كيف تُوظف إسرائيل مواقع التواصل الاجتماعي في اغتيال “المطلوبين”؟

القدس المحتلة – مصدر الإخبارية

نشر المحلل العسكري في موقع واللا نيوز العبري أمير بوخبوط تقريراً تحت عنوان: “داخل قوة الاستخبارات التي تغتال نشطاء الإرهاب من خلال شبكات التواصل الإجتماعي”، لتسليط الضوء دور المواقع الاجتماعية ووسائل الإعلام التقليدية ومواقع الإنترنت في توفير معلومات حول المطلوبين ومن تُنصفهم إسرائيل بـ”المخربين”.

وقال بوخبوط في تقريره: “في قسم الإستخبارات يُدركوا في بعض الأحيان أن جزءًا صغيرًا من اللغز مطلوب لإكمال الصورة يكون موجود في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الإجتماعي، بواسطة فريق يعمل على مدار الساعة، وتتبع لشخصيات في العالم العربي، هكذا يجمع عناصر الإستخبارات المعلومات، ويمنعون وقوع “العمليات الارهابية” في (إسرائيل).

وأضاف: “جهاز الإستخبارات التابع للاحتلال الإسرائيلي يتتبع في اليوم مئات المكالمات الهاتفية، والمعلومات والصور عن أعداء “إسرائيل” للتحذير من تهديدات وعمليات، والكشف عن أسرار، والتعرف عما يجري في الظل”.

وأشار إلى أنه “في الأحيان أجزاء صغيرة من اللغز تكون مطلوبة لتشكيل الصورة كاملة، وهذا يكون موجودًا في الصحف ومواقع الإنترنت وقنوات التلفزة، أو في محطات الراديو ومواقع التواصل الإجتماعي، وبواسطة الرقابة الواسعة على وسائل الإعلام في العالم العربي يستطيع قسم الإستخبارات في الجيش الإسرائيلي تتبع ما وصفهم بالنشطاء الارهابيين والكشف عن “معلومات ذهبية” والتحذير من عمليات مسلحة، وقيادة عمليات إغتيال مركزة ضد أشخاص أو قيادات اسرائيلية”.

وضرب المحلل العسكري في موقع واللا نيوز العبري أمير بوخبوط مثالًا قائلًا: “في سنوات الـ 90 اُغتيل جنوب لبنان أمين عام حزب الله، وما مكن من ذلك العيون اليقظة للإستخبارات العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي، حيث عُثر على معلومة في صحيفة صادرة في العاصمة اللبنانية بيروت، جاء فيها أن أمين عام الحزب سيحضر حفل تأبين لكبار شخصيات الحزب، وباقي المعلومات باتت تاريخًا”.

وأردف: “لتبسيط عملية جمع ومعالجة وتحليل وإنتاج المعلومات المعلنة والمنشورة وجعلها ذات جدوى، انشأ قبل حوالي عشر سنوات قسم البحوث في جهاز الإستخبارات العسكرية الإسرائيلية، واوكلت له مَهمة رسم الصورة الإستخبارية للمستوى العسكري والسياسي في لحظةٍ حقيقية وعلى مدار الساعة من خلال المواقع الإخبارية، وبواسطة تطبيق مخصص للهاتف الجوال مُشفر، في هذه الأيام في مرحلة الإطلاق”.

وأوضح أن موقع “أي نت” يعرض على الإنترنت منتجات شعبة الإستخبارات العسكرية كافة في مختلف المجالات من خلال نصوص وصور ورسوم بيانية، وفيديو ووسائط إستخبارية متقدمة، الموقع يعمل على طريقة غرف الأخبار، ولكن على العكس من وسائل الإعلام العاملة في الدولة، لافتًا إلى أن القسم موجود عميقاً تحت الأرض، في مقر وزارة الحرب بتل أبيب باعتبارها مركز العمليات الإسرائيلية وتضم أهم الوزارات الإسرائيلية لدى الاحتلال”.

وتابع: “داخل مكتب أي نت المكون من عدد من الغرف الصغيرة، أقيم مكتب iMonitor، مكتب الإستخبارات العلني (OSINT) والذي يبني الصورة الإستخبارية القائمة على وسائل الإعلام التقليدية إلى جانب شبكات التواصل الإجتماعي، والتحدي الأكبر الذي يُواجهه فريق IMonitor هو كَمْ المعلومات الهائل، وما هي المعلومات الواجب تمريرها للأعلى، وما هي المعلومات الواجب بقائها بين جدران المكتب الاستخباراتي”.

وتُوكل لطاقم المكتب الاستخباري مَهمة معالجة وتحليل الخطاب الإعلامي والاتجاهات في وسائل الإعلام العربية. ويستند المحتوى على ما يجمعه المكتب من وسائل الإعلام العلنية، ويتم نقلها على شكل ومضات استخباراتية مصحوبة عادةً بالصور ومقاطع الفيديو إلى رئيس الوزراء ورئيس الأركان، ورؤساء دوائر الاستخبارات والمسؤولين رفيعي المستوى المعنيين بالإطلاع على هذه الأمور الاستخبارية.

كما يتولى فريق IMonitor مَهمة تتبع أشخاص ونشطاء تصفهم إسرائيل بـ”الإرهابيين” محددين مسبقًا، ويتتبعون عمليات واتجاهات وأهداف ميدانية ووسائل قتالية فعلى سبيل المثال، هناك صور نُشرت عبر شبكات التواصل الإجتماعي أظهرت رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الموجود خارج البلاد منذ سنوات بسبب العقوبات المصرية، ومنذ ذلك الحين بدأ يتنقل بين عدد من الدول، للقاء شخصيات رفيعة المستوى من الدول العربية وسياسيين في مطعم مُحدد بمدينة شرق أوسطية، خلال أيام نشر أنصار هنية، على ما يبدو بدون علمه صورًا بعد انتهاء اللقاءات ولكن دون الإشارة إلى مكان تواجدهم.

مما سبق يبدأ عمل فريق مكتب IMonitor حيث بواسطة وسائل وأدوات مختلفة تمكن الفريق من التعرف على مكان اللقاءات التي عقدها هنية هو مطعم “الأقواس” في العاصمة اللبنانية بيروت، الناطق باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية حصل على المعلومات على حسابه الرسمي بموقع التدوين القصير تويتر، وأحرج هنية وجماعته بتواصله مع صاحب المطعم وسؤاله لماذا تستقبل “إرهابيين”.

أقرأ أيضًا: اختراق هاتف زوجة رئيس الموساد وتسريب بياناته على تلغرام