الإبعاد عن الأقصى.. مخطط لتهويد القدس وتضييق الخناق على أهلها

سياسة قديمة جديدة منعًا لفضح الحقيقة

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

لا يكاد يمر يوم دون أنّ تمارس فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي سياسة الاعتقال والاستدعاء للفلسطينيين وخاصة في القدس المحتلة، ليتبعها إصدار قرارات بالإبعاد عن المسجد الأقصى لفترات متفاوتة.

وتشكل قضية الإبعاد إحدى أدوات الاحتلال الممنهجة بحق المقدسيين، في محاولة يائسة لكسر إرادتهم، ومنعهم من التصدي للانتهاكات والممارسات الإسرائيلية المستمرة بحق المدينة ومقدساتها.

محاولات لإخفاء الحقيقة

المختص في شؤون القدس عبد السلام الجمل، أكد أنّ إبعاد المرابطين عن الأقصى يهدف إلى إفراغ المسجد من الطابع العربي الإسلامي.

وقال الجمل في حديث خاص لـ”شبكة مصدر الإخبارية“، إنّ الاحتلال يبعد كل ناشط يسعى لحماية وتفعيل قضية المسجد الأقصى على مستوى العالم؛ للحد من نشاطهم.

وأوضح أنّه يحاول أيضًا منع إزعاج المستوطنين من قبل المرابطين الذين يقومون بفضح ممارسات الاحتلال إعلاميًا وعبر منصات التواصل الاجتماعي.

ولفت إلى أنّ حملات الاحتلال المسعورة؛ لإبعاد المسلمين والمرابطين والنشطاء عن الأقصى تشتد في شهر رمضان؛ بسبب تكثيف نشاطهم وأدائهم صلاة التراويح والاعتكاف بأعداد كبيرة تقدر بعشرات الآلاف.

وأكد الجمل أنّ الاحتلال لا يريد أي نشاط يجعل المسجد الأقصى عامرًا بالزوار والمسلمين وإظهار الحقيقة بأنّ المسجد فلسطيني عربي إسلامي، وهذا ما يزعجهم.

وتابع الجمل: “من حقنا ألا نُمنع من الوصول للمسجد الأقصى وأنّ نؤدي عبادتنا خاصة برمضان شهر العبادة والذكر، وليس من حق أحد أن يمنع المسلمين من الوصول إليه”.

وفي السياق، أعرب المختص في شؤون القدس الجمل، عن أسفه من تراخي وتعاطف المجتمع الدولي مع الاحتلال.

الإبعاد عن الأقصى.. تقييد لحركة المقدسيين

المختص بالشأن الإسرائيلي عليان الهندي، أفاد بأنّه منذ عدة سنوات والاحتلال يُبعد المقدسيين عن الأقصى والقدس ويسحب هوية البعض على خلفية نشاطاتهم الوطنية.

وأوضح الهندي في حديث خاص لـ”شبكة مصدر الإخبارية“، أنّ الإبعاد عن الأقصى يكون لمدة أسبوع أو أسبوعين ويصل أحيانًا لستة أشهر، لافتًا إلى أنّه لا يستثنى من ذلك أحد حتى حراس المسجد؛ لتقييد حركتهم.

وبيّن الجمل، أنّ الاحتلال يحاول التضييق على المقدسيين واجبارهم على الخروج من المدينة؛ لصالح جمعيات الاستيطان والمستوطنين.

وأردف أنّ “إسرائيل” تعتير نفسها في حرب؛ لتحديد مستقبل القدس وتسعى لأن تحولها لمدينة يهودية وتلغي هويتها الفلسطينية العربية الإسلامية.

الإبعاد سياسة قديمة جديدة

وتفرض سلطات الاحتلال أوامر الإبعاد عن المسجد الأقصى التي يتم تجديدها أحيانًا، لفترات متفاوتة، بحق بعض الشخصيات الدينية، منهم خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، ورئيس الجناح الشمالي للحركة الإسلامية في فلسطين الشيخ رائد صلاح.

وتزداد قرارات سلطات الاحتلال بالإبعاد في فترة الأعياد اليهودية؛ والتي أصبحت موسمًا لإغلاق معظم أبواب المسجد الأقصى المبارك، أو في أعقاب حدوث مواجهات بالمدينة.

وتهدف “إسرائيل” من الإبعاد الممنهج إلى إفراغ الأقصى؛ لتهيئة الأجواء للمتطرفين باقتحامه؛ لتكون لهم فرصة لأداء صلواتهم التلمودية.

واتبعت سلطات الاحتلال سياسة إبعاد متدرجة، بدأت بإبعاد المرابطات جماعيًا، وحين فشلت بذلك، بدأت بالإبعاد الفردي عن الأقصى أولًا؛ ثم عن محيطه؛ ثم عن البلدة القديمة ذاتها.

وخلال العام 2021، رصد “مركز معلومات وادي حلوة” 519 قرار إبعاد، منهم: 357 عن المسجد الأقصى، و110 عن القدس القديمة، و31 عن مدينة القدس.