54 عاماً على معركة الكرامة.. هكذا ثأر الفلسطينيين والأردنيين للنكسة

متابعات- مصدر الإخبارية:
يصادف اليوم الاثنين الذكرى 54 لمعركة الكرامة، يوم كسر الفدائيين الفلسطينيين والجيش الأردني، جيش الاحتلال الإسرائيلي عندما حاول احتلال الضفة الشرقية لنهر الأردن لإبعادهم عن حدود فلسطين الشرقية.
وبدأ الهجوم الإسرائيلي فجر 21 آذار (مارس) 1968، بقصف مدفعي شديد على الضفة الشرقية لنهر الأردن، وتقدم نحو جسور “الملك حسين والدامية والملك عبد الله” في ذات الوقت، ليحدث اشتباك قوى في المكان، ويقصف الجيش الأردني الجسور، والمجنزرات الإسرائيلية، لتنطق معركة الكرامة، التي كانت أول انتصار فلسطيني عربي على الاحتلال الإسرائيلي بعد نكسة حزيران 1967.
فلقد سطر الفدائيين بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، وقوات الجيش الأردني ملحمة صمود في قرية الكرامة مع صدهم لجيش الاحتلال البالغ عدد قواته ما يزيد عن 30 ألفاً لأكثر من 16 ساعةً، رغم الفرق الكبير بالإمكانات العسكرية، ليجبروه على الانسحاب الكامل من أرض المعركة.
وبهذا الانسحاب، فشل جيش الاحتلال بتحقيق أهدافه من الهجوم العسكري، المتمثلة بتدمير القوة العسكرية للفدائيين الفلسطينيين، وكسر هيبة الجيش الأردني، والسيطرة على المرتفعات الاستراتيجية بشرق الأردن والحفاظ بذلك على الهدوء على طول الحدود، وطلبت (إسرائيل) للمرة الأولى في تاريخها وقف إطلاق النار في الساعة 11.30 من المعركة.
وشكلت معركة الكرامة نقطة تحول نحو زيادة أعداد المتطوعين لمنظمة التحرير الراغبين لمقاومة الاحتلال وتحرير أرض فلسطين، لاسيما من على صعيد الفئات المثقفة، وحملة الدرجات التعليمية العليا.
كما خدمت المعركة القضية الفلسطينية من خلال تعزيز استقلال القرار الفلسطيني وحشد التأييد العربي، وزيادة الأصوات المطالبة بضرورة تحريرها فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي، والتي تجلت بالمظاهرات الكبرى في العواصم العربية والأوروبية، كان أبرزها في وقت زيارة وزير خارجية الاحتلال آبا ايبان بتاريخ 7/5/1968 إلى النرويج والسويد، حين هتف الآلاف بشعار “عاشت منظمة التحرير الفلسطينية”.
وبعد انتهاء المعركة قال الرئيس الشهيد ياسر عرفات كلماته الشهيرة، إن “معركة الكرامة شكلت نقطة انقلاب بين اليأس والأمل، ونقطة تحول في التاريخ النضالي العربي، وتأشيرة عبور القضية الفلسطينية لعمقيها العربي والدولي”.
يذكر، أن 185 شهيداً فلسطينياً وأردنياً سقطوا في معركة الكرامة، وأصيب نحو 200 جريح، فيما قُتل 250 جندياً إسرائيلياً، وجرح 450، ودمرت 45 دبابة و25 مجنزرة، و27 آلية أخرى، و5 طائرات حربية.