عملية الخضيرة.. دلالات ورسائل قوية للاحتلال هذا مفادها؟

صلاح أبوحنيدق- خاص شبكة مصدر الإخبارية:

قال محللون سياسيون، إن عملية الخضيرة التي نفذها شخصان من سكان مدينة إم الفحم بالداخل المحتل عام 1948، تحمل دلالات ورسائل قوية للاحتلال الإسرائيلي بأن الممارسات العنصرية ضد سكان الفلسطينيين في المدن العربية، لا يمكن الصمت عليها وتمريرها دون مقابل.

وأضاف المحللون في تصريحات خاصة لشبكة مصدر الإخبارية، أن العمليات تحميل رسائل مباشرة للاحتلال تضرب بعرض الحائط جهوده المبذولة لقيادة المشهد بالمنطقة العربية دون حل للقضية الفلسطينية بالتزامن مع قرب توقيع الاتفاق النووي الإيراني.

وأشار المحللون إلى أن العمليات الفدائية جاءت في مناطق حساسة لا يتوقعها الاحتلال الإسرائيلي في ظل سعيه المباشر لمنع التوتر على جبهات الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس خلال شهر رمضان المبارك.

ونفذ الشابان خالد وأيمن إغبارية من مدينة إم الفحم بالداخل المحتل عام 1948 عملية إطلاق نار ضد باص يحمل إسرائيليين، أدت لمقتل إسرائيليين وإصابة 12 آخرين.

توقيت مهم

وأوضح المحلل السياسي طلال عوكل، أن العملية تتزامن مع توقيت مهم، واجتماع أربعة وزراء خارجية عرب إلى جانب وزراء الاحتلال والولايات المتحدة، وسعي إسرائيل لتفعيل دورها الإقليمي في الشرق الأوسط.

وبين عوكل، أن العمليات تحمل رسائل بأن التحولات في المنطقة لن تغير من معادلات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في ظل الاتفاقات والتحالفات الجديدة.

وشدد عوكل، العمليات وقعتها خلال الأسبوع الجاري في مناطق يتعرض لها الفلسطينيون لممارسات عنصرية وتميز واضح ضدهم، خصوصاً في المدن العربية من إخلاء للسكان وهدم للمنازل، وإقامة للمستوطنات.

ومنذ بداية شهر آذار (مارس) 2022، نفذت تسع عمليات فدائية قتل فيها ستة إسرائيليين، وأصيب قرابة 26 آخرين.

وكان أقوى العمليات في مدينة السبع الثلاثاء الماضي، وقتل فيها أربعة إسرائيليين.

رسالة للاحتلال حول السلام

بدوره، أكد المحلل السياسي مخيمر أبو سعدة، أن العمليات تبعث رسالة للاحتلال الإسرائيلي أن الأمن والاستقرار يأتي من خلال الفلسطينيين وليس الجوار.

وقال أبو سعدة في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية، إن العمليات تدق ناقوس الخطر لإسرائيل بأن السلام يجب أن يكون أولاً مع الفلسطينيين، الذين يعيشون مع الإسرائيليين احتكاكاً يومياً مباشراً.

وأضاف أبو سعدة أن العمليات تأتي تعبيراً عن حالة الغضب والإحباط الفلسطيني الذي توسع للمدن العربية جراء سياسات الاستيطان والتهويد والتميز ضدهم.

أربكت أجهزة الاحتلال الأمنية

وأشار أبو سعدة إلى أن عملية إم الفحم أربكت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وتوقعاتهم التي ركزت مؤخراً على ضبط الأوضاع في مدن الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، وجاءت رغم التسهيلات الأخيرة التي منحت للأراضي الفلسطينية.

وشدد أبو سعدة أن قوة العملية تنبع من كونها فردية وغير منظمة من قبل تنظيمات وفصائل فلسطينية، قد تدخلهم في مواجهات مفتوحة.

ارتداد لعملية بئر السبع

من جهته، قال المحلل السياسي تيسير عبد الله، إن عملية الخضيرة ارتداد لعملية بئر السبع، وضرب للقمة العربية الإسرائيلية المنعقدة في النقب التي تصورها إسرائيل بأنها تاريخية.

وأضاف عبد الله في تصريح لمصدر الإخبارية، أن العملية فردية ولا يجرؤ أي فصيل فلسطيني في الوقت الحالي تنفيذ مثلها في الداخل المحتل، لخشيته من دفع الثمن، ولا يوجد أحد مستعد لدفعه الآن.

وأشار عبد الله إلى أن العمليات تطرح أسئلة كبيرة واستراتيجية حول مستقبل الصراع مع إسرائيل.

وباركت الفصائل الفلسطينية في بيانات رسمية، عملية إطلاق النار في مدينة الخضيرة بالداخل الفلسطيني المحتل عام 1948.

وأثنت حركة حماس على بسالة وإقدام منفذي العملية البطولية، ثأراً لدماء الشهداء، ورداً على عدوان وإرهاب الاحتلال.

وقالت حركة الجهاد الإسلامي إن عملية الخضيرة، رد باسم الشعب الفلسطيني وأحرار الأمة على كل محاولات شرعنة الاحتلال لفلسطين.

إلى ذلك، أكدت الجبهة الديمقراطية، أن العملية رد على جرائم الاحتلال ومستوطنيه بحق أبناء شعبنا الفلسطيني، ورفض كل أشكال اللقاءات مع دولة الاحتلال والتي كان آخرها قمة النقب.

كما شددت الجبهة الشعبية أن عملية الخضيرة تحمل رسائل قويّة للاحتلال وحكومته بأنّ الشعب الفلسطيني مُصممٌ على التصدي له والرد على جرائمه المتواصلة بحق شعبنا.