مقدسيون وعَرب لمصدر: لا نجد كلمات تُعبّر عن شوقنا للمسجد الأقصى

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي
“دخلت الأقصى ولم أجد كلمات توصف ذلك الشعور، أحسست أن روحي عادت لي من جديد”، بهذه الكلمات عبّر الشاب إيهاب السهلي عن فرحته لدى دخوله المسجد الأقصى للمرة الأولى لإقامة صلاتي الفجر والعيد في ساحات وباحات المسجد المبارك.
يُضيف السهلي خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية: “منذ يومين أخبرني والدي نيته الذهاب إلى المسجد الأقصى، ودون تفكير طلبت منه اصطحابي معه، لم يتردد بالموافقة على طلبي إلاّ أنه كان يخشى أن يتم منعي مِن قِبل جنود الاحتلال تحت مبررات واهية”.
ما أجمل الأقصى
وتابع: “قبل دخولنا الأقصى أمسكت يد والدي حتى لا نفترق في زحمة المُصلين، وما أن دخلنا المسجد، حتى رأيت الدموع تنهمر من عيني، وقلت لنفسي يا الله ما أجمل الأقصى، ما أبهى قبة الصخرة، أي بهاء يصف ذلك الجمال الرباني”.
وأردف: “استأذنت من والدي ووقفت في منتصف ساحات المسجد الأقصى وأخذت ألتف فيه وأسال نفسي هل هذا حلم أم علم، إن كان حلمًا فلا أريد الاستيقاظ منه، وإن كان علم فاللهم حياةً تتبعها شهادةً في رحاب المسجد الأقصى”.
أما الحاجة سهيلة العفيفي فتؤكد خلال حديثٍ لمصدر الإخبارية، أنها “لا أوفر فرصةً للذهاب للمسجد الأقصى المبارك، لأنني أشعر أن روحي معلقة فيه، ولا أشعر بالسكينة أو الراحة إلا بتواجدي في ساحاته وباحاته، مضيفةً لا سعادة تُوازي وجودي في أقدس بقعة على وجه الأرض، معراج سيدنا محمد صلًّ الله عليه وسلم”.
حرام على الاحتلال
وتضيف: “تهديدات الاحتلال وبطشهم خلال شهر رمضان لم تمنعنا من التواجد بشكلٍ دائم في ساحات المسجد الأقصى، مهما فعلوا ومهما بطشوا واعتدوا سيزيد تمسكنا في الأقصى لأنه حقٌ خالصٌ للفلسطينيين، وحرامٌ على الاحتلال وقُطعان المستوطنين”.
وأردفت: “سنبقى في الأقصى إلى جانب الرجال، نضمد الجراح، ندعو الله، نحتسب الأجر، نقرأ الأذكار، ونصلي على حبيبنا رسول الله، يوم بعد يوم يزيد تمسكنا بهذا المسجد، وبأن النصر قريب لشعبنا الفلسطيني ومقاومته الشريفة التي تُدافع عن مسرى رسول الله وتحميه من أطماع “بني القرود” وفق قولها.
أما الصحفية السودانية، عضو الهيئة الشعبية لمناصرة الأقصى سلمى عبدالله صالح، فتحدثت عن اشتياقها الكبير لزيارة المسجد الأقصى المبارك، ومشاركة المقدسيين رباطهم واعتكافهم وأجرهم وثباتهم الأصيل في وجه الاحتلال الإسرائيلي.
التضحية بالمال والنفس
وأضافت خلال حديثٍ لمصدر الإخبارية: “حريصون على المشاركة في كل التظاهرات الشعبية المُناصرة للقدس والمسجد الأقصى، والشعب السوداني كله على استعداد لتقديم حياته وأمواله دعمًا للمسجد ونُصرة للمدينة المقدسة، إلّا أن الظروف السياسية والأمنية في السودان تقف عائقًا أمام العديد من النشاطات الشعبية”.
وبيّنت أن “المواطن السوداني حسين إبراهيم زكريا الذي أكرمه الله بالوصول للمسجد الأقصى والرباط فيه، بل ويُصاب وهو يُدافع عنه يُمثّل لسان حال ملايين السودانيين الذين يتوقون شوقًا وحبًا لزيارة المسجد والصلاة فيه، مؤكدةً الشعب السوداني يُؤمن بالقضية الفلسطينية وعدالتها والمسجد الأقصى يُمثّل لهم قضية عقائدية وليست سياسية كما يُحاول الاحتلال إيصالها للعالم”.
ونوهت إلى أن “السودانيين يُواجهون صعوبات بالغة في الوصول للمسجد الأقصى المبارك، سواءً من السلطات المحلية أو سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي تعمد للتضييق عليهم لمنع وصولهم ونقل الحقيقة للعالم أجمع وإظهار طبيعة ما يحدث في الأقصى”.
كلنا فداء للأقصى
وأردفت: “كلنا فداءً للأقصى ولا نُبالي إن قُتلنا ونحن نُحاول الوصول إليه، لن يمنعنا أحد من الوصول للمسجد ومشاركة المقدسيين فرحتهم بالتواجد فيه، لافتةً إلى أن هناك ما يزيد عن 12 ألف سوداني في الداخل المحتل وصلوا إلى هناك عن طريق التهريب أو بصعوباتٍ بالغة في الحصول على تصريحٍ بالزيارة”.
من جانبه أكد أمية يوسف أبو فداية مدير المركز السوداني لحقوق الإنسان وحرية الإعلام، أن الشعب السوداني لديه ارتباط كبير في المسجد الأقصى، وبقضايا الدول العربية وفي القلب منها قضية فلسطين، مضيفًا: “السودانيون يُعانون من حسّاسية سياسية كبيرة بمختلف قواهم السياسية”.
وأضاف خلال حديثٍ لمصدر الإخبارية: “الشعب السوداني له ثقافة سياسية وإدراك كبير جدًا بالقضايا العامة وهو ما تجسد على أرض الواقع خلال الحروب التي خاضتها دولتي الجزائر ومصر القرن الماضي، والسودان هي من رفعت اللاءات الثلاثة “لا تفاوض، لا مساومة، لا استسلام”.
فلسطين في الوجدان
وأشار إلى أن “قضية فلسطين لها خصوصية في وجدان الشعب السوداني، وهي تُمثل راكزة أساسية من ركائز الأمة العربية والإسلامية، لافتًا إلى أن هناك قانون يُوجب مقاطعة إسرائيل تم إقراره عام 1958 ولم يلغَ برغم اتفاق التطبيع بين النظام الرسمي والاحتلال الإسرائيلي”.
وبيّن أن “جميع الأحزاب السودانية عدا حزبين يُقرون بعدالة القضية الفلسطينية ويسعون لتقديم كل الدعم الممكن في سبيل رفعة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، نحن مع الحل العادل لقضية فلسطين الذي يضمن استقرار الأمن والسلام في المنطقة، ولا ينتقص من حقوق الفلسطينيين المشروعة والمكفولة بموجب القانون”.
ودان أبو فداية، “استخدام الولايات المتحدة للفيتو الأمريكي في القضايا المُتعلقة بالشعب الفلسطيني وحقوقه بإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، داعيًا إلى ضرورة استنهاض كافة القُوى المدنية الحَية في المجتمع العربي والإسلامي لشد الرحال والرباط في المسجد الأقصى المبارك“.
يُذكر أن ما يزيد عن 200 ألف مصلٍ فلسطيني من مُدن القدس والضفة والداخل المحتلين، أدوا اليوم الاثنين صلاة الفجر وعيد الفطر السعيد في رحاب المسجد الأقصى المبارك.
وعقب انتهاء الصلاة استمع المُصلون إلى خطبة العيد لمفتي القدس والديار الفلسطينية فضيلة الشيخ محمد حسين الذي حيّا جموع المصلين وهنأهم بحلول العيد، راجيًا من الله أن يُعيده علينا وقد تحررت البلاد من الاحتلال وتحققت أماني أبناء شعبنا بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
محاولات باءت بالفشل
واستهجن مفتي القدس والديار الفلسطينية خلال خُطبة العيد، إجراءات وممارسات الاحتلال في مدينة القدس طِيلة شهر رمضان الفضيل، التي تركزت على محاولات التضييق على الوافدين ومنع أبناء المحافظات والمُدن الفلسطينية من الدخول إلى القدس والاعتكاف في ساحات المسجد الأقصى.
وجدد الشيخ محمد حسين، تحذيره من مَغبة تنفيذ الاحتلال لمخططاته المشبوهة والخطيرة في القدس وأحيائها ومسجدها الأقصى المبارك في محاولةٍ لفرض واقع جديد على الأرض، مشددًا على أن المسجد الأقصى خطٌ أحمر لا يُمكن للشعب الفلسطيني أو الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها السماح بتدنيسه أو المساس بحُرمته وقُدسيته.