مصدر تكشف أسباب ارتفاع أسعار الخبز في قطاع غزة

صلاح أبو حنيدق- خاص شبكة مصدر الإخبارية:

يشكو سكان قطاع غزة من ارتفاع أسعار الخبز، وسط حالة من الغضب والسخط الشعبي مع وصول سعر الربطة الواحدة إلى ثمانية شواكل.

ويقول المواطنون، إن ارتفاع أسعار الخبز تعمق من سوء أوضاعهم الاقتصادية، وقدرتهم على تلبية حاجاتهم الأساسية.

وأوضح المواطن محمد البيك “ أن رفع سعر ربطة الخبز يثقل كاهله، لاسيما وأنه يعيل أسرة مكونة من ثمانية أفراد، ناهيك عن عيش والدته وأخواته الخمسة ضمن نفس المنزل”.

وأضاف البيك أن الفئة الأكثر تضرراً من رفع سعر ربطة الخبز، السكان غير اللاجئين، الذين لا يحصلون على أي معونات طحين من وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا“.

ويبلغ عدد المستفيدين من المساعدات الغذائية المقدمة من “أونروا” في قطاع غزة أكثر من مليون و100 ألف لاجئ، في حين يبلغ إجمالي عدد سكان القطاع مليونان و313 ألف نسمة، وفقاً للإدارة العامة للأحوال المدنية.

وأشار البيك إلى أن أسرته تحتاج إلى أكثر من 240 شيكلاً شهرياً لشراء الخبز بعد الزيادة الأخيرة، مقابل 210 شواكل سابقاً.

إلى ذلك، أكد المواطن محمد إسماعيل، أن “رفع سعر الخبز غير مبرر ويضر الأسر الفقرة المعتمدة بالأساس على المساعدات الإنسانية لتأمين حاجاتها اليومية“.

وتابع” أن المواطنون في غزة يتأثرون بأي زيادة في الأسعار، ولو كانت شيكلاً في ظل سوء الأوضاع الاقتصادية الناتجة عن الحصار والحروب الإسرائيلية المتكررة، وارتفاع نسب البطالة والفقر”.

ودعا الجهات الحكومية لضرورة دعم السلع الأساسية التي شهدت ارتفاعاً ملموساً خلال الآونة الأخيرة.

انخفاض الإقبال على المخابز

بدوره، قال مدير مخبز اليازجي فرع “تل الهوا” وليد الإفرنجي، إن “المواطن في غزة مستاء جداً من ارتفاع سعر ربطة الخبز“.

وأضاف الإفرنجي في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية، أن “رفع السعر أثر بشكل مباشر على اقبال المواطنين على شراء الخبز، لافتاً إلى أن المواطنين وأصحاب المخابز تضرروا من القرار، لاسيما وأنه ترافق مع رفع سعر شوال الطحين الواحد من 97 شيكلاً إلى 120 شيكلاً“.

وأشار إلى أن ” المواطن يعتقد للأسف أن رفع الأسعار جاء من أصحاب المخابز مما أثر على ثقته فيها“.

ولفت إلى أن “أصحاب المخابز لا يحققون أرباحاً من الخبز بعد رفع سعر شوال الطحين والتكاليف الأخرى للإنتاج من غاز وكهرباء ومدخلات صناعة، بل يعانون من خسائر خصوصاً وأن الشوال الواحد ينتج 20 ربطة خبز فقط”.

أسباب الارتفاع

بدوره، قال مدير عام شركة مطاحن السلام في قطاع غزة، عبد الدايم عواد، إن أسعار القمح الوراد إلى فلسطين ارتفعت بأكثر من 60%، لاسيما بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

وأوضح عواد في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية، أن عمليات التوريد من روسيا وأوكرانيا إلى قطاع غزة متوقفة، واستبدلت بواردات أخرى من الأرجنتين وألمانيا.

وأضاف عواد أن سعر طن القمح ارتفع من 350 دولاراً إلى 550 دولاراً، لافتاً إلى أن الزيادة في أسعار الخبز ناتجة بشكل رئيس عن صعود أسعار القمح عالمياً.

وأشار عواد إلى أن “الأسعار قابلة للزيادة خلال الفترة القادمة“.

وأكد عواد أن الشركات المستوردة للقمح من الخارج عبر المعابر الإسرائيلية غير قادرة على العمل حالياً ومتوقفة نتيجة دفعها ضريبة بنسبة 17% للجهات الحكومية في رام الله، على الكميات المستوردة من الخارج“.

وشدد على أن “الضريبة المذكورة يدفعها المستوردون على القمح المستورد عبر المعابر الإسرائيلية في حين أن الجهات الحكومية في غزة تعفي الطحين الوارد عبر معبر رفح مما يساهم بحدوث اختلاف في الأسعار، وعدم مقدرة التجار على تصريف الشحنات كون الطحين المصري يكون بهذه الحالة أرخص من الإسرائيلي”.

ودعا لضرورة التدخل العاجل ومساواة واردات القمح القادمة من الخارج بالطحين المصري الوارد عبر معبر رفح أو فرض الضريبة على الطرفين، لتتمكن الشركات الفلسطينية من المنافسة في السوق المحلي، والقدرة على العمل.

عدم إعفاء الإسرائيلي مقارنة بالمصري

وفي السياق، قال رئيس جمعية أصحاب المخابز بغزة عبد الناصر العجرمي، إن أسعار القمح والطحين الوارد إلى فلسطين تشهد ارتفاعات متتالية منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا وموجات الجفاف التي ضربت بلدان العالم المنتجة للقمح مؤخراً.

وأضاف العجرمي، في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية، أن موردو القمح إلى قطاع غزة وأصحاب المطاحن يعانون من التكلفة المرتفعة عليهم نتيجة استمرار فرض ضريبة القيمة المضافة من الحكومة في رام الله، رغم إعفاء الضفة الغربية منها.

وأشار العجرمي، إلى أن المطاحن المستوردة للطحين عبر المعابر الإسرائيلية عاجزة حالياً عن المنافسة في السوق المحلي، لاسيما بعد إعفاء الجهات الحكومية بغزة للطحين الوارد عبر معبر رفح في مسعى منها للحد من الغلاء وارتفاع الأسعار.

وأكد العجرمي أن الغلاء طال الطحين الوارد عبر معبر رفح مؤخراً أيضاً، وارتفع سعر الشوال الواحد من 97 شيكلاً إلى 120 شيكلاً.

وشدد العجرمي على ضرورة رفع الحكومة في رام الله للضريبة المفروضة على واردات القمح القادمة إلى غزة، لافتاً إلى أن رفعها يساهم بشكل رئيس بخفض سعر شوال الطحين الواحد بقرابة 10 شواكل.

ونوه العجرمي إلى أن الحكومة الفلسطينية لم ترد للآن على مطالب الجمعية بإعفاء المستوردين من دفع الضريبة المضافة.