نصر الله في يوم القدس: ندعم العمليات الجهادية في فلسطين والاحتلال إلى زوال

وكالات-مصدر الإخبارية

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لمناسبة يوم القدس العالمي على أن “إسرائيل” دولة طارئة، ومصطنعة، وهي غير حقيقية، وبالتالي فإن تحرير فلسطين قد لا يحتاج إلى جيوش عظيمة، بل تحتاج المجاهدين الاستشهاديين الذين يسلبون الإسرائيليين أمنهم وعافيتهم وسلامتهم.

ولفت نصر الله خلال كلمة له بمناسبة يوم القدس العالمي إلى أن مسار العمليات، يحتاج إلى دعم سياسي ومعنوي وإعلامي ومالي وتسليحي، قائلا:” إنه وعندنا تقوم دول عربية وإسلامية بتعزية رئيس الكيان الغاصب بقتلى هذه العمليات الجهادية العظيمة، فهذا تخاذل وتخلي”.

وأكد نصرالله على مسار ترابط الساحات الفلسطينية، بعد أن عملوا في السابق على تفكيك الساحات، وشدد على أن معركة سيف القدس ثبتت هذا الترابط، ودعا إلى أن يكون هذا الترابط قويا.

وأضاف السيد نصرالله أن العدو أخذ في عين الاعتبار، الخطوط الحمراء للمقاومة في غزة وفي الضفة، وبات يدرك أنه لا يستطيع أن يتمادى طويلا، ولذلك منع مسيرات الأعلام ومنع الكثير من الخطوات التي كان يريد أن يقوم بها المستوطنون.

وأكد السيد نصرالله أيضاً على مبدأ ترابط ساحات محور المقاومة، وجدد الدعوة إلى فكرة المعادلة الإقليمية لحماية القدس ولحماية المسجد الأقصى.

وقال الأمين العام لحزب الله “نعيد تأكيد المعادلة الإقليمية حول القدس أي ترابط ساحات محور المقاومة، وندعو دول المنطقة الى توجيه رسالة لحكومة العدو ان التآمر على المسجد الأقصى ومقدسات الإسلام والمسيحيين وان زوال القدس يعني زوال إسرائيل.”
أضاف السيد نصرالله: يجب ان يقال للصهاينة من قبل العالم العربي والإسلامي ان هذا امر لا يمكن ان تسكت عنه شعوبنا ولا دولنا ولا حكوماتنا ولا جيوشنا.

وتابع: نقول في يوم القدس العالمي هذا امر لا يمكن ان تسكت عنه حركات المقاومة ولا حكومات محور المقاومة ولا جيوشها ولا شعبها. ويجب مواصلة العمل لبناء القدرات البشرية والتسليحية والعسكرية في كل الساحات ودول المنطقة المعنية بهذا المحور.

واردف: هذا المسار بداه الشهيد قاسم سليماني وهو مستمر الان، وايران تدعمه بقوة وسوريا تدعمه وتسهله، وحركات المقاومة في فلسطين واليمن والعراق وكل المنطقة تصعد بإمكانياتها وقدراتها بانتظار اليوم الذي نتحمل فيه جميعا المسؤولية.

واكمل: هناك مساران يجب ان نواجههما الأول هو مسار التطبيع ويجب مواجهته بالكلمة دون أي خجل ويجب ادانة كل من يطبع مع العدو الصهيوني.

واستطرد: هناك مطبعون وقحون، ومن ابشع النفاق الذي يقال في هذه الأيام عندما تقف دول عربية وإسلامية وعلى راسها البحرين، وتقول نحن نقيم علاقات مع “إسرائيل” من اجل خدمة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
وشدد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على أن يوم القدس العالمي مناسبة للإضاءة على الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في الداخل وفي مخيمات الشتات.

و أكد السيد نصرالله على أن يوم القدس أيضاً، هو مناسبة للإضاءة على صمود الشعب الفلسطيني وعلى الصبر والوعي والبصيرة التي يحملها، وعلى استعداداه العالي للتضحية.

ولفت السيد نصرالله إلى ان الهم الأول للإمام الخميني في يوم القدس، أنه كيف تبقى القدس في دائرة الوعي والأمل والعمل.

وأكد السيد نصرالله أن العدو يعمل على مسارات عدة، ومنها دفع الأمة إلى نسيان قضية فلسطين، لافتاً إلى ان العدو راهن على الوقت، لينسى الشعب الفلسطيني أرضه، ولتنسى الأمة تلك الأرض السليبة.

وشدد السيد نصرالله على ان هذا المسار سقط، واليوم القدس هي في الذاكرة والوجدان وفي القلب والعشق والتطلع إلى المستقبل.

قال الأمين العام لحزب الله “منذ بداية تأسيس هذا الكيان الغاصب في فلسطين المحتلة عمل قادته من ا جل تثبيت وترسيخ وحماية هذا الكيان وتحويله الى المحور والمفتاح والقوة الأولى في هذه المنطقة وعملوا على مسارات عديدة منها مسار النسيان ومسار التيئييس”.

وأضاف السيد حسن نصرالله: عملوا على مسار التيئيس عبر المجازر بحق الفلسطينيين من العام 1948 الى اليوم.

وتابع: الهزائم العربية المتتالية والخذلان العربي الرسمي للشعب الفلسطيني على مدى عشرات السنين والتواطئي خلف الستار ودعم الكيان الصهيوني ليكون متفوق وحجم التأييد السياسي العرب والغربي وخروج بعض الدول العربية من المعركة ودخولها بالصلح مع “إسرائيل” كمصر والأردن، كلها ضمن هذا المسار.

واكمل: كذلك التطبيع من أهدافه التيئييس والصراعات العربية والإسلامية والاحداث الداخلية في هذه الدول كلها تصب في خدمة هذا المسار، وهدفه كان منذ البداية ان يقول للفلسطينيين لا امل ولا افق لكم وانكم شعب اعزل ولن تستطيعوا ان تفعلوا شيئا وعليكم الاستسلام، ولكن هذا المسار سقط كذلك.

واعتبر السيد نصرالله ان “التظاهرات الشعبية والعمليات البطولية داخل فلسطين المحتلة وفي كل يوم تنطلق فيه الصواريخ والمسيّرات لتطال كيان العدو، وفي كل يوم ترتفع فيه قبات الفلسطينيين عند باب العامود او في المسجد الأقصى، وفي كل يوم تشرع فيه البنادق في الضفة وجنين تقول للعالم كله انه بعد عشرات السنين، مسار التيئييس قد سقط وان الشعب الفلسطيني لم ييأس بل اصبح أكثر املا ويقينا بالنصر ان شاء الله.”

أكد الأمين العام لحزب الله أن مسار الحصار الذي مورس ضد من يدعم المقاومة في المنطقة، قد فشل، وأوضح أن الأعداء عملوا على محاصرة كل من وقف مع المقاومة سياسياً وإعلامياً، وكل من قدم لها المال والسلاح.

وأشار إلى انه ومن هذه المسارات، العقوبات القاسية والشديدة على كل دولة وكل شعب يدعم المقاومة، والضغوط الاقتصادية والمالية ولوائح الإرهاب، وأيضاً فرض الحروب على هذه الدول وعلى هذه الشعوب والقوى لاستنزافها، كما حصل في سوريا والعراق وايران ،وما يحصل اليوم في اليمن وفي أكثر من بلد في منطقتنا.

وأكد أن مسار الإنهاك لم لم يستطع أن يحقق هدفه على الإطلاق، ولم يستطع أخد لا كلمة ولا موقف ولا التزام، ولم يروا في وجهنا لا ضعفاً ولا وهنا.

وأشار السيد نصرالله إلى أن كل الهدف من هذه العقوبات ومن هذا الحصار، هو أن نتخلى جميعا عن القدس وعن فلسطين وعن حقوقنا، وعن مياهنا، عن نفطنا وعن غازنا، وأن تتخلى بقية دول المنطقة عن القدس و عن فلسطين.

ولفت إلى انه لو تقبل الجمهورية الإسلامية بأن تغلق سفارة فلسطين وتعيدها إلى الكيان الإسرائيلي، أو أن تعرف بإسرائيلي، أو هل كانت ايران لتعاني؟

وأكد السيد نصرالله أن الإمام الخامنئي يؤكد موقفه الواضح والالتزام الجاد والقطعي بدعم فلسطين وشعب فلسطين وحركات المقاومة.

وقال السيد حسن نصرالله “اليوم لو خرجت ايران وقالت لأميركا سنلغي سفارة فلسطين ونجعلها “لإسرائيل” وسنتخلى عن فلسطين وسنوقف الدعم لحركات المقاومة هل كانت ايران عندها ستعاني كل الضغوط والحصار كما يحصل معها اليوم؟”

و أضاف السيد نصرالله: تصوروا لو ان القيادة السورية تعلن التخلي عن الجولان، وتجري صلحا مع إسرائيل، كيف كان يكون وضع النظام في سوريا؟ هذا احد الأسباب الجوهرية لما حصل في سوريا وليس السبب الوحيد ولكن تصوروا لو فعلت سوريا ذلك.

وتابع: اليوم في اليمن لو قبلت قيادة انصار الله خلافا لما قامت به اليوم، لو أعلنت جهوزيتها للاعتراف بـ”إسرائيل” والتخلي عن كل الصواريخ التي تقلق “إسرائيل”، كيف كان مكن ان يكون مصير اليمن اليوم ومستوى التدخل الأمريكي والغربي لوقف الحرب على هؤلاء اليمنيين المظلومين.

واعلن ان “مسار الانهاك لم يؤدي الى نتيجة، على الرغم من ان الشعوب العربية تعاني حياتيا واقتصاديا وامنيا ونفسيا ولكن هذا جزء من المقاومة والصمود والجهاد والتضحية في سبيل الله بالأنفس والأموال، وهذا هو من اعظم اشكال الجهاد لأنه يبقي البيئة الحاضنة لاستمرار المقاومة التي يعول عليها في تحرير فلسطين والقدس”.

واكد امين عام حزب الله ان “مسار الانهاك يحصل في اكثر من بلد في منطقتنا لكنه رغم الحصار والعقوبات والحروب المفروضة والإرهاب لم يحقق هدفه.”

وشدد على انه “اليوم في يوم القدس، نقول بكل واقعية، هذه المسارات الثلاثة سقطت ولن ننسى ولن نيأس ولن نسقط امام الضغوط، مسارات النسيان والتيئيس والانهاك سقطت”.

واكمل: مسالة فلسطين والقدس بالنسبة لامتنا وشعوب امتنا هي جزء من ديننا وعقديتنا وايماننا وكرامتنا ونحن امة لا يمكن ان تتخلى عن دينها وعقيدتها وكرامتها وعرضها. ولذلك تبقى هذه القضية دائما على قيد الحياة.

أكد السيد حسن نصرالله أن سقوط مسار النسيان والتيئييس والإنهاك شارك فيه كل من كان يعمل في مشروع المقاومة، سواء بالكلمة، أو الخطاب، بالإضافة إلى فتوى مراجع المسلمين من الشيعة والسنة، والمواقف السياسية.

وأشار السيد نصرالله ، إلى أن في رأس الأسباب التي منعت النسيان ومنعت اليأس أسقطت الإنهاك والتي فتحت العمل، المقاومة العسكرية المسلحة، العمليات الجهادية الفدائية الاستشهادية والمضحية، سواء في إطار المقاومة أو في إطار الحروب ان حصلت.

وأكد السيد نصرالله إلى ان العمليات الجهادية الفدائية، وما حصل فيها من إنجازات وما قدم فيها من تضحيات ومن شهداء، أثبت الخط الجهادي العسكري، وجعل هذه القضية الحق حية، كما أثبتت المواجهة أن إسرائيل تقهر وأن إسرائيل ليست قدرا وأن “إسرائيل” ليست هي المتفوقة بالمطلق، ويمكن أن نلحق بها الهزيمة تلو الهزيمة، وألحقنا بها الهزيمة تلو الهزيمة على مدى العقود الماضية.

وشدد السيد نصرالله على أن المقاومة العسكرية المسلحة أثبتت قدرتنا على صنع الانتصارات والحاق الهزيمة بالعدوـ وبعثت الأمل.

قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله “في لبنان التجربة مازجت بين المقاومة المسلحة والمقاومة الشعبية، وفي فلسطين هذا ما كان يحصل منذ البدايات. وهذا المسار هو الذي يجب ان يستمر”.
و أضاف السيد نصرالله: هذه السنة، نحن في موقع استراتيجي متقدم جدا.

واكمل: يأتي يوم القدس ونحن في موقع استراتيجي متقدم جدا حيث تطورت مسارات عديدة من جهة المقاومين وحركات المقاومة، يخشاها العدو ويعمل على تفكيكها وانهائها. ونحن في المقابل يجب ان نعمل على تثبيتها وتقويتها.

وتابع: المسار الأول هو مسار العمليات في الضفة واراضي 48، وان العمليات المنفردة التي تجري على ارض فلسطين هي من اخطر ما يواجه العدو وهي نوعية ومهمة جدا.

وأكد أن” العمليات المنفردة هي تطور نوعي خطير لأنها لا تحتاج الى غرف عمليات وامكانيات هائلة بل تحتاج الى مسدس او سكين فقط.”