لليوم الثالث على التوالي.. جنين تُواجه العدوان الإسرائيلي بصلابة

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

تستمر العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة جنين لليوم الثالث على التوالي، وسط استنفار كبير في صفوف الجيش وأجهزته الاستخباراتية، في خُطوة تعكس الحقد الممنهج تجاه المخيم وأهله ومقاتليه.

حيث يشهد المخيم منذ عِدة أيام، مواجهات مسلحة بين الحِين والأخر بين مقاتلي الفصائل الفلسطينية خاصة كتيبة جنين التابعة لحركة الجهاد الإسلامي وكتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح وغيرها من الأجنحة المسلحة.

وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، فإن خمسة مواطنين قُتلوا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأُصيب عشرات آخرون بجروح مختلفة، وكان أخر الشهداء حتى اللحظة الفتى محمد زكارنة الذي اُصيب عصر أمس الأحد برصاصة متفجرة في الحوض أطلقها عليه جنود الاحتلال تم على اثرها نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج ومتابعة حالته الصحية قبل إعلان استشهاده لاحقًا متأثرًا بجراحه.

وفي تفاصيل العملية العسكرية الإسرائيلية لليوم الاثنين، فقد نفذ جيش الاحتلال صباح اليوم الاثنين نشاطًا عسكريًا في منطقة جنين للمرة الثالثة على التوالي، وداهم عددًا من منازل المواطنين وعاث فيها فسادًا قبل الانسحاب منها.

اعتقالات جنين
من جانبه أفاد مدير نادي الأسير الفلسطيني منتصر سمور، بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي صعّدت من عمليات الاعتقال بحق المواطنين بشكلٍ لافت منذ بدء أحداث جنين بالضفة الغربية المحتلة.

وأشار سمور خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، إلى أن قوة إسرائيلية خاصة اعتقلت أسيرًا محررًا من بلدة برقين غرب جنين وتم التعرف عليه وهو مصطفى عيد ذيب جواد.
كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة اليامون غرب جنين وداهمت منزل كامل الجعبري، بدعوى البحث عن نجله.

ولفت “سمور” إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت الشابين فايز ومحمد يعيش ربايعة، بعد دهم منزلي ذويهما وتفتيشهما وتخريب محتوياتهما في بلدة ميثلون، جنوب جنين بالضفة الغربية.

وبيّن أن الاحتلال الإسرائيلي اعتقل أمس الأحد، 8 شُبان واقتادهم إلى جهة مجهولة للتحقيق معهم، إضافة إلى اعتقال شابًا أثناء مروره على حاجز “دوتان” العسكري قرب بلدة يعبد غرب جنين صباح الاثنين.

ونوه إلى أن الاحتلال يَعمد لاعتقال المواطنين برفقة قوات خاصة إسرائيلية هدفها ترويع الأطفال والمدنيين، وتنفيذ عمليات نوعية من حيث الاعتقالات والاستجواب.

وأوضح: “نُتابع أوضاع الأسرى مع المحامين لطمأنة أهاليهم عليهم أولًا بأول، إضافة إلى متابعة أوضاع المعتقلين القانونية وعمل اللازم بالخصوص”.

وأردف: “الأوضاع في محافظة جنين على صفيح ساخن، وأتوقع زيادة الاعتقالات خلال الساعات المقبلة بحسب ما تُشير الأحداث الميدانية في مخيم جنين وباقي المحافظات”.

وأضاف أن قوات الاحتلال أصبحت تعمد إلى اعتقال المصابين بجروح جرحة وهو ما يُمثل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي الإنساني، مطالبًا المنظمات الحقوقية والصليب الأحمر، بالوقوف عند مسؤولياتهم بمتابعة شؤون الأسرى.

وطالب مدير نادي الأسير في مدينة جنين، المنظمات المَعنية بشؤون الأسرى بتفعيل دورها بشكل حقيقي بالوقوف على الوضع الإنساني المأساوي للأسرى في سجون الاحتلال خاصة “المرضى” منهم.

واستطرد، أن مخيم جنين شهد منذ مطلع شهر أبريل ما يزيد عن 27 حالة اعتقال في صفوف المواطنين، ما يستدعي العمل الجاد لوقف انتهاكات وسياسات الاحتلال بحق المدنيين.

التعليم
من جانبها قررت مديرية التربية والتعليم في جنين تعطيل الدوام المدرسي اليوم الاثنين في مدارس المحافظة والمخيم حفاظًا على حياة الطلبة وسلامتهم.

والد منفذ عملية تل أبيب
من ناحيته، أكد فتحي خازم والد الشهيد “رعد” رفضه المُطلق للمرة الرابعة تسليم نفسه للإحتلال إلا بعد الافراج عن جثمان ابنه المحتجز لدى السلطات الإسرائيلية لليوم الرابع على التوالي.

ولاقى موقف والد الشهيد، تعاطفًا شعبيًا وتضامنًا ملحوظًا من فئات شعبنا الفلسطيني، الذين أثنوا على الروح الوطنية العالية لوالد “رعد” والتي ظهرت جليًا خلال مقاطع الفيديو المتداولة عبر منصات التواصل الاجتماعي.

جدير بالذكر أن العشرات من أبناء محافظة جنين، شيُعوا الشهيد محمد زكارنة وسط استنفار أمني كبير لجيش الاحتلال الإسرائيلي في المخيم في ظل التصعيد العسكري الحاصل منذ عِدة أيام.