هل يشن الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة في جنين؟

صلاح أبو حنيدق- خاص شبكة مصدر الإخبارية:

وضع محللون فلسطينيون ثلاثة سيناريوهات لتعامل الاحتلال الإسرائيلي مع مدينة جنين، وتجفيف المقاومة الفلسطينية في المدينة، وخلق نوع من الرفض الشعبي لها، وردع باقي المدن وتخويفها بأن النتائج ستكون كارثية حال سارت على نفس الطريق.

وقال المحللون في تصريحات لشبكة مصدر الإخبارية، إن أولى السيناريوهات الحصار الاقتصادي المرفق بعمليات أمنية محدودة لاستنزاف سكان المدينة ومقاوميها، من خلال اقتحام المنازل والاعتقالات وإطلاق النار واغتيال المقاومين.

وأضاف المحللون، أن ثاني السيناريوهات تطوير الحصار الاقتصادي لفرض إغلاق كامل على المدنية، وقطع أوصالها على باقي المدن الفلسطينية، وفتح منفذ واحد لدخول وخروج السكان.

وأشار المحللون إلى أن السيناريو الثالث شن عملية عسكرية واسعة في جنين، وسط اختلاف في أراء المحللين حول فرص تنفيذها.

وأكد المحلل السياسي أحمد رأفت غضبة، أن سبب لجوء الاحتلال للسيناريو الاقتصادي حالياً لعجزه الحالي عن احداث اختراقة أمنية في جنين.

وشدد غضبة أن الاحتلال يحاول اسكات صوت جنين بعد تشكيلها حالة ثورية مستمرة، وتشجيعها للمناطق الأخرى نحو تنفيذ عمليات فدائية في عمق الاحتلال.

ونوه إلى أن سيناريو الحصار الاقتصادي سيفشل، لأن الحرية لا تقايض بلقمة العيش، مبيناً أن المحرك الرئيس لإفشال الإجراءات العقابية التي فرضها الاحتلال ضد جنين، تظافر الجهود الحكومية والشعبية لكسر الحصار، وتحويل المدينة إلى سوق مركزي لسكان الضفة.

ولفت إلى أن سيناريوهي الحصار الاقتصادي وفرض الاغلاق على جنين المرجحان لتعامل الاحتلال مع جنين، مستبعداً الاجتياح الكامل للمدينة خوفاً من تخوف المدن الأخرى.

بدوره، قال المحلل السياسي طلال عوكل، إن الاحتلال متردد كثيراً حول الشروع بعملية اجتياح واسعة لجنين، كون ذلك سيجر كافة مدن الضفة والداخل المحتل عام 1948، وقطاع غزة نحو معركة مفتوحة.

وأكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة مساء الأحد 10 نيسان (أبريل) 2022 بأن الفلسطينيون مقبلون على معركة مع الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر رمضان وغزة لن تكون منفصلة عن الضفة فيها.

ورجح عوكل، أن تخضع جنين لنظام عقوبات وعمليات عسكرية قصيرة، وإبقاءها تحت الحصار تحت عنوان “الحرب بالقطارة” الهادفة لعدم جر غضب المدن الفلسطينية الأخرى.

وأكد أن تصاعد المواجهة والعمليات الفدائية المختلفة ضد الاحتلال الإسرائيلي في مدن الضفة الغربية والقدس المحتلتين سيكون عنوان المرحلة المقبلة، دون أن تكون حكومة بينيت قادرة على الحسم والسيطرة على الأوضاع الأمنية.

وأشار عوكل إلى ثمن العمليات العسكرية القصيرة ستكون مكلفة للفلسطينيين والاحتلال على حد سواء لاسيما على صعيد الخسائر في الأرواح وتصاعد العمليات بين الطرفين.

من جهته، قال المحلل السياسي هشام شرباتي، إن الاحتلال لديه قرار سياسي لاجتياح شامل لجنين بعد خسارة رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت لشعبيته بعد العمليات الفدائية الأخيرة، وسعيه للحفاظ على حكومته وإشباع غروره المتطرف.

وأوضح شرباتي لمصدر الإخبارية، أن الحصار الاقتصادي والعمليات الأمنية مقدمة للاجتياح الشامل لجنين.

وأشار شرباتي إلى أن ما يؤخر اجتياح المدينة سعي بينيت لعدم الذهاب لحسابات أخرى تتعلق بنشوف انتفاضة شاملة ودخول معركة كبرى مع قطاع غزة.

وأعلن الاحتلال الإسرائيلي عن جملة من الإجراءات العقابية ضد جنين تشمل منع دخول فلسطينيي الداخل المحتل عام 1948 إلى جنين، ومنع الزيارات العائلية وتنقل التجار وكبار رجال الأعمال من حملة بطاقات (BMC) إلى الأراضي المحتلة، ودخول وخروج فلسطيني الداخل (في السيارات أو مشيًا) عبر معبري الجلمة وريحان، ووقف نقل الركام الصخري بطريقة DTD عبر المعابر.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ عمليات اقتحام محدودة لمدينة جنين لليوم الثالث على التوالي، وسط مواجهات عنيفة مع قوات الجيش أسفرت عن استشهاد خمسة فلسطينيين، وإصابة واعتقال العشرات.

وتضاعفت أعدد المعتقلين في مدن الضفة الغربية ثلاث مرات منذ الأسبوع الجاري لتصل إلى ما بين 30-40 معتقلاً يومياً وفق رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر.