الذكرى العشرين لعملية “السور الواقي” وحصار الرئيس عرفات

رام الله- مصدر الإخبارية

في مثل هذا اليوم عام 2002 بدأ الاحتلال الإسرائيلي حصاره على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، داخل مقر المقاطعة بمدينة رام الله، والذي جاء بالتزامن مع القمة العربية المنعقدة بالعاصمة اللبنانية بيروت.

وبدأ الحصار العسكري الأول من نوعه، بطلب من “اريئيل شارون” الذي كان يشغل آنذاك منصب رئيس وزراء الاحتلال ضمن عملية “السور الواقي” التي استهدفت اجتياح الضفة الغربية بشكل كامل.

وسبق الحصار الشخصي العسكري، إعلان الاحتلال الإسرائيلي بشهر كانون الأول (ديسمبر)، أن قرار مغادرة الرئيس عرفات من مدينة رام الله خاضع لإمرتها.

وأيضاً، بعدها أعلنت قوات الاحتلال منع الرئيس عرفات من المشاركة في القمة العربية التي انعقدت في العاصمة اللبنانية بيروت في 26 آذار عام 2002، وهدده شارون بعدم السماح له بالعودة إلى فلسطين حال خروجه منها.

ونتج عن القمة العربية مبادرة بيروت للسلام التي اقترحها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، والذي كان ولياً للعهد آنذاك.

تدعو المبادرة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل مقابل الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي العربية التي احتلتها منذ حرب الخامس من يونيو/حزيران من عام 1967، وقد حظيت بإجماع عربي خلال القمة.

وبحسب وكالة وفا الرسمية، فقد تحركت بذلك التاريخ الموافق 29 مارس لعام 2002، الدبابات الإسرائيلية قاصدة مقر الرئاسة في مدينة رام الله.

وشرعت بمحاصرته وإغلاقه من مداخله كافة، حيث كان يقيم الرئيس ياسر عرفات برفقة نحو 480 من العسكريين والمدنيين والمتضامنين الأجانب.

وبحسب تقديرات أمنية حينذاك، شارك 20 ألف جندي إسرائيلي ترافقهم 500 دبابة، إضافة إلى 50 طائرة مقاتلة و80 جرافة عسكرية، في حصار الرئيس عرفات.

وبدأت قوات الاحتلال فوراً باحتلال المباني المحيطة بمبنى المقاطعة كافة كما قامت جرافاتها بهدم الأسوار الخارجية.

واستخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي العشرات من الرجال والشبان دروعا بشرية، لتسهيل اقتحام المقر، فيما بدأ جنود الاحتلال المتمركزين داخل دباباتهم وآلياتهم العسكرية الثقيلة.
لاق النار والرصاص والقذائف في جميع الاتجاهات، بحسب توثيق وكالة وفا الرسمية الفلسطينية.
وخلال ذلك الحصار قطع الماء والتيار الكهربائي عن المقر المحاصر، بهدف دفع المحاصَرين للاستسلام.

ورد الرئيس عرفات ينها بجملته الشهيرة “يريدوني إما أسيراً وإما طريداً وإما قتيلا.. لأ أنا بقولهم شهيداً.. شهيداً.. شهيداً”، ما دفع الاحتلال لتهديده عبر مكبرات الصوت بقصف مقره في حال لم يقم بتسليم من أسمتهم بالمطلوبين لديها.

وخلال تلك الفترة، التي امتدت لأشهر، لم يكن الزعيم الفلسطيني الخالد يميز نفسه عن بقية المحاصرين، كان يفترش الأرض مثلهم.

ورغم حاجته للدواء إلا أن مساعديه لم يتمكنوا من إحضاره له إلا بعد ثلاثة أسابيع من بداية الحصار.

وخضع الرئيس الراحل عرفات لفحص طبي على يد طبيبه الخاص الدكتور أشرف الكردي، الذي جاء برفقة وزير الخارجية الأردني في حينه مروان الـمعشر، وأثبت بعد الفحوصات أن عرفات بصحة جيدة ومعنوياته عالية، لكنه كان خسر الكثير من وزنه، بسبب الحصار.

وبعد حصار طويل منهك لم تنهد به معنويات الرئيس عرفات، وتحديداً بالأول من آيار سنة 2002، انسحبت الدبابات الإسرائيلية من مقر الرئاسة بعد تفجير آخر مبنى فيها، ورفع الحصار عن الرئيس عرفات وخرج من مقره المدمر محمولا على أكتاف مرافقيه، حيث طافوا به وهو يرفع إشارة النصر، ويحيي مئات الفلسطينيين والأجانب الذين تجمعوا لاستقباله.

وبحسب وكالة وفا لم يكن رفع الحصار عن عرفات كاملا، فقد حظر شارون على الرئيس عرفات مغادرة فلسطين إلا في حال قرر عدم العودة إليها من جديد.