موسكو.. لماذا غابت “يوم القيامة” عن احتفالات النصر؟

متابعات خاصة – مصدر الإخبارية 

بدأت اليوم الإثنين، في العاصمة الروسية، احتفالات “يوم النصر”، الذي يصادف التاسع من مايو (أيار) من كل عام، وهو ذكرى انتصار الحلفاء على النازية في الحرب العالمية الثانية، وسط ظروف استثنائية سببها الحرب في أوكرانيا التي اندلعت في فبراير الماضي.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن “الناتو بدأ يزحف نحو أراضي جوار روسيا عسكرياً، مقترباً من حدودها، وكل الدلائل كانت توحي بأن “الصدام مع النازيين الجدد أمر لا مفر منه”.

وأضاف بوتين في كلمته الخاصة باحتفالات النصر التي كانت مركزيتها الساحة الحمراء أن “روسيا صدت العدوان بشكل استباقي، وأن ذلك كان قراراً اضطرارياً اتخذ في الوقت المناسب وهو كان القرار الصائب الوحيد”.

وشدد الرئيس الروسي على أن “مصرع كل جندي أو ضابط روسية مأساة ..”، متعهداً ببذل قصارى الجهد لمساعدة أسر وأطفال العسكريين الذي سقطوا في أوكرانيا.

وأشار يوتين إلى أنه “بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، بدأت الولايات المتحدة التحدث عن “فرادتها” مهينة ليس العالم بأسره فقط بل حتى من يدور في فلكها وهم قبلوا ذلك بخنوع”، حد تعبيره.

وأكمل: “لكن روسيا بلد من قبيل مختلف، ولن تتخلى عن احترامها لجميع الشعوب والثقافات، وهو ما قرر الغرب إلغاؤه”.

وشارك في العرض 11 ألف عسكري و131 قطعة من المعدات والأسلحة، فيما ألغي الجزي الجوي من العرض في اللحظات الأخيرة بسبب الأحوال الجوية وفق تصريح للناطق باسم الرئاسة الروسية.

وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، إنه تم إلغاء الجزء العلوي من الاستعراض العسكري الذي يجري اليوم الإثنين، بمناسبة “يوم النصر على النازية في موسكو”.

جاء ذلك رداً على سؤال صحفي حول صحة المعلومات بشان إلغاء الجزء العلوي من الاستعراض العسكري في موسكو.

وأوردت وكالة “نوفوستي” الروسية الرسمية سابقاً، عن خبراء في مركز “فوبوس للأحوال الجوية، أن الأحوال الجوية في لحظة إجراء الجزء الجوي للاستعراض العسكري.. ستكون صعبة”.

سبب عدم ظهور طائرة يوم القيامة

وبإعلان إلغاء الجزء الجوي من العرض العسكري يغيب ما يميز احتفالات النصر الروسي هذا العام، وهو ظهور “طائرة يوم القيامة” الروسية المصممة لحماية بوتين في حالة وقوع هجوم نووي، لأول مرة منذ عقد.

وكان من المقرر أن تشارك الطائرة “إليوشن إل 80” الشهيرة باسم “الكرملين الطائر” أيضاً في عرض جوي في سماء الميدان الأحمر، في ما يبدو أنها رسالة تحذيرية واضحة إلى الغرب، وفق صحيفة “تلغراف”.

وبحسب الصحيفة، تتيز تلك الطائرة العملاقة بعدم احتوائها على نوافذ خارجية، باستثناء قمرة القيادة، وتتميز بقبة يفترض أنها تمنع التعرض لهجمات النبضات الكهرومغناطيسية.

وكان من المقرر أيضاً أن ترافقها طائرتا توبوليف 96 “بير” وتو 160 “وايت سوان” القادرة على حمل رؤوس حربية نووية.

وأغلقت السلطات الروسية شوارع موسكو وسط المدينة لإفساح المجال امام تجمع حاشد لـ “الفوج الخالد”، حيث يحمل المشاركين صوراَ لأفراد عائلات قتلوا خلال الحرب.

احتفالات النصر.. ظروف استثنائية سببها الحرب

وتأتي احتفالات هذا العام بصورة استثنائية واهتمام إعلامي أكبر بسبب حرب روسيا أوكرانيا التي حوّلت أنظار العالم نحوها منذ 24 فبراير من العام الجاري، وحتى هذا اليوم ويتوقع الخبراء والمحللون أنها حرباً سيطول أمدها.

وبسبب الصراع بين موسكو وكييف، سيفتقد العرض العسكري هذا العام بعض الأسلحة الجاهزة للقتال التي أرسلت إلى أوكرانيا للمشاركة في الحرب.

ووفقاً لوزارة الدفاع الروسية، ضمت الأسلحة ثلثي عدد المركبات التي شوهدت العام الماضي فقط، ومن بين الأسلحة والعتاد الغائب عن عرض هذا العام الدبابات وأنظمة الصواريخ.

وألغي أيضاً من العرض، تحليق 77 طائرة وطائرة مروحية فزق الميدان الأحمر لتتناسب مع عدد السنوات التي انقضت منذ انتصار الحلفاء على النازيين.

جدير ذكره أن موسكو تحتفل في 9 مايو (أيار) من كل عام بعيد النصر في الحرب العالمية الثانية، ويعد هذا اليوم مناسبة وطنية لا مثيل لها.

اقرأ/ي أيضاً: في قلب اقتصادها.. تفاصيل حزمة سادسة من العقوبات على روسيا