مسيرة الأعلام الاستفزازية وطبيعة الرد الفلسطيني.. المقاومة الشعبية سمة المرحلة

محللون يوضحون تداعيات ما حدث في القدس على الساحة الفلسطينية

خاص – مصدر الإخبارية 

أشعلت مسيرة الأعلام الاستفزازية التي سيّرت يوم أمس الأحد في القدس، وسط مشاركة عشرات آلاف المستوطنين وسبقها اقتحامات للمسجد الأقصى واعتداءات جسدية ولفظية على المرابطين هناك، غضباً شعبياً فلسطينياً واسعاً.

وطُرحت التساؤلات بشأن الأسباب التي منعت المقاومة الفلسطينية من الرد على انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في القدس، سيما بعد المشاهد الصعبة التي وردت من هناك من اعتداءت وتدنيس وتلفظ بألفاظ نابية بحق الأنبياء.

ويرى محللون سياسيون فلسطينيون أن المقاومة الفلسطينية ستتبع، خلال المرحلة القادمة، نهجاً جديداً في الرد على انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وإخلاله بالاتفاقات مع الوسطاء، وفيما يلي نرصد تداعيات أحداث القدس والمسجد الأقصى.

الإجراءات الأمنية المشددة تنفي السيادة على القدس

وفي هذا الصدد يقول المحلل السياسي الفلسطيني، طلال عوكل، إن “أول تداعيات ما حدث في القدس يؤكد أن إسرائيل ليست محل ثقة، ولا يمكن أن تلتزم بتعهدات أو توافقات مع الوسطاء مهما كان تأثير هؤلاء الوسطاء؛ وبالتالي على المقاومة الفلسطينية والوسطاء أن يستفيدوا من هذا الدرس بأن إسرائيل ليست دولة تعهدات”.

وأوضح عوكل في حديث لمصدر الإخبارية أن “ما جرى في القدس أمس لم يكن ينبغي أن يجري بهذه الطريقة استناداً إلى الوساطات التي قدمت عرضاً يقول بأن الأمور ستتم بأقل قدر من العنف”.

وأضاف أن “الدرس الثاني هو أن ما قام به الاحتلال يؤكد مرة أخرى بعد اغتياله الصحافية شيرين أبو عاقلة أن هذه دولة احتلال بشع وعنصري بحق الفلسطينيين”.

وتابع أن: “من يستطيع أن يقرأ المشهد في القدس أمس على أنه مشهد دولة تريد أن تؤكد سيادتها في القدس، من يريد أن يؤكد سيادته في القدس لا يتحزم بآلاف العناصر من قوات الشرطة والأمن والجنود”.

وشدد على أن “هذا المشهد يقدم الاحتلال على أنه دولة عنصرية تريد أن تفرض سيادة خارج القانون على الفلسطينيين”.

وأردف عوكل بأنه “قد يسعد هذا المشهد بينيت بأنه قدم نفسه بأنه ليس ضعيف أمام مستوطنيه وجنوده، لكن ما جرى سيشعل نيران في المنطقة المحتلة وفي الداخل وسيضيف دافع فلسطيني قوي لتحريك مزيدا من الأشخاص نحو مواجهة الاحتلال”.

الرد الفلسطيني ليس مرهوناً فقط بالصواريخ

وقال إن: “ما حدث في القدس ينبغي أن يحرك عملياً الواقع العربي والقدس اتجاه المدينة المقدسة وإن كان هذا التحرك يبدو حتى اللحظة متحفظاً لأسباب مختلفة”، واستدرك قائلاً: “لكن العرب والمسلمون لن ينجحوا في الصمود في مواقف التحفظ والتردد إزاء ما يحدث في القدس”.

وبيّن عوكل ان “المقاومة الفلسطينية ليست أمام جولة صراع حاسمة، حتى وإن حدث أي رد فعل منها يوم أمس اتجاه ما حدث في القدس فلن يكون سوى رد فعل محدود، وأن تصعيد المقاومة ليس مرهوناً فقط بالصواريخ، إذ أن الشعب الفلسطيني يقاوم بكافة أشكال المقاومة طيلة الوقت حتى في حالات السلم ووقف إطلاق النار”.

وأشار إلى أن “الحركة الوطنية الفلسطينية موحدة في الداخل الإسرائيلي والضفة والقدس وغزة في وجه الاحتلال الذي لا يعترف بالحق الأدنى لحقوق الشعب الفلسطيني، وأن الشعب الفلسطيني أمام مشروع وطني موحد وأمام مقاومة موحدة على الأرض وأنه بات يتجاوز الفصائل ويتجاوز القيادات السياسية”.

مسيرة الأعلام الاستفزازية تعزز حالة النضال والروح الوطنية

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني د. حسام الدجني إن “ما حصل يوم أمس في القدس بالتأكيد يحمل عدة رسائل؛ الرسالة الأولى للوسطاء بأن هذا الاحتلال لا يلتزم بما قطعه على نفسه بأن لن يكون هناك تجاوز للخطوط الحمر”.

وأضاف أن “تداعيات ما حدث ينعكس على حالة النضال الفلسطيني، بأن إسرائيل من خلال هذه المسيرات تعزز حالة النضال والروح الوطنية لدى الشعب الفلسطيني، لذلك نحن أمام انعكاس ما حدث على انتفاضة شعبية وعلى مقاومة من كافة مناطق الشعب الفلسطيني”.

وأكد الدجني على أن “المقاومة الشعبية ستكون السمة الأبرز في المرحلة القادمة وهذه أولى وأهم التداعيات المترتبة على إجراء مسيرة الأعلام الاستفزازية في القدس المحتلة”.

وتابع: “في تقديري أن حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية التي تتبنى النهج المسلح، باتت تدرك أنه ليس من الضروري خصخصة المقاومة بالسلاح والصاروخ، ينبغي أن تكون المقاومة متنوعة ومتعددة وفق مقتضيات المصلحة الوطنية”.

وختم بأن “التلويح بالسلاح دون استخدامه هي سمة المرحلة القادمة”.

اقرأ/ي أيضاَ: هنية للوسطاء: المسجد الأقصى خط أحمر والمقاومة الطريق الأقصر لتحرير فلسطين