غزة.. هل تستمر التهدئة أم التصعيد قادم لا محالة؟

صلاح أبو حنيدق- خاص شبكة مصدر الإخبارية:

قال محللون سياسيون فلسطينيون، إن تصاعد قيود وإجراءات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي المحتلة، لاسيما في مدينة القدس والمسجد الأقصى يقود الأوضاع نحو تصعيد قادم على غرار أحداث أيار (مايو) 2021 الذي تطور لعدوان على قطاع غزة.

وأضاف هؤلاء في تصريحات منفصلة لشبكة مصدر الإخبارية، أن الاحتلال الإسرائيلي يستغل التوتر والتصعيد خلال رمضان لتمرير مخططات استيطانية وتغيير الأوضاع في مدينة القدس، وفرض وقائع جديدة على فلسطينيو 48 وارتباطهم المباشر بالتطورات على الساحة الفلسطينية.

ونشر الاحتلال الإسرائيلي آلاف الكتائب من الجيش والشرطة في خطوط التماس مع أراضي الضفة الغربية والمدن والقرى العربية بالداخل المحتل، ورفع من حالة تأهب قواته على حدود قطاع غزة، وعزز من نظام “القبة الحديد”.

ويبرز في ظل احتمالات التصعيد وفق المحللون، سيناريوهات الانتفاضة الشاملة والمواجهة المحدودة.

المسجد الأقصى عنوان المواجهة

وأوضح المحلل السياسي فريد أبو ضهير، أن التصعيد القادم سيكون عنوانه الرئيس المسجد الأقصى وسياسات الاحتلال نحو دخول المصلين لأداء العبادات خلال شهر رمضان المبارك.

وبين أبو ضهير لشبكة مصدر، أنه حال استمرار الضيق على الفلسطينيين والإجراءات القاسية المتمثلة باقتحام المدن والقرى واعتقال الشباب واغتيال المقاومين بحجة ضبط الأمن سيغذي التصعيد.

وأشار الاحتلال يهدف بدرجة أولى لتعزيز سياسة إدارة الصراع مع الفلسطينيين بعيداً عن أي حلول من خلال تكثيف الاتصالات مع الأوساط الدولية والعربية وإبلاغهم برغبته بعدم التصعيد وإعطاء وعود ومسكنات لتهدئة الأوضاع لتنفيذ مخططاته دون مشاكل وإعطاء الفلسطينيين مبرراً لاستغلال الأوضاع لتحقيق مكاسب سياسية وغيرها.

وأجرى رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت ووزير الجيش بيني غانتس اتصالات مكثفة مع عدد من الدول، شملت الأردن ومصر وتركيا والامارات والولايات المتحدة بهدف ضبط الأوضاع خلال شهر رمضان المبارك ومنع التصعيد في الضفة الغربية والقدس المحتلتين وقطاع غزة.

وقالت تقارير عبرية إنه تم ارسال رسائل واضحة عبر الوسطاء بأن أي عمل فلسطيني عنيف سيقابل برد إسرائيلي قاسي، وحال مرور رمضان دون تصعيد سيقدم تسهيلات إضافة للأراضي الفلسطينية، تشمل زيادة نوعية في أعداد تصاريح العمل في الأراضي المحتلة.

وأكد أبو ضهير، أن سياسة التضيق على الفلسطينيين وتثبيت الهدوء والتصعيد من وقت لأخر أداة يستخدمها ويستغلها الاحتلال من وقت لأخر لتنفيذ مخططاته.

حدث نوعي سيدهور الأوضاع

بدوره، قال المحلل السياسي تيسير محيسن، إن الشواهد تدلل على أن الاحتلال الإسرائيلي غير معني بتصعيد الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، لكن اقدامه على حدث نوعي خارج سياق معادلات الصراع الطبيعية، سيقود نحو تصعيد كبير، ورد قوي من فصائل المقاومة.

وأضاف محيسن لمصدر الإخبارية، أن رفع سقف التعدي على المكونات الفلسطينية خصوصاً المتعلقة بالأوضاع في المسجد الأقصى لا يضع خيارات أمام فصائل المقاومة سوى الذهاب للتصعيد.

وأشار محيسن إلى أن الاحتلال الإسرائيلي سعى منذ عدوان أيار (مايو) الأخير لتحيد قطاع غزة عن الأوضاع في باقي الأراضي الفلسطينية من خلال المباحثات الأخيرة مع الوسطاء الدوليين والوعود بتقديم تسهيلات اقتصادية، وتخفيف الحصار عن القطاع.

وأعلن الاحتلال الإسرائيلي قبل يومين من شهر رمضان المبارك عن زيادة حصة قطاع غزة من التصاريح إلى 20 ألفاً، فيما تحدث عن تسهيلات تخص المصلين وزيارات الأقارب الفلسطينيين خلال الشهر الفضيل، لكنها لم تتطبق للآن وتخضع للتقييم الأمني وفق الاعلام العبري.

وتابع محيسن “يبدوا أن هناك قرار لدى الفصائل الفلسطينية بتكثيف العمل المقاوم خلال شهر رمضان في ظل بقاء الأوضاع على ماهي عليه من اقتحامات متكررة للمسجد الأقصى والجمود السياسي، وتعنت الاحتلال بدفع الاستحقاقات التي تم التوافق عليها مع الوسطاء حول الأوضاع المعيشية للفلسطينيين”.

وأكد محيسن أن “العمليات الأخيرة أثارت حفيظة الاحتلال الإسرائيلي وحفزت من جهوزيته لاحتمالية توسع العمليات بشكل تدريجي لتصعيد كبير وتكثيف توجه الشباب الفلسطيني لتنفيذ عمليات مشابهة للتي حققت نجاحاً مؤخراً”.

وشهد شهر آذار (مارس) الماضي سلسلة من العمليات الفدائية قتل خلالها 12 إسرائيلياً.

وشدد محيسن، على أن حسابات قادة الاحتلال أدركت أن المقاومة الفلسطينية لن تقف مكتوفة الأيدي حال كسره المعادلات، لاسيما بعد أحداث أيار (مايو) الماضي.

ولفت محيسن إلى أن عمليات الاغتيال للمقاومين الفلسطينيين عبارة عن عمل استباقي وتحييد لخطر أمني متوقع للحيلولة دون وقوع عمليات جديدة.

السيناريو المتوقع

من جهته، رأي المحلل السياسي طلال عوكل، أن مستويات التصعيد مرتبطة بالحالة العامة على الساحة وتغول الاحتلال على الفلسطينيين ومساكنهم وحقوقهم ومطالبهم وعدم الاستجابة لها.

وقال عوكل في تصريح لمصدر، إن سيناريو المواجهة الشاملة مستبعد في ظل عدم رغبة جميع الأطراف بذلك، لكن عدم قدرة الاحتلال على ضبط سلوكه، وأفعال المستوطنين الغير متوقعة تجاه الفلسطينيين.

وأضاف أن التصعيد قادم لا محالة بسبب سلوك الاحتلال غير المنضبط، مرجحاً أن تذهب الأوضاع نحو مواجهة محدودة.

وأشار إلى أن المواجهة المحدودة سيكون عنوانها ارتفاع وتيرة العمليات الفدائية من طعن وعس وإطلاق نار.

يذكر، أن جيش الاحتلال أعلن إطلاق اسم “كسر الأمواج” على عملية انتشار قواته والاعتقالات في الضفة العربية.