عقب دعوة مصرية لحوار فلسطيني .. فرص النجاح وتحديات اللحظة السياسية الراهنة

أقلام _ مصدر الإخبارية

كتب هذا المقال معتز خليل بعنوان” عقب دعوة مصرية لحوار فلسطيني .. فرص النجاح وتحديات اللحظة السياسية الراهنة” 

من جديد تبرز القاهرة في محور الأحداث الأخيرة ، حيث أشارت تقارير فلسطينية إلى أن جهاز المخابرات المصرية اتصالات ماراثونية لمنع تدهور الأوضاع في غزة والأراضي الفلسطينية خاصة في ظل حديث اسرائيلي عن امكانية تنفيذ عملية اغتيال لقائد حماس بغزة يحيى السنوار.

وقالت تقارير إلى أن المخابرات المصرية بدأت عمليا بإجراء اتصالات لترتيب اجتماعات مع الفصائل الفلسطينية في القاهرة وان الأيام القادمة قد تشهد تحديد موعد لهذه الحوارات. وأشارت مصادر صحفية إلى أن الفصائل أكدت أن أي عملية اغتيال تعنى اشتعال حرب قد تتجاوز حدود غزة.

وأوضحت مصادر سياسية ان هذه الحوارات ستناقش فقط التهدئة مع الاحتلال ولا تشمل اجراء اي حوار داخلي يتعلق بملف المصالحة الداخلية .

وقال أحد المسؤولين المصريين في تصريحات خاصة أن القاهرة أيضا تنوي مناقشة تحركات سياسية قامت بها حركة حماس في الخارج ، وتحديدا التواصل مع روسيا وحتمية التنسيق مع القاهرة في هذا الصدد.

وبهذه المناسبة أقول لا يمكن وبأي حال من الأحوال أن ننكر حق حركة حماس في التواصل الخارجي مع العالم الأخر، أقول هذا بمناسبة زيارة عناصر من الحركة إلى أوكرانيا أخيرا. غير إنني سأتوقف عند رأي أدلى به أحد كبار المسؤولين العرب في لندن لي شخصيا ، حيث ابلغني صراحة إن حركة حماس تقدم نفسها على أنها حركة تحرير تحارب الاحتلال لكنها عمليا تدعم الاحتلال الروسي في أوكرانيا ، منبها إلى أن هذا نفاق يعيب النضال الفلسطيني ويسيء إليه.

من هنا فقط أتساءل …ما هو سر هذا الاندفاع وراء دعم وتأييد روسيا في هذه الحرب؟ هل السبب هو المواقف السياسية لأوكرانيا الداعمة لإسرائيل؟ أم أن السبب يعود لوجود الكثير من المهاجرين الأوكرانيين اليهود ممن وصلوا إلى إسرائيل أخيرا؟

لا شك أن هناك أزمات دقيقة تلوح في الأفق بسبب سياسات أوكرانيا، وهي الأزمات التي لا تتوقف مع تصاعد الأزمة السياسية الحاصلة بالبلاد ، غير أن هذا لا يعني بالمرة أن ندعم أي طرف في هذه الحرب مهما كان الأمر.

هناك الكثير من الفلسطينيين ممن يعيشون في أوكرانيا ، وهؤلاء عاشوا ويعيشون في رغد لافت وبارز ، ومهما كان الأمر لا أتفق مع حماس فيما ذهبت إليه دعما لروسيا.

وفي هذا الصدد أقول أن العلاقات الروسية الإسرائيلية هي علاقات متميزة ، وقد مثل اليهود الروس مثلا قوة ديموغرافية متميزة لإسرائيل استفادت منها ، الأمر الذي يجعل أي حديث عن دعم روسيا لقضيتنا أمر مردود عليه بسهولة بل ومعيب في كثير من الأحيان.

ورغم تحفظي على الزيارة إلا أن الواقع السياسي يفرض علينا التأكيد على أهمية بعض من جوانبها ، خاصة ناحية اللقاء الذي عقده وفد من الحركة مع المفتي الروسي راوي عين الدين، رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، ورئيس مجلس إفتاء روسيا الاتحادية في مقر الإدارة بمسجد موسكو الكبير.

وتوقفت كثيرا عن تصريحات عين الدين الذي أكد متابعة الإدارة الدينية ومجلس الإفتاء عن كثب لما يجري في مدينة القدس، ودعم الملايين من مسلمي روسيا للشعب الفلسطيني، وأطلع سماحة الشيخ عين الدين الإخوة على الجهود المقدّرة التي يبذلونها خدمة للقضية الفلسطينية وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني.

عموما اعتقادي بأني هذه الزيارة لم تحقق أي مكاسب ، وكانت لها الكثير من السلبيات التي لم تكن الحالة الفلسطينية تحتاجها أو في حاجة لها الآن.