انتخابات الرئاسة الفرنسية: توجهات ماكرون ولوبان في أبرز القضايا

ترجمة مصدر – مصدر الإخبارية 

فتحت مراكز الاقتراع لإجراء انتخابات الرئاسة الفرنسية في جولتها الثانية، اليوم الأحد عند الساعة الثامنة صباحاً، حيث يتنافس الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون وزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان للوصول إلى سدة الحكم، حيث بلغ عدد الناخبين في البلاد 48.7 مليون ناخب.

ولمعرفة توجه المرشحين الفرنسيين عن كثب، نرصد توجهات كل منهما في مختلف الملفات التي تطفو على السطح الدولي، وسط حرب تعصف بشرق أوروبا، إلى جانب المخاوف بشأن التضخم في أحد أكبر اقتصادات العالم.

وفي هذا التقرير، تقدم مصدر الإخبارية ترجمة خاصة لتقرير أعدته أسوشيتد برس، حول أبرز توجهات المتنافسين ماكرون ولوبان.

الحرب الروسية الأوكرانية

جاء في التقرير أن ماكرون لعب دوراً أساسياً في المحادثات الدولية بشأن دعم أوكرانيا وسط الحرب وفرض عقوبات على روسيا، وأشارت الوكالة الدولية إلى أن “ظهوره على الساحة الدولية في المراحل الأولى من السباق أعطاه دفعة أولية في الاقتراع لكنه أعاق قدرته على القيام بحملة فعالة”.

وقالت حكومة ماكرون إنها أرسلت 100 مليون يورو من الأسلحة إلى أوكرانيا منذ الغزو الروسي وتعهد ماكرون بمواصلة هذا الدعم وتعزيز قدرات القوات المسلحة الأوروبية وتعاونها بشكل كبير.

وذكرت الحكومة: “لقد أيد العقوبات ضد روسيا والاتحاد الأوروبي بشأن هذه القضية”.

وفي المقابل، أقامت لوبان منذ سنوات علاقات مع موسكو، حيث تلقت قرضاً بقيمة 9 ملايين يورو من بنك روسي عام 2014 والتقت ببوتين في عام 2017.

واعترفت لوبان أيضاً بان الغزو الروسي لأوكرانيا غيرت وجهات نظرها بشأن بوتين “جزئياً”، قائلة إن “خطأ وكان غير مقبول”، وقالت “إنها تدعم الشعب الأوكراني ويجب الترحيب باللاجئين”.

وشككت المرشحة المنافسة لماكرون، في إمداد أوكرانيا بالأسلحة، وعارضت عقوبات النفط والغاز التي فرضت على موسكو.

وتريد لوبان أن تظل فرنسا عضواً في حلف شمال الأطلسي “ناتو” لكن مع دور محدود، ولم تدعو إلى إجراء استفتاء على مغادرة الاتحاد الاوروبي أو الانسحاب من منطقة اليورو على غرار الانسحاب البريطاني “بريكست”.

انتخابات الرئاسة الفرنسية والاقتصاد

أوضح التقرير أن إيمانويل ماكرون كان اقتصادياً ومصرفياً سابقاً، ودافع عن الشركات الناشئة ويعد “بالتوظيف الكامل”، وانخفضت معدلات البطالة خلال فترة ولايتهه 2017-2022 إلى أدنى مستوى لها خلال عقد، ويطلق عليه بعض الناخبين لقب “رئيس الأغنياء” لإلغاء ضريبة الثروة وبعض تصريحاته عن الفقراء.

ويريد ماكرون رفع سن التقاعد تدريجياً من 62 إلى 65، ورفع الحد الأدنى للمعاشات الشهرية، ورفع أجور المعلمين، ويريد أن تكوت الشركات قادرة على منح الموظفين مكافأة غير خاضعة للضريبة تصل إلى 6000 يورو وأنفق المليارات في تغطية فواتير الطاقة.

من جانبها، استغلت لوبان الإحباط بين ناخبي الطبقة العاملة بشأن التضخم، ووعدت بخفض الضرائب على الطاقة والسلع الأساسية، للحفاظ على الحد الأدني لسن القاعد عند 62 وتقترح أن أي شخص بدأ العمل في سن 20 يمكنه التقاعد في سن 60.

وتسعى لوبان في حال فازت في انتخابات الرئاسة الفرنسية إلى رفع الحد الأدنى للمعاشات، وإنهاء ضريبة الدخل لمن هم دون الثلاثين، وزيادة الرواتب بنسبة 10%، ورفع رواتب المعلمين خلال السنوات الخمس المقبلة، عن طريق خفض “الهجرة الجماعية”.

التغير المناخي

على الرغم من ارتباط ماكرون بشعار “اجعل الكوكب عظيماً مرة أخرى”، إلا أن أوراق اعتماده الخضراء مختلطة، بعد أن رضخ لمطالب متظاهري السترات الصفراء” بإلغاء زيادة ضريبة الوقود، وتعهد ببناء جيل جديد من المفاعلات النووية وتطوير الطاقة الشمسية ومزارع الرياح في البحر.

وتعهد ماكرون بأن يكون رئيس وزرائه المقبل مسؤولاً عن التخطيط البيئي حيث تسعى فرنسا إلى أن تصبح محايدة للكربون بحلول عام 2050، ووعد بمزيد من وسائل النقل العام في جميع أنحاء البلاد لإيقاف اعتماد الناس على السيارات.

فيما اكتسبت لوبان الدعم في المناطق الريفية من خلال شن حملة ضد مزارع الرياح، وتعهدت بتفكيكها والاستثمار في الطاقة النووية والمائية، وتعهدت بإلغاء الإعلانات المالية للطاقات المتجددة.

نظرتهم إلى الهجرة

كان ملف الهجرة العمود الفقري لحزب لوبان على مدار سنوات طويلة، إذ خطط لإنهاء سياسات لم شمل الأسرة، وحصر المزايا الاجتماعية بالفرنسيين فقط، وترحيل الأجانب الذي يظلون عاطلين عن العمل لأكثر من عام وغيرهم من المهاجرين الذين دخلوا بشكل غير قانوني.

وتسعى لوبان لخلق “تفضيل وطني” للمواطنين الفرنسيين عبر التوظيف والمزايا الاجتماعية والإسكام، وهذا الأمر قد ينتهك قوانين الاتحاد الأوروبي ويسبب مشكل في بروكسل.

أما ماكرون، اتخذ موقفاً اكثر صرامة بشأن الهجرة حيث يسعى للحصول على دعم الناخبين اليمنيين، ويدفع من أجل تعزيز الحدود الخارجية للمنطقة الخالية من جوازات السفر الأوروبية وإنشاء قوة جديدة للتحكم بشكل أفضل في الحدود الوطنية، وتعهد بالإسراع في معالجة طلبات اللجوء وتصاريح الإقامة وترحيل غير المؤهلين.

قضايا كبرى أخرى

تريد لوبان أن يكون المواطنون قاديرن على أن يكون لهم صوت مباشر في القوانين من خلال السماح لهم باقتراح استفتاءات إذا حصلوا على 500000 توقيع لدعمها، لذلك يحتاج الدستور الفرنسي إلى المراجعة، وهذا كان مطلباً رئيسياً لمتظاهري السترات الصفراء المناهضين لماكرون.

ومن بين مقترحات لوبان الأكثر إثارة للجدل، سن قانون يحظر ارتداء الحجاب في جميع الأماكن العامة، وتصف هذا الزي بأنه “زي إسلامي” ينشر رؤية متطرفة للدين، وفق التقرير.

أما ماكرون يعد مدافعاً قوياً عن العلمانية الفرنسية لكنه يحذر من أن هذا الحظر قد يؤدي إلى “حرب أهلية”، نظراً إلى أن فرنسا تضم أكبر عدد من المسلمين في أوروبا الغربية.

اقرأ/ي أيضاً: فرنسا: فتح مراكز الاقتراع للجولة الثانية من انتخابات الرئاسة.. وماكرون الأَوفر حظاً