للمرة الأولى.. قائد عسكري إسرائيلي يعترف بمحاولة اختطاف ياسر عرفات

القدس المحتلة-مصدر الإخبارية

كشف قائد عسكري في جيش الاحتلال الإسرائيلي للمرة الأولى عن تخطيط حكومة “إسرائيل” بالعمل لخطف الرئيس الراحل ياسر عرفات.
وأعلن رام روتبرغ قائد السرب 13 في القوات البحرية الإسرائيلية، والذي تولى بعدها قيادة سلاح البحرية الإسرائيلي، أن فريقًا تم اختياره بدقة من قواته أعد خطة وتدرب عليها من أجل اختطاف الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

جاءت تلك الاعترافات خلال قيام قناة عبرية بتقديم اعلان ترويجي لفيلم تسجيلي عسكري سيتحدث عن هذه العملية، كما سيشمل الفيلم حديث بعض قيادات “إسرائيل” العسكرية، ومنها شاؤول موفاز وزير الجيش ورئيس هيئة الأركان الأسبق في جيش الاحتلال.

وكشف روتبرغ أن توقيت مناقشة هذه الخطة كان خلال المواجهة الكبرى 2000 – 2004 (الانتفاضة الثانية)، وطرح في البداية مناقشة إبعاد عرفات، ونفيه من أرض السلطة الفلسطينية إلى دولة لم يحددها.

وأشار روتبرغ، إلى أن هذه المناقشات جرت على خلفية وقوف عرفات خلف بعض العمليات وتشجعيه على تنفيذ المزيد، حيث امتلكت “إسرائيل” دلائل تشير إلى دعم الرئيس الراحل ياسر عرفات لبعض من العمليات الأمنية وتنفيذها.

وهذه المرة الأولى التي يعترف بها قائد إسرائيلي بالتخطيط لعملية اختطاف الرئيس عرفات ثم ابعاده.

ورحل المناضل والقائد الكبير ياسر عرفات “أبو عمار” في الحادي عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر 2004،وسط غموض أبناء شعبه حول سبب وفاته، بعد أن رسخ نهجاً ثورياً صلباً، وعقب حصار إسرائيلي جائر لمقر الرئاسة، جاء رداً على مواقفه الصلبة وتمسكه بالثوابت الوطنية.

وتوفي عرفات في مستشفى بيرسي العسكري في باريس، بعد معاناة مع المرض جرّاء حصار الاحتلال الإسرائيلي له داخل مقره في رام الله، ودخوله في غيبوبة.

لم يُعرف سبب وفاة عرفات على وجه التحديد. بعض المعلومات تفيد بأن الأطباء قالوا إن سبب الوفاة هو تليُّف الكبد، وأخرى تفيد بأن الوفاة كانت نتيجة نزف دماغي،ـ لكنّ كثيرين قالوا إنه اُغتِيل، في حين لم يتمّ تشريح الجثة.

ويتهم الفلسطينيون “إسرائيل” بقتل عرفات بواسطة “السُّم”، وشكّلت القيادة الفلسطينية لجنة تحقيق رسمية من أجل كشف ملابسات وفاته، لكنها لم تعلن حتى الآن نتائج واضحة على الرغم من تصريحات رئيسها توفيق الطيراوي في أكثر من مناسبة، والتي قال فيها إن “بيانات وقرائن تشير إلى أن إسرائيل تقف خلف اغتياله”.

ويرى عدد من الفلسطينيين أن “إسرائيل” اغتالت عرفات لأنه كان يمثّل الحلم الفلسطيني، وكان يحققه، وكان يصعب على “تل أبيب” أن تسيطر عليه.