الأسرى في رمضان.. موائد بطعم الحرمان ومحاولات لصنع البهجة

"لم نرَ الخضار ولا الفواكه.. والأسماك ممنوعة تماماً"

خاص – مصدر الإخبارية

أوضاع صحية وإنسانية صعبة يعيشها الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، لتزيد معاناتهم خلال شهر رمضان جراء السياسات الإسرائيلية المجحفة بحقهم.

الناطق باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين حسن عبد ربه، أكد أن رمضان يمر ثقيلاً وقاسياً على الحركة الأسيرة، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وعدم توفير ما يلزم من مواد غذائية ومشروبات لرمضان تساعد على توفير السوائل في أجسادهم المنهكة.

وبيّن عبد ربه في حديث لـ”شبكة مصدر الإخبارية” أن ما يزيد معاناتهم إقدام واستمرار سلطات السجون في سياسة الاستبداد والتفتيشات الاستفزازية بحقهم، عدا عن عدم تمكنهم من أداء صلاة التروايح بشكل جماعي بما يخالف اتفاقية جنيف، مؤكداً أن الاحتلال لا يعرف حرمة لرمضان.

وأكد أن الأسرى والبالغ عددهم قرابة 4500 أسير، عرضة لفرض العقوبات وعدم تقديم الإفطار والسحور في مواعيدها في رمضان، كما أنهم يعانون من جوانب نفسية مهمة، حيث أنهم محرومون من موائد رمضان مع عوائلهم وعدد منهم فقدوا أحبة وأهل مما يجعلهم يعيشون حالة من الضغط النفسي في الشهر الفضيل.

ولفت إلى أن السجون ورغم إلغاء الإضراب الجماعي تعيش حالة من الاستنفار، والتحذيرات مستمرة من تفجر الأوضاع بداخلها، وهي مرتبطة بدرجة التزام سلطات الاحتلال بمطالب الأسرى.

وأفاد عبد ربه بأن هناك 600 أسير مريض تتفاقم معاناتهم في رمضان، نظراً لسوء المعاملة والضغط والإهمال الطبي بحقهم.

الأسرى في رمضان.. محاولات لصناعة البهجة

يروي الأسير المحرر كايد الفسفوس لـ”شبكة مصدر الإخبارية” تجربته في قضاء شهر رمضان داخل سجون الاحتلال، موضحاً أنه قضى هذا الشهر الفضيل 5 مرات خلف القضبان.

ويقول المحرر الفسفوس إن رمضان صعب جداً على الأسرى، وما يزيد التعب ويضاعف المعاناة هو التعداد الصباحي الذي تمارسه إدارة السجون، والذي يقلق منام الأسرى خاصة لنومهم فترة قصيرة بعد السحور.

ويتابع: “ليلنا نهار ونهارنا ليل، لا نوم، واستفزازات مستمرة، ناهيك عن الحرارة العالية التي تزيد الوضع صعوبة”.

ويؤكد الفسفوس صعوبة توفر معظم أصناف الطعام، خاصة الأسماك التي تمنعها سلطات السجون تماماً معتبرة أنها رفاهية، مضيفاً: “لا نرى الفواكه ولا الخضروات في رمضان”.

ويلفت إلى معارك مستمرة بين الأسرى وإدارة السجون بسبب منع الأخيرة من التجمع في الساحة وقت الإفطار، إلا أنهم كانوا دوماً ينتصرون في مطالبهم ويتجمعون وقت أذان المغرب.

ويردف أن الأسرى محرومون من ممارسة الرياضة، حيث يتم إغلاق الغرف بعد خمس دقائق من الإفطار لليوم الثاني، في ظل اكتظاظهم داخلها وصغر مساحتها.

وفي محاولة لتخفيف وطأة المعاناة وصنع البهجة بينهم، يقول الفسفوس: “دائماً كنا نتشارك في صنع الطعام والحلويات في رمضان من معمول وقطايف وغيرها ونصنع البهجة بأيدينا”.

اقرأ أيضاً: هيئة الأسرى: الاحتلال يُخالف القوانين بممارسة سياسة الإهمال الطبي