المبادرات الشبابية الرمضانية.. أيادٍ ممدودة بالعطاء والحُب

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

يعتبر شهر رمضان المبارك بيئة ايمانية وخيرية خصبة، للعديد من المبادرات الشبابية التي يُنفذها مجموعةٌ من المتطوعين، يستهدفوا من خلالها الفئات المهمشة والأكثر فقرًا في قطاع غزة المُحاصر إسرائيليًا للعام السادس عشر على التوالي.

مبادرة “الفانوس لمين“، مبادرةٌ إنسانيةٌ أطلقتها الأكاديمية والناشطة المجتمعية د. رناد الحلو مع مجموعة من المتطوعين الشباب، تستهدف من خلالها أطفال ذوي الإعاقة في قطاع غزة كونهم الفئة الأكثر ضعفًا تعزيزًا لدورهم ومكانتهم داخل المجتمع.

تقول الحلو خلال حديث لشبكة مصدر الإخبارية: إن “فكرة المبادرة تقوم على توفير فوانيس للأشخاص ذوي الإعاقة بهدف إدخال الفرحة على قلوبهم خلال شهر رمضان المبارك، مضيفةً: “بدأت بالبحث عن الجمعيات المَعنية بهذه الفئة على مستوى قطاع غزة وتواصلت مع مؤسسة همم للأشخاص ذوي الاعاقة وأطلعتهم على تفاصيل المبادرة ولاقت ترحيبًا كبيرًا منهم”.

وتابعت: “في صباح اليوم التالي زرت المؤسسة للتعرف عليها ومعرفة احتياجات الأطفال ذوي الاعاقة فيها، ورأيت أن المؤسسة على الرغم من صِغر مساحتها الجغرافية إلا أنه ترعى العشرات من الأطفال وتُعزز دورهم عبر ادامجهم داخل المجتمع وهو ما يتطلب تكافل الفئات كافة لتقديم الخدمة الأفضل والأمثل”.

وأشارت إلى أن ما شجّعها على تنفيذ المبادرة هو تقديم الجمعية خدماتها للأشخاص ذوي الإعاقة مجانًا دون أي مقابل، ما استدعى تقاسم الأدوار بينها وبين المتطوعين الشباب من كلا الجنسين لتوزيع “المناقيش، الفوانيس، المعجنات” على الأطفال حيث لاقت المبادرة استحسان الجميع ودعمهم وثنائهم.

وبيّنت “الحلو” أن الأطفال ذوي الإعاقة هم الفئات المهمشة داخل المجتمع، وهم في أمس الحاجة للمسة حانية من المجتمع، مما يتطلب تعزيز دور أهاليهم القائمين على خدمتهم بكل حُب وتقدير.

وأعربت الأكاديمية د. رناد الحلو، عن أملها بمستقبل أفضل للأطفال في فلسطين، الذين يُعانون ويلات الاحتلال والظروف المعيشية الصعبة والمتردية نتيجة حالة الفقر والعَوز ما يتطلب تضافر كافة الجهود لإنصاف الفئات المهمشة على مستوى قطاع غزة.

فكاك الغارمين
يطوف المُبادِر المجتمعي د. فهمي شراب بين مراكز الشرطة في محافظات قطاع غزة باحثًا عن ضالته ممن تعثرت بهم الحياة وانتهى بهم المطاف إلى دخول السجن على ذمم مالية نتيجة الأوضاع المتردية التي يعيشها سُكان قطاع غزة.

يقول صاحب المبادرة لمراسل مصدر الإخبارية: “أطلقت مبادرة فُكاك الغارمين منذ سنوات، وتم تفعيلها قبل شهر رمضان المبارك بِعِدة أيام، حيث ومن خلال صفحتي الشخصية على موقع فيسبوك أقوم بالتعريف عن الحملة وأهدافها وأهميتها في الإفراج عن الغارمين الذين ضاقت بهم الحياة وتقطعت بهم السُبل”.

وأضاف شراب: “هناك العشرات من الغارمين أُوقفوا على مبالغ مالية تتراوح ما بين 300-700 نتيجة ديون البقالة أو الصيدليات أو النفقات المالية وغيرها، وجميعهم ضحايا لحصارٍ إسرائيلي وظروف معيشية قاهرة وبالغة الصُعوبة”.

وأشار إلى أن “كثيرًا من الغارمين كانوا ضحايا للإجراءات العقابية المفروضة مِن قِبل السياسات المتمثلة في سياسة قطع الرواتب، المستفيدين من مخصصات الشؤون الاجتماعية، حيث لم يتلقوا المخصصات منذ أكثر من عام، ما يستدعي من الجميع التكاثف تعزيزًا لمبدأ التكافل الاجتماعي بدلًا من الوقوف مكتوفي الأيدي أمام معاناة المواطنين التي تزداد يومًا بعد يوم دون تحرك فاعل وجاد”.

ولفت إلى أنه على مدار 20 يومًا من إطلاق حملة فُكاك الغارمين، تمكن من الإفراج عن 420 غارمًا من مراكز التوقيف بقطاع غزة، والجهود مستمرة وصولًا إلى 1000 غارم خلال شهر رمضان الفضيل.

ودعا المُبادِر “شراب” الفئات كافة، إلى ضرورة نُصرة الغارمين والوقوف إلى جانبهم وإنهاء معاناتهم عبر ايجاد صناديق تبرع في جميع المحافظات تُخصص لإغاثة الأسر المحتاجة والمتعففة الذين ضاقت بهم السُبل وباتوا ضحايا ينهشهم الفقر والحصار.

حارتنا أجمل
من بين عشرات المبادرات في قطاع غزة خلال شهر رمضان المبارك، وكان لها بالغ الأثر مبادرة حارتنا أجمل التي نفذها المُبادِر المجتمعي كامل الهيقي في حي الزيتون شرق مدينة غزة، وكان لها بالغ الأثر في نفوس أهالي الحارة، الذين تفاعلوا مع المبادرة التطوعية بحضور رئيس بلدية غزة د. يحيى السراج.

يقول الهيقي عن المبادرة: إن “مبادرة حارتنا أجمل واحدة من المبادرات الشبابية التي أطلقتها خلال شهر رمضان المبارك، حيث قمت مع مجموعة من الشبان بتزيين الحارة بالأشجار وتلوينها وتعليق زينة رمضان فيها ما أدخل السعادة والسرور في قلب الأطفال الصغار وأهالي الحي”.

وأضاف خلال حديث لمراسل مصدر الاخبارية: “أحببنا أن يُشاركنا رئيس بلدية غزة د. السراج افتتاح الحارة بحلتها الجديدة تعزيزًا لدور البلدية مع المجتمع المحلي، للارتقاء بصورة المخيمات الفلسطينية، وقد أوعز “المسؤول” لدائرة المتابعة والتفتيش بزيارة الحارة وعمل اللازم بالخصوص مِن حيث الحفاظ بصورة مستمرة على مظهرها الجديد والحضاري”.

وأشار الهيقي، إلى أن رئيس بلدية غزة أشاد بالمبادرة والقائمين عليها، واستجاب للعديد من مطالب أهالي الحارة ومنها وضع “سلال نفايات صلبة”، واستمع إلى شكاوى المواطنين ووعد بحلها وفق الإمكانيات المُتاحة للبلدية.

ولفت المبادر الهيقي، إلى أن الفعالية جاءت صدقة جارية عن روح والدته المتوفية وجميع موتى المسلمين، واُختتمت بتكريم صانع الجمال “عامل البلدية” الذي يُتابع النظافة في الحارة بمبلغ مالي كمساهمة من أهالي الحي تعزيزًا لدوره وتثمينًا لجهوده في خدمة الأهالي.

تعتبر المبادرات الشبابية، احدى الوسائل التطوعية الخيرية المُقدمة لأهالي قطاع غزة، وتلعب دورًا هامًا في التخفيف عن كاهل المواطنين وهو ما يُعزز الترابط الاجتماعي والانساني بين فئات المجتمع.