حلوى القطايف بين العباسيين والأمويين والمماليك

غزة-سماح سامي
على قدم وساق يخلط أبو محمد مديرس مقادير صناعة حلوى القطايف الجافة، لتصبح فيما بعد عجينة سائلة، استعدادا لقليها وبيعها لمواطنين يصطفون في طابور طويل.
وتُعتبر القطايف التي تصنع من خليط الدقيق الأبيض والسميد والخميرة والسكر والماء الساخن من الحلويات الشهيرة والأكثر شعبيةً بقطاع غزة خلال شهر رمضان المبارك، خاصة وأنها في متناول جميع العائلات الفقيرة والغنية.
وتعددت الروايات عن تاريخ صناعة القطايف، إذ تقول إحداها إنها تعود للعهد الأموي وأخرى للعباسي، بينما تذكر الرواية الأكثر تداولاً أنها تعود للعهد “المملوكي”، حيث جمع أحد ملوك المماليك صانعي الحلوى وطلب منهم تقديم صنف لم يصنعه أحد من قبل، فابتكر أحد الحلوانيين فطيرة محشوة بالمكسرات تُسمى القطايف.
ويوضح مديرس مدير مبيعات محلات مديرس لبيع حلوى القطايف شمال القطاع في حديثه لشبكة مصدر الإخبارية أنه توارث صناعتها عن عائلته التي اشتهرت بها منذ 40 عاما.
ويتابع: “لا أتوقف عن صناعة حلوى القطايف طيلة أشهر العام، لكن خلال شهر رمضان يزيد الاقبال على شرائها بشكل كبير، لمذاقها الحلو، وثمنها الرخيص”.
وأشار إلى أن عمله في المحل يبدأ من السادسة صباحا حتى آذان المغرب، إذ يقوم بتجهيز مكونات الخلطة ومقاديرها وتسخين الماء والغاز لخبزها، وتجهيز الحشوات برفقة العاملين معه بالمحل.
ونبه إلى أن حلوى القطايف تتميز بحشواتها المتنوعة، حيث يمكن حشوها بالمكسرات، أو اللبن وجوز الهند أو التمر أو القشطة، وغيرها.
وعن أسعار القطايف، لفت إلى أنه عمل على توحيد سعر الكيلو الغرام الواحد بـ 7 شواكل، مراعاة لظروف المواطنين الاقتصادية الصعبة في قطاع غزة.
وأكد أن القطايف تدوم صلاحيتها دون قلي نحو شهر في الثلاجة، مشيرا إلى أنه يخبزها بألوان عدة، من بينها الأبيض والأخضر والبني.
الحلوى المفضلة
وتفضل أم محمد المصري من شمال القطاع، القطايف كطبق حلويات رئيس طيلة شهر رمضان الكريم، لمذاقه الحلو وشكله الجميل المرغوب.
وأوضحت المصري لشبكة مصدر الإخبارية أنها توصي زوجها وأبنائها بشراء القطايف يوميا طيلة شهر رمضان، وجلب مختلف الحشوات والقطر (شيرة، شربات) من البائع.
وأشارت إلى أن القطايف لا تنافسها أي حلوى أخرى خلال شهر رمضان، فثمنها رخيص ومذاقها حلو، وشكلها جميل، عدا أن الصغار والكبار يحبونها ويفضلون تناولها بكثرة.
ولفتت إلى أن القطايف تمد الصائم بعد يوم طويل من التعب بسبب الصيام بالطاقة، لاحتوائها على السكر.