الكعك.. الحلوى الاستثنائية على موائد الفلسطينيين خلال عيد الفطر

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

يعتبر “الكعك” الحلوى الاستثنائية على موائد الفلسطينيين خلال عيد الفطر، ما أكسبه أهمية بالغة لدى النساء الفلسطينيات، اللواتي يجتهدن في اعداده وتحضيره لتقديمه خلال أيام عيد الفطر، وسط أجواء احتفالية استثنائية خاصةً بعد انقضاء شهر رمضان المبارك.

تتجه الأنظار حيث معهد الأمل للأيتام، لتبرز صورةً فريدةً لنساءٍ فلسطينيات، تحدين الظروف وتعالين على الجراح، وهن يُسطرن صورةً مميزةً للنضال الفلسطيني في وجه الاحتلال الإسرائيلي، يتمثل في التمسك بالتراث الفلسطيني والعمل على حفظه وصيانته من التهميش أو الضياع ومنه الحفاظ على اعداد حلوى “الكعك”.

تقول نجلاء الغلاييني عضو مجلس إدارة معهد الأمل للأيتام: إن “معهد الأمل نفذ طِيلة شهر رمضان المبارك العديد من المشاريع الخيرية لصالح الأيتام وعائلاتهم، بدعم وتمويل من شركاء المعهد والمانحين والممولين من مؤسسات المجتمع المحلي والعربي والدولي”.

وأضافت الغلاييني خلال حديثٍ لشبكة مصدر الإخبارية: “من المشاريع الرمضانية إعداد كعك العيد، المُمول من الجمعية الإسلامية لإغاثة الأيتام والمحتاجين “إغاثة 48″، والذي يُشارك فيه عشر سيدات من امهات الأيتام لإنتاج 500 كيلو من الكعك يتم توزيعها على عائلات الأطفال الأيتام والأسر المستورة والمتعففة”.

وأشارت إلى أن “المعهد بصدد توسيع قسم الصناعات الغذائية التابع للمركز التعليمي المجتمعي والتدريب المهني، حيث يتم تدريب امهات الأيتام لمِهن متنوعة ومختلفة منها الصناعات الغذائية، حفظ الأغذية، الألبان والأجبان، ويجري العمل على إنشاء قسم الفطائر والمعجنات”.

ولفتت إلى أن الهدف من المشاريع المُقدمة هو تدريب أمهات الأيتام ليَكُن قادراتٍ على توفير دخل ثابت لديهن في بيوتهن، وفرص عمل بالتعاون مع شركاء المعهد أو المؤسسات الخارجية، أو داخل معهد الأمل للأيتام.

وأوضحت، أن “المعهد يُقدم مشاريع إضافية منها مشروع إفطار الصائم الذي يستهدف ألاف العائلات بتمويلٍ من عِدة مؤسسات، مشروع الطُرود الغذائية ويتم مِن خِلاله صرف مئات الطرود الغذائية المُمول مِن جمعية أطفال الزيتون – أستراليا، إلى جانب المئات الأخرى بتمويل من الهلال الأحمر التركي”.

ونوهت إلى أن “المعهد أطلق مشروع كسوة عيد الفطر، وتم توزيع ألفي كسوة للأيتام، صُنعت بأيدي أمهات الأيتام العاملات في القسم المهني – الخياطة، حيث يضم المعهد قسم النجارة والتطريز والأعمال اليدوية “الكروشيه، الصنارة”، بحيث تُراعي كافة الفروق والقدرات”.

وأردفت: “كما أطلق معهد الأمل للأيتام، مشروع التكية الخيرية الذي قدم 12 ألف وجبة ساخنة خلال شهر رمضان لعائلات الأيتام تكفيهم وتسد رمقهم خلال الشهر الفضيل، علمًا أن التكية تعمل على مدار العام، إلى جانب الافطارات الجماعية على أرض المعهد والتي تتم بشكلٍ يومي بواقع 100 عائلة مع ذويهم”.

ونوهت إلى أن “معهد الأمل للأيتام يحتضن ما يزيد عن 12 ألف أسرة أيتام مُدرجين على قاعدة البيانات، يُقدم لهم المعهد العَديد من المساعدات، إضافة للأطفال الموجودين داخل إيواء المعهد”.

وأكدت أن “خدمات معهد الأمل للأيتام تُقدم لكافة الأيتام المُسجلين لديه، وتشمل المساعدات والطرود الغذائية وجلسات لمعالجة صعوبات التعلم لدى الطلاب، وجبات غذائية، كسوات العيد، وكل ما يتوفر من مشاريع يقوم عليها المانحون والشركاء”.

وختمت نجلاء الغلاييني عضو مجلس إدارة معهد الأمل للأيتام حديثها لمصدر الإخبارية بالقول: “نُرحب بجميع الأيتام وهذا بيتهم الآمن، ونعاهدهم أن نُسخر كل الجهود لخدمتهم كونها تُمثل عبادةً عظيمةً نتقرب فيها إلى الله سبحانه وتعالى”.

من جانبها قالت “ام صابر” احدى السيدات العاملات في القسم المهني: إن “الكعك يعتبر حلوى العيد المفضلة لدى العائلات الفلسطينية في كافة محافظات الوطن، حيث يتميز بمذاقه الجميل وخفته على المَعدة، وهو يُصنع من خلال تجهيز كوبان من الدقيق الأبيض، يُضاف إليهم بيضة، ونصف كوب من الزبدة، ونصف كوب من الحليب الناشف، ربع كوب من السكر، ثم يُضاف إلى المكونات السابقة ملعقتان من البيكنج باودر، ملعقة كبيرة من الفانيلا، ونصف ملعقة من الملح، إلى جانب كمية من السمسم للوجه”.

وأوضحت خلال حديث لمصدر الإخبارية، أن “طريقة التحضير تتمثل في وضع الدقيق الأبيض المنخول في وعاء عميق إلى جانب الحليب الناشف، والفانيلا، والسكر، والملح، والبيكنج باودر، ثم تُخلط المكونات كافة مع بعضها البعض، ثم يُوضع في وعاء آخر البيض والزبدة، ويتم خفق المكونات باستخدام الخلاط الكهربائي، ثم يُضاف خليط البيض إلى خليط الطحين، وتُعجن المكونات كافةً بشكلٍ جيد، حتى تتشكل لدينا عجينة الكعك الطرية والمتماسكة”.

وتابعت: “بعد الانتهاء مما سبق يتم تقسيم العجينة إلى أقسامٍ متساوية الحجم، ويتم تشكيل كل قسم بشكل طولي، ثم نقوم برش السمسم على سطح العجينة، ونُدخلها الفرن على درجة حرارة متوسطة، ونتركها لمدة نصف ساعة، ثم نخرج الكعك من الفرن عندما يصبح لونه مائلاً إلى الذهبي، ونتركه جانباً حتى يبرد ثم يصبح جاهزًا للأكل”.

جدير بالذكر أن جمعية الأمل للأيتام تعتبر من الجمعيات الرائدة في صناعة العمل الخيري فيما يخص كفالة اليتيم، فقد أنشئت عام 1949 بعد نكبة 1948 التي ألمت بالشعب الفلسطيني، ومازالت الجمعية تقدم خدماتها لليتيم منذ عقود في مجال الإيواء وفي المجال الاجتماعي والنفسي والإنساني والتعليمي والصحي والرياضي والثقافي.

وتقوم جمعية معهد الأمل للأيتام على عِدة أنشطة منها زيادة الوعي الديني وترسيخ مكارم الأخلاق عند اليتيم وأسرته معتمدة على التبرعات والهِبات المقدمة من المؤسسات المحلية والدولية والمجتمع المحلي، كما تُقدم الجمعية الرعاية الشاملة لليتيم من سن 5 سنوات وحتى 18 سنة، وتمكنه اقتصاديًا بعد تخرجه من المعهد من أجل المساهمة في توفير حياة كريمة له خارج أسوار المعهد.