القمم العربية الإسرائيلية.. حلف ناتو جديد لمواجهة إيران وأهداف أخرى

صلاح أبو حنيدق – خاص شبكة مصدر الإخبارية:

أجمع محللون فلسطينيون، أن القمم العربية الإسرائيلية المنعقدة في عدد من العواصم، وأخرها اليوم الأحد 27 آذار (مارس) الجاري، هدفها تشكيل حلف ناتو شرق أوسطي لمواجهة إيران في ظل قرب التوقيع على الاتفاق النووي بين طهران والدول الكبرى، والتحولات الجيوسياسية الجديدة بعد حرب روسيا على أوكرانيا.

واجتمع اليوم الأحد 27 آذار (مارس) وزراء خارجية ستة دول في النقب المحتل، يمثلون إسرائيل، ومصر، والامارات، والمغرب، والبحرين والولايات المتحدة، لبحث تطورات الأحداث حول العالم في ظل حرب روسيا على أوكرانيا، ووضع اللمسات النهائية على الاتفاق النووي الإيراني، بين الغرب وطهران.

أولويات اللقاءات

وقال المحللون في تصريحات منفصلة لشبكة مصدر الإخبارية، إن القمم الجولات الأخيرة التي نفذها قادة الاحتلال الإسرائيلي إلى مصر وتركيا والمغرب والبحرين والامارات، برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، عنوانها الرئيس إنشاء تحالف سياسي أمني اقتصادي في الشرق الأوسط لمواجهة الخطر الإيراني، ورسم خارطة جديدة للمصالح المشتركة بين إسرائيل وحلفاءها العرب، وزيادة عزلة روسيا الدولية.

وأكد المحللون، أن ثاني قضايا القمم الأخيرة مناقشة تداعيات الحرب على أوكرانيا، وزيادة عزلة روسيا، ثالثاً القضية الفلسطينية من خلال تهدئة الأوضاع في الأراضي المحتلة وقطاع غزة لضمان التفرغ للتحولات الجيوسياسية في الشرق الأوسط والعالم.

وأوضح المحلل السياسي طلال عوكل، أن سلسلة القمم الإسرائيلية العربية هدفها الأول بحث تداعيات الحرب الروسية والأوكرانية، وسعى موسكو للضغط على العالم من خلال الملف الإيراني، وقرب التوقيع على الاتفاق النووي خلال أيام قريبة، وإعطاء طهران حرية أكبر في مواصلة نشاطاتها في المنطقة.

وأضاف عوكل لمصدر الإخبارية، أن إسرائيل تجد في ظل انشغال العالم بالأزمة الأوكرانية، وانعكاسها على الجميع، فرصة لتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط، وتشكيل تحالفات تخدم مصالحها وتضيق الخناق على إيران.

وأشار إلى أن اللقاءات تمهد للحفاظ على الدور الأمريكي في المنطقة، وحصر تحالفات روسيا، ومنع إشعال جبهات جديدة تحول الأنظار عما يدور في أوكرانيا، وأوروبا، مشدداً أنه الدول العربية وإسرائيل لن يكون لها موقف حاسم من موسكو، كونها تهدف للحفاظ على حيادها ومصالحها ولو بصورة غير مباشرة.

حلف ناتو شرق أوسطي

بدوره، رأى المحلل السياسي هاني العقاد، أن القمم العربية الإسرائيلية تهدف لتشكيل حلف ناتو شرق أوسطي، يدعم الغرب في قضية زيادة العقوبات على روسيا لتتراجع عن غزوها أوكرانيا، وتوفير طاقة بديلة للمستهلك من موسكو.

وبين أن التحالف الجديد تؤسس له بشكل أساسي الولايات المتحدة الأمريكية لخدمة حملتها على روسيا، ولن يكون على سلم أولوياته القضية الفلسطينية.

وأكد أنه فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية سينتج عنه تسهيلات جديدة تُطيل أمد صمت الفلسطينيين وبث الأمل لدهم من خلال افتتاح سفارة واشطن في القدس، وإعادة الأموال لهم، وفتح ممثلة للفلسطينيين في أمريكا.

وشدد أن إسرائيل تهدف أيضاً لأن تمر الفترة القادمة دون أن تستدرج لمعركة جديدة مع الفلسطينيين، تظهرهم بأمهم أصحاب حق، وإعطاء فرصة للعالم للمقارنة بين ما يحدث في أوكرانيا وفلسطين، وضمان عدم عودتهم قريباً لطاولة المفاوضات.

ولفت إلى أن اشتعال الجبهة الفلسطينية سيعطي العالم فرصة للمقارنة بين ما يحدث في أوكرانيا وفلسطين، والعقوبات التي تفرض على موسكو دون أن يقر مثلها ضد تل أبيب.

رسالة رفض

من جهته، قال المحلل السياسي مخيمر أبو سعدة، إن اللقاءات المكوكية لإسرائيل في الشرق الأوسط تهدف لتوجيه رسالة مباشرة لإيران بوجود تكتل مناهض لها، قادر عن التصدي لمخططاتها في المنطقة، في ظل قرب التوقيع على الاتفاق النووي.

وأضاف في تصريح لمصدر الإخبارية، أن اللقاءات تهدف أيضاً لإبلاغ الجميع بأن العرب يرفضون إلى جانبها الاتفاق، وإيصال رسالة ضمنية للفلسطينيين بأن التفاهمات العربية الإسرائيلية لا تزال قائمة سواء كان هناك تقدم في الملف السياسي معهم من عدمه.

وأشار إلى أن إسرائيل ترى بنفسها أكبر المتضررين من الاتفاق النووي إلى جانب دول الخليج العربي التي تعاني من هجمات الحوثيين المتكررة بتوجيهات مباشرة من إيران.

ونوه إلى أن اللقاءات عبارة كذلك عن رسالة سلبية للفلسطينيين بأنه في ظل تنكر حكومة الاحتلال بقيادة نفتالي بينيت لإحراز تقدم مع الرئيس عباس، لن يكون خطوات إيجابية لصالحهم خلال الفترة القريبة.

ووفق الإعلام العبري، تهدف إسرائيل من القمم الأخيرة، للحفاظ على اتفاقاتها الأخيرة في المنطقة العربية، وقلقها المتزايد من الاتفاق النووي الإيراني، ومنع تصعيد أمني قادم خلال رمضان، ورغبتها لتحقيق حلمها بتحويل الغاز السائل إلى مصر، ونقله بحاويات إلى أوروبا.

وترى إسرائيل وفق الاعلام العبري أن الاتفاق سيسمح لإيران بالعودة إلى الحياة الطبيعية في كثير من النواحي دون توقف كبير جدًا في البرنامج النووي، والتوافق مع العرب أنه لا يمكننا إلا الاعتماد على أنفسنا.

وأكد أن ملف تهدئة التوترات خلال رمضان أوكلت للأردن بقيادة الملك عبد الله الثاني الذي يزور رام الله غداً بالتوازي مع القمة في النقب.

وكان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، توقع أمس السبت التوصل إلى اتفاق بشأن برنامج إيران النووي في غضون أيام.