أحد الوجوه العالمية للثورة الفلسطينية.. المناضلة اليابانية فوساكو شيغينوبو حرّة بعد اعتقال استمر 20 عاماً

خاص- مصدر الإخبارية

أفرجت السلطات اليابانية عن المناضلة اليابانية العالمية المناصرة للقضية والثورة الفلسطينية “فوساكو شيغينوبو” بعد عشرين عاماً من الاعتقال على خلفية المشاركة والتخطيط لعملية احتجاز رهائن في السفارة الفرنسية بهولندا.

وتعتبر فوساكو من أشهر المقاتلين الفلسطينيين المؤيدين للقضية الفلسطينية وأسست “الجيش الأحمر الياباني” عام 1971، الذي قاد ونفذ عمليات فدائية متعددة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وأوقع عشرات القتلى ومئات الجرحى، أسوة بعدد من التنظيمات الماركسية الثورية المسلحة في إيرلندا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا، وغيرها التي ساندت النضال الوطني الفلسطيني من أجل الحرية والاستقلال وانهاء الاحتلال.

نشأة فوساكو السارية الثورية

وتشير مراجع إعلامية إلى إن فوساكو ولدت عام 1945 لأسرة فقيرة في العاصمة طوكيو، ونشطت في مجال العمل السياسي منذ طفولتها.

وكان والدها مدرساً في مدرسة من مدارس التيراكويا (مدارس أطفال المعابد)، وأصبح في وقت لاحق رائداً في الجيش الإمبراطوري الياباني.

التحقت فوساكو في جامعة ميجي وحصلت على درجة البكالوريوس في الاقتصاد السياسي ودرجة البكالوريوس في التاريخ.

وانتقلت للعيش في الشرق الأوسط في عمر (25 عاماً)، واتجهت للعمل مع حركات التحرر الوطني في الدول المختلفة، حيث كان أبرزها لبنان، حيث مكان تواجد الثوار الفلسطينيين.

قررت فوساكو تأسيس “الجيش الأحمر الياباني” من لبنان، وكان ذلك بالشراكة مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حيث استطاعت المناضلة الأممية تنظيم عشرات المقاتلين اليابانيين، وحشد دعم دولي واسع.

عمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي

مكثت فوساكو في الشرق الأوسط أكثر من 30 عاماً، وشاركت في عمليات ثورية مسلحة، وكانت تؤمن بفكرة تشارك وتعاون الحركات الثورية من أجل تحقيق ثورة اشتراكية عالمية.

وتشير المراجع التاريخية إلى “الجيش الأحمر الياباني”، الذي ترأسته فوساكو، نفذ عدداً من العمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي كان من بينها:

– عملية مطار اللد في  30 أيار (مايو) 1972، واستهدفت مطار اللد، ما أدى إلى مقتل 26 إسرائيلياً وجرح العشرات، واستشهد فيها مقاتلان من الجيش الأحمر، وبقي الثالث كوزو أكاموتو على قيد الحياة، فاعتقلته سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وأطلقته ضمن عملية “الجليل” لتبادل الأسرى مع الجبهة الشعبية- القيادة العامة في 20 أيار (مايو) 1985، وأبعدته الى لبنان.

– عمليات خطف واحتجاز: تمكن عناصر “الجيش الأحمر” الماركسي المسلح، والأذرع المختلفة التابعة له من تنفيذ عدة عمليات خطف واحتجاز إسرائيليين في الخارج، من أجل الضغط على الاحتلال للإفراج عن أسرى فلسطينيين، وحققت مكاسب ميدانية أخرى.

الإفراج عن فوساكو شيغينوبو

خرجت فوساكو من سجنها في طوكيو واستقلت سيارة سوداء مع ابنتها ماي، بينما حمل العديد من مناصريها لافتة كتب عليها “نحن نحب فوساكو”، وارتدت فور خروجها الكوفية الفلسطينية.

وقالت للصحافة فور خروجها: “أعتذر عن الإزعاج الذي سببه اعتقالي لكثير من الناس، مضى نصف قرن، لكننا تسببنا بآلام لأشخاص أبرياء لا نعرفهم عبر إعطاء الأولوية لمعركتنا، مثل احتجاز مدنيين رهائن”.

جدير بالذكر أن سبب اعتقال فوساكو والحكم عليها كان مساهمتها في تنظيم عملية احتجاز رهائن في السفارة الفرنسية في هولندا عام 1974 استمرت مائة ساعة.

وأسفرت العملية، التي لم تشارك فيها فوساكو شيغينوبو شخصياً، عن جرح عدد من رجال الشرطة، وأجبرت فرنسا على إطلاق سراح أحد أعضاء الجيش الأحمر الياباني.