قطع أوصال الضفة عن القدس.. مخططات استيطانية مكشوفة لتهويد العاصمة

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

مخططات استيطانية عديدة كشفت عنها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الآونة الأخيرة في الضفة والقدس المحتلتين، كان آخرها مصادقة اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء لدى الاحتلال، على بناء 1200 وحدة سكنية في حي “كريات هيوفيل” المقام على أراضي قرية بيت مزميل المُهجرة بالقدس.

وبحسب المخطط، تتضمن الوحدات السكنية، حوالي 2000 متر مربع لمناطق التوظيف، و28 ألف متر مربع للمباني العامة سيتم بناؤها على واجهات المباني وستستخدم المباني العامة لبناء معابد يهودية، ومدرسة ابتدائية، ومدرسة ثانوية، و11 روضة أطفال، بالإضافة إلى مبانِ للرعاية الاجتماعية والمجتمعية.

قطع أوصال الضفة عن القدس

الخبير في شؤون الاستيطان عارف دراغمة، قال إنّ سياسة الاستيطان الإسرائيلي منذ سنوات وليست فقط الآن، وأنّ الضفة الغربية وخاصة القدس والأغوار تشهد زيادة في وتيرة الاستيطان بالآونة الأخيرة.

وأضاف دراغمة لـ “شبكة مصدر الإخبارية“، أنّ أكثر من 36 مستوطنة وبؤرة استيطانية في الأغوار تقضي على ثلثي أراضي المنطقة، مشيرًا إلى أنّ المستوطنين هم من يقودوا سياسة حكومة الاحتلال في نفوذهم على الأرض وخاصة بالقدس والأغوار.

وأوضح أنّ الهدف الاستيطاني أنّ سياسة بناء الكرفانات والمستوطنات؛ لتقطيع أوصال تلك المدن عن بعضها وعدم تماسكها بالتالي السيطرة على كل شيء فلسطيني في المنطقة.

في بداية العام الحالي صادقت ما تسمى “لجنة التخطيط المحلية” التابعة لبلدية الاحتلال في القدس، على قرار بالاستيلاء على مساحات من أراضي المواطنين جنوب القدس، لصالح إقامة مبانٍ عامة، وشق طرقٍ وتنفيذِ أعمالِ بناءٍ في مستوطنة “غفعات همتوس”، الواقعة بين بيت لحم والقدس.

أكد دراغمة أن بناء الوحدات السكنية بين القدس وبيت لحم يهدف إلى قطع أوصال المحافظتين، ومنع الفلسطينيين التحرك بحرية بل من طريق يرسمها الاحتلال لهم، وأنّ أيّ كرفان وبؤرة تقع بين القرى الفلسطينية والمحافظات، الهدف منها عملية إعاقة الفلسطينيين من التمدد أو التطور أو توسعة المخططات للمدن.

برنامج خاص بالقدس

رئيس دائرة الخرائط بجمعية الدراسات العربية خليل التفكجي، أشار إلى أنّ ما يقوم به الجانب الإسرائيلي من قضية توسيع مستوطنات ومصادرة أراضي، من ضمن برنامجه داخل مدينة القدس.

وأوضح التفكجي لـ “شبكة مصدر الإخبارية“، أنّ الاحتلال يعتبر القدس شرقها وغربها عاصمة لدولة واحدة وهي الرأس والقلب للشعب اليهودي، وعلى هذا الأساس بدأ بمجموعة من الخطوط من عام 1967 بمصادرة الأراضي بإقامة المستوطنات والبنية التحتية بعدم منح تراخيص بناء للجانب الفلسطيني.

وتابع أّنه هذا البرنامج الاستيطاني يندرج ضمن عمل اللجنة التي تم تشكيلها في عام 1973 “لجنة ارنون جيفني”، من أجل الوصول إلى أهدافه الاستراتيجية التي وضعت في تلك الفترة بدأت بمصادرة الأراضي في المصلحة العامة والتنظيم والبناء وجعل مساحات كبيرة من الأراضي مناطق خضراء وهدم المنازل مصادرة الأرض باعتبارها أملاك غائبين، إذ كل القوانين وضعت لتنفيذ المشروع.

وأكّد أنّ المطلوب من المجتمع الفلسطيني أن يكون لديه برنامج على غرار الإسرائيلي، مشيرًا إلى أنّ حتى اللحظة لا يوجد برنامج فلسطيني لمواجهة الاستيطان، وفي المقابل البرنامج الإسرائيلي واضح ولديه ميزانيات ضخمة.

وبيّن أنّ المسؤولين الفلسطينيين يكتفون بردود الفعل على المخططات الاستيطانية، مردفًا أنّه “إذا أردنا أن نوقف محاولات إنهاء قضية القدس في شكل كامل يجب أن يكون لدينا برنامج لديه إمكانات وسياسة واضحة؛ لأنها عاصمة الدولة الفلسطينية”.

وشدد على أنّه إذا استمر الصمت على المخططات الاستيطانية، لن يكون هنالك عاصمة لفلسطين لأن الجانب الإسرائيلي لديه برنامج سينهي قضية القدس بشكل نهائي، من خلال محاولات تهجير السكان وسحب الهويات منهم.