنعهم من تغطية اقتحامات المستوطنين وقوّات الاحتلال المسجد الأقصى، واعتداءها على المواطنين المقدسيين.

ووثق التقرير 11 حالة تحطيم كاميرات تصوير ومركبات تعود للطواقم الصحافية، وسرقة هواتف الصحافيين النقالة لمنعهم من نشر ما يرتكبه الاحتلال ومستوطنوه في القدس.

اقرأ أيضاً: استشهاد الشابة غفران وراسنة برصاص الاحتلال شمال الخليل (صورة)