شهران على اندلاعها.. إلى أين وصلت أحداث حرب روسيا أوكرانيا؟

متابعة خاصة – مصدر الإخبارية
بعد مُضي شهرين على حرب روسيا أوكرانيا، التي اندلعت فجر فبراير 2022، محدثة فارقة في الصراع العالمي، بعد أن أتت منذرة باندلاع حرب عالمية ثالثة تراجعت التوقعات بوقوعها بمرور الأيام، بعد غياب التدخل الدولي المباشر في هذا الصراع.
وقبيل شهرين بدأ الجيش الروسي بتوجيه ضربات صاروخية في شتى أرجاء أوكرانيا، قبل أن يبدأ اجتياحها فعلياً من 3 جهات في أكبر هجوم من نوعه على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.
وعودة إلى ما قبل قرع طبول الحرب، كانت روسيا تمهد لما أسمته “عملية عسكرية خاصة” من أجل حماية إقليم دونباس جنوب شرقي أوكرانيا، حيث يعيش ناطقون باللغة الروسية، بادعاء أنهم يتعرضون للتمييز العنصري.
حرب طويلة الأمد
ووفقاً للمؤشرات، وبعد شهرين على الحدث الذي ألقى بظلاله على مختلف دول العالم، لا يبدو أن نهاية الحرب في أوكرانيا قريبة أو تلوح في الأفق، ويتوقع محللون غربيون أن تستمر لأشهر أو سنوات، وقال الرئيس الأوكراني فولديمير زيلينسكي، إنه “لا يعرف متى ستنتهي الحرب”.
وفي نهاية مارس الماضي، أعلنت روسيا عن تخفيض حجم نشاطها العسكري في محيط كييف وشمال البلاد، وتركيز جهودها في إقليم دونباس” شرق البلاد.
ورصداً للنقد الغربي لحرب روسيا أوكرانيا، ذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ مسؤولاً أوروبياً قبل سنوات أن بوسعه احتلال كييف خلال أسبوعين، لكن الأسبوعين صارا شهران، ولم تتمكن قوات بوتين من السيطرة على قلب أوكرانيا.
وبعد إعلان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو نجاح السيطرة على مدينة ماروبول الساحلية، باستثناء مصنع آزوفستال، أكد بوتين على أن العملية العسكرية في أوكرانيا تسير وفق ما هو مخطط لها وبحسب جدولها الزمني.
وبعد مضي 60 يوماً على الحرب، بسطت القوات الرسية سيطرتها على مدينتين كبيرتين، هما ماريوبول وخيرسون.
واستجابة لمطالب روسيا قبل اندلاع الصراع، قال الرئيس الأوكراني إن بلاده أصبحت غير معنية بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “ناتو”، إذ أن موسكو تريد وجود الحلف العسكري الغربي على حدودها.
حرب روسيا أوكرانيا ونقطة التحول
ووسط هذا التقدم الروسي الذي وإن كان يسير ببطئ، جاء أكبر تحول في مسار الحرب نهاية مارس الماضي، بعد أن انسحبت القوات الروسية من بعض الأراضي الأوكرانية في سبيل ما قالت إنه “من أجل توفير أجواء إيجابية لمفاوضات اسطنبول”، فيما قالت أوكرانيا أنه جاء بفعل “المقاومة الشرسة” التي أبدتها قواتها.
وبعيد هذا الانسحاب الذي تضاربت أسبابه، تزايدت الإشارات على حشد القوات الروسية في شرف أوكرانيا، استعداداً لهجوم كبير يسعى للسيطرة على إقيلن دونباس، عنوان الصراع الأول.
وبالفعل، في 19 أبريل الجاري، أعلن الرئيس الأوكراني بدء شن الهجوم الكبير في شرق أوكرانيا، واشتدت ضراوة الحرب.
الخسائر البشرية.. قتلى ولاجئين
وبشأن الخسائر البشرية، تضاربت الأرقام الواردة من الأمم المتحدة، ومن السلطات الأوكرانية، ولا توجد حتى اللحظة حصيلة رسمية بأعداد القتلى واللاجئين.
وقالت الأمم المتحدة في بيان نشر في 20 أبريل إن 2224 مدنياً أوكرانياً قتلوا في الهجوم الروسي، بالإضافة إلى إصابة نحو 3 آلاف.
في المقابل، تقول أوكرانيا إن الرقم أكبر بكثير، فعلى سبيل المثال، سقط 20 ألف قتيلاً في معارك مدينة ماريوبول الساحلية التي أضحت تحت السيطرة الروسية.
وبخصوص أعداد اللاجئين، وصلت منذ اليوم الأول للحرب أعدادهم إلى نحو 5 ملايين لاجئ أوكراني شكل النساء والأطفال 90 بالمئة من نسبتهم، بعد أن فروا من ديارهم في سبيل الوصول إلى أماكن آمنة، مشكلين أكبر أزمة لاجئين في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وأواخر مارس الماضي، بدأ الأوكرانيون بالعودة إلى ديارهم، مع انخفاض مستوى العمليات العسكرية في محيط كييف وشمال البلاد، وقدرت الأمم المتحدة أعدادهم لنحو 1.1 مليون شخص.
فيما ذكرت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أن عدد النازحين الأوكرانيين داخل أوكرانيا بلغ نحو 7.1 ملايين شخص.
خسائر مادية لحرب روسيا أوكرانيا
وعلى صعيد الخسائر الاقتصادية، قالت كييف إن الحرب ألحقت أضراراً بالغة دمرت نحو 30 بالمئة من البنية التحتية فيها، وبخسائر بلغت نحو 100 مليار دولار، فيما كشفت تقديرات أخرى ان الخسائر وصلت إلى 500 مليار دولار، كما أن عملية إعادة الإعمار ستستغرق “تقديرياً” على الأقل عامين.
ووجهت أوكرانيا اتهامات لروسيا مفادها أنها تتعمد تدمير البنى التحتية في البلاد، مثل تدمير أكثر من 300 جسراً، فضلاً عن تدمير وتضرر أكثر كم 8000 كيلو مترًا من الطرق التي بحاجة إلى إصلاح وإعادة بناء.
اقرأ/ي أيضاً: حرب روسيا أوكرانيا: إغلاق الممرات الإنسانية وزيلينسكي يطلب شهادة ماكرون