مساحاتنا.. تطبيق لنقل النساء المعنفات في غزة إلى بر الأمان

سماح شاهين- مصدر الإخبارية
ضغطة على زر الهاتف الذكي باتت محاولة لنجاة الكثيرات من العنف الواقع عليهنّ، أثناء بحثن عن منفذ سهل يهربن إليه، عبر تطبيق “مساحاتنا” الذي لم تمنعه الجدران من الوصول للمعنفّات وتحويلهن لأقرب مركز مساعدة لحمايتهن، في واقع يشهد تزايداً في حالات العنف ضد النساء.
مساحاتنا.. تطبيق وُلد من رحم العنف
المهندسة آلاء هتهت صاحبة فكرة تطبيق “مساحاتنا” تقول لـ “شبكة مصدر الإخبارية” إن “الفكرة جاءت بسبب ارتفاع حالات العنف، وعدم قدرة بعض النساء الحصول على الدعم والمساندة، أو عدم معرفة بعضهم بوجود مؤسسات عديدة لدعمهن اقتصاديًا وصحيًا ونفسيًا، وقانونيًا”.
وتوضح هتهت أن “التطبيق جاء لتسهيل وصول النساء اللواتي تعرضن للعنف والناجيات منه لتلك المؤسسات، حيث تم إنتاجه بشراكة وتمويل من مؤسسة أرض الإنسان السويسرية (Tdh)، وتنفيذ مركز الإعلام المجتمعي، وأصحاب الفكر”.
وتفيد بأنه عند فتح التطبيق تظهر رسائل ترحيبية، ثم إنشاء الحساب برقم الجوال وإدخال بيانات بسيطة، مثل العمر والحالة الاجتماعية والمنطقة السكنية.
وحال تسجيل الدخول للتطبيق، تظهر مجموعة من الأسئلة تقوم المستخدمة بالإجابة عنها، حيث يتم اقتراح بعض المؤسسات المناسبة لهن للتواصل معها للحصول على الخدمة.
وفي القائمة السفلية توجد أيقونة الأسئلة، وهي القائمة الرئيسة، التي تحتوي على مجموعة من الخدمات “الصحية والاقتصادية والقانونية، والنفسية وتقديم المأوى”، وداخل كل خدمة مجموعة من المؤسسات، التي تقدمها وتفاصيلها وآلية التواصل معها.
وتُبيّن هتهت أن “المعلومات المطلوبة عامة لا يوجد فيها أي تفصيل، فقط تحتاج النساء إلى إدخال رقم جوال، وتاريخ ميلادها، وحالتها الاجتماعية، ومنطقة سكنها”.
وتؤكّد أن “المعلومات لا تكشف هويتهن، وعبارة عن معلومات عامة”، مضيفة: “بعد الاتصال بالمؤسسة والوصول إليها يتم التعامل معها حسب بروتوكولها، وضمان السرية والخصوصية”.
الوصول للمؤسسات من خلال مساحاتنا
تقول هتهت إنه منذ إنشاء التطبيق بدأت النساء اللواتي تعرضن للعنف بالتفاعل معه ونقل تجاربهن بأسماء مستعارة، ليصل عدد المشاركات إلى أكثر من 140 مستخدمة، والعدد مرشح للزيادة.
وتنوه إلى أنّ التطبيق حلقة وصل بين النساء والمؤسسة، وعرض التجربة يكون بين المرأة والمؤسسة فقط”، مردفًة أنه “بمجرد وصول المرأة للمؤسسة واتصالها بها، ينتهي دور التطبيق وتبقى فقط البيانات لمعرفة عدد السيدات اللواتي تواصلن معها”.
وتحث المهندسة النساء المعنفات على “تحميل التطبيق الذي يضمن السرية والخصوصية، وتسهيل وصولهن إلى مؤسسات داعمة تقدم استشارات مجانية ونصائح للتغلب على ما يتعرضن له من أي شكل من أشكال العنف”.
وتعرب هتهت عن أملها في تطوير التطبيق ليضم فئات أوسع من ضحايا العنف، تشمل الفتية والفتيات وكبار السن وأي شخص يتعرض العنف.
في نفس الوقت، تطمح هتهت أّن يُحقق التطبيق الهدف في تسهيل وصول النساء الضحايا والناجيات من العنف المبني على النوع الاجتماعي للمؤسسات، والتقليل من حالات العنف.