الفنانة امية جحا: الفلسطينيات مبدعات بكافة المجالات وهذا المُميز في تكريمي اليوم
بعد تكريمها بلقب امرأة فلسطين للعام 2022

خاص مصدر الاخبارية – أسعد البيروتي
كرّمت وزارة شؤون المرأة بمدينة غزة، عددًا من النساء المتميزات بالعديد من المجالات الحياتية المختلفة، تعزيزًا لدورهن في المجتمع، ومشاركتهن الفاعلة في رِفعته وتقدمه وتثقيفه علميًا وفكريًا وثقافيًا وإعلاميًا في جميع النواحي.
بدورها قالت فنانةُ الكاريكاتير امية جحا: إن “تكريمي بجائزة امرأة فلسطين للعام 2022 هو تكريمٌ لجميع النساء الفلسطينيات، حيث يوجد هناك العشرات من المبدعات في كافة المجالات اللواتي سيُشرِقَن بنجاحاتهن في المستقبل القريب، مضيفةً: “التكريم يُمثل لفتة كريمة وجميلة مِن قِبل وزارة المرأة ويأتي تعزيزًا لدور المتميزات بِعدة مجالات وهو ما يُسجل للوزارة على مدار عامين من التكريم”.
وعبّرت “جحا” خلال حديث لشبكة مصدر الاخبارية، عن “فخرها بالكثير من مراحل الفوز التي شهدتها خلال سنوات حياتها، إلّا أن تكريم اليوم كان مميزًا كونه جاء بعد مرحلةٍ متقدمة من العُمر، حيث الإنسان خلال البدايات يشعر بالسعادة الغامرة والفرحة بالإنجاز والبحث عن الأضواء، لكن بتكريم اليوم فأنا أفتخر بأن أكون قُدوة لغيري” وفق قولها.
وأضافت: “بعد تكريمي بجائزة امرأة فلسطين، بدأت مجموعةٌ من الفتيات الشابات يلتففن حولي يُردن التقاط الصور، كانت السعادة تغمرني وتمنيت لهن أن يُحذون نحو طريق التميز والتألق والإبداع، خاصة وأن فلسطين تتميز بأبطالها ومقاومتها ضد الاحتلال والصبر الطويل على الحصار والجوع والفقر”.
وتابعت: “أشعر بسعادة كبيرة، لأن اليوم ازدادُ نُضجًا وإدراكًا للواقع فإن أمية تختلف عن ذاتها قبل 10-15 عامًا، حيث أن كل تصعيد إسرائيلي على غزة علمني الكثير من الدُروس والعِبر أولها الصبر والاحتساب وثانيها الأمل رغم الألم وذلك يتحقق بالسعي نحو طرق أبواب التميز واسترشاد سُبله للوصول إلى الأهداف العُليا خدمةً للدين والوطن”.
وحول ما إذا كانت تعلم بوجود اسمها ضمن الأسماء المُكرمة في الاحتفال، أكدت: “حتى اللحظة الأخيرة لم يتم إبلاغي أنني احدى المُكرمات في الحفل، موضحة: “ما حدث هو أنني تلقيت اتصالًا بعدَ دعوةٍ كغيري من العامة، ونظرًا لإرتباطات مُسبقة قررت الحضور في اللحظات الأخيرة، احترامًا للقائمات على الحفل وإصرارهن على حضوري .. لَبَيِتُ الدعوةَ بسعادةٍ لا تُوصف”.
واستتلت الفنانة امية جحا: “كنت جالسة أستمتع إلى أسماء المُكرمين وأنا أنظر بعين الحُب والاعجاب للمقدمة الإعلامية أمل حبيب، ومن هي إلا لحظات إذا بإسمي بين المُكرمين، كان شعورًا فريدًا ممزوجًا بالفخر والسعادة، بأن الوطن يُكرم مبدعيه لجهودهم التي لا تُنسى على مدار عقود من الزمن”.
أقل من كل نساء فلسطين
تقول فنانة الكاريكاتير لمراسل مصدر: “أعترف أنني أقل نساء فلسطين، ولعلي لم أُقدم ما قدموه من أبناء شهداء وأزواج أسرى وأبناء جرحى، ولم يُسلط الضوء عليهن، لكن ذلك لا يعني أنهم غائبون عن المشهد، التاريخ يُذكرهم وهو زاخرٌ بالنماذج المُشرقة للمرأة”.
وأكدت أن فلسطين ستظل دومًا متميزة بنسائها، حيث “أنني عندما بدأت في مجال رسم الكاريكاتير كنت في الوقت ذاته أعملُ معلمة لمادة الرياضيات بعدما كنت الأولى على جامعتي، إلاّ أنه عندما جاءتني فرصة العمل في مجال الكاريكاتير بصحيفةٍ رسمية أثرت ترك مجال التدريس والتفرغ للعمل الصحفي، وكان في ذلك الوقت أمرًا مستغربًا أن تجد رسامة كاريكاتير “انثى” تعمل في صحفٍ سياسية يومية فانفردت المرأة الفلسطينية بهذا التميز”.
وأضافت: “آثرت التمسك بفن الكاريكاتير وعدم التفريط به، واليوم مع التطور الكبير الذي نشهده نُلاحظ وجود العشرات من الفتيات الفلسطينيات يُنافسن العالم في المجالات كافة دون المعيقات التي كانت موجود قبل 20 – 30 عامًا”.
وأشارت إلى أنها تعتبر وجود الاحتلال نقطة تميز وتحول للمرأة الفلسطينية، حيث أبرزت دورها وصانت حقوقها ومكانتها بين الدول، وكشفت عن موهبتها وقدرتها على البذل والعَطاء، لافتةً إلى أنه لا نجاح يكتمل بدون الرجل كَونَهُ الداعم الأول لنجاح امه، زوجته، ابنته، حفيدته، بمختلف المجالات الأدبية، العلمية، الثقافية، الثقافية وغيرها، لِيَكُنَ لَهُنَ سجلًا حافلًا من الإنجازات والتكريم.
وختمت الفنانة امية جحا حديثها لمصدر الاخبارية قائلة: “إحدى المُكرمات اليوم كانت عبير أبو مخدة لتميزها في المجال الإعلامي، حينما وقفنا سويًا لالتقاط الصورة التذكارية لجميع الفائزين، أمسكت بيدي وأخبرتني أنني كنت معلمتها وملهمتها معبّرة عن فخرها بما قدمته خلال السنوات الماضية، واعتبرتُ وقتها أن ما أراه أمامي هو الإنجاز الحقيقي والفِعلي في كَونِيْ انسانًا ملهمًا للأخرين آخذ بيديه نحو التميز والتألق والإبداع”.
جدير بالذكر أن وزارة شؤون المرأة أعلنت تتويج الباحثة المقدسية الدكتورة نائلة الوعري بلقب امرأة فلسطين لعام 2022 عن اسهاماتها في المجال العلمي والتاريخ، إلى جانب المهندسة هنادي ديبة لتميزها في المجال المؤسساتي والنقابي، إضافة للمهندسة إسلام العالول لتميزها في المجال التطوعي، كما توجب الدكتورة ختام الوصيفي عن اسهاماتها في المجال الفكري حيث أسهمت في إثراء المكتبة العلمية بـ 60 بحث علمي مُحَكَمَةْ.
أقرأ أيضًا: وزارة المرأة تؤكد على أهمية النهوض بالمرأة