إخلاء الأرمن.. خطر يحدق بالوجود المسيحي في القدس

صلاح أبو حنيدق- خاص شبكة مصدر الإخبارية:

يتهدد عدد كبير من الفلسطينيين الأرمن في الحي الأرمني بمدينة القدس المحتلة خطر الإخلاء من المنازل المستأجرة بعد رفع البطريرك الأرمني قضايا لدى المحاكم الإسرائيلية لإخلائها، في وقت تحذر أوساط إسلامية ومسيحية من مخاطر  الإخلاء على الوجود التاريخي للمسيحيين في المدينة المقدسة.

ويبلغ عدد المسيحين الأرمن في فلسطين 7500 شخص، ما بين 2000 -3000 منهم في حارة الأرمن في القدس القديمة.

وحذر عضو المجلس الثوري والقيادي في حركة فتح ديمتري دلياني، من مخاطر إخراج المواطنين الأرمن من مساكنهم في خطوة لا يستبعد أن يكون هدفها التهويد، لاسيما بعد عقد البطريرك الأرمني مؤخراً بعد عقده صفقة مع مستثمر يهودي لبناء فنادق وعقارات على موقف السيارات مقابل دير الأرمن في البلدة القديمة.

وقال دلياني في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية، إن خطورة إخراج الأمن من القدس تنبع من إمكانية حدوث تغيير ديموغرافي للسكان وجلب مستأجرين يهود للمنازل.

وأضاف دلياني، أنه لا يوجد خلاف على استحقاق دفع الإيجارات وقانونيتها، لكن يتوجد على بطريك الأرمن إعطائهم فرصة للسداد، وإجراء تسويات مع السكان، دون اللجوء للمحاكم الإسرائيلية.

وأشار إلى أنه “حين يرتبط الأمر بمدينة القدس، وسكانها يكون الاخلاء مرفوضاً تحت أي ظرف”.

ودعا دلياني، بطريك الأرمن للسير على طريق بطريك الروم الأرثوذكس وهو أكبر مالك للعقارات في القدس، الذي أعفى جميع السكان في البلدة القديمة من الإيجارات خلا جائحة كورونا رغم الضائقة المالية والعجز الكبير في الموازنة بالتزامن مع القضايا المرفوعة ضده من قبل المستوطنين، لاسيما المتعلقة في عقارات باب الخليل.

وحذر دلياني من موجة إسرائيلية تستهدف كل شيء غير يهودي في مدينة القدس من استغلال قضايا الخلافات الداخلية وثغرات في القوانين الاحتلالية لإنهاء الوجود الفلسطيني، وخلق بيئة طاردة في المدينة.

بدوره، أكد رئيس اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس رمزي خوري، على أهمية توحيد جميع الأرمن للحفاظ على أوقافهم ومنازلهم في المدينة المقدسة، والابتعاد عن الصراعات الداخلية للتفرغ للاحتلال ومخططاته.

وشدد لمصدر، أن الأرمن مؤتمنون على الأحياء المقيمين فيها منذ القرن الخامس عشر، ويتوجب منهم كجزء من شعب يقع تحت الاحتلال الحفاظ على الممتلكات.

وترجع جذور الأرمن في فلسطين إلى ما قبل 1700 عام في القرن الثالث للميلاد عندما وصلوا إلى مدينة القدس، ليستقروا فيها وينشئوا أول بطريكية خاصة بهم في القرن السابع، وكان السبب الأبرز لقدومهم للبلاد تداعيات الحرب العالمية الأولى على بلاد الشام نتيجة مشاركة الدولة العثمانية فيها.

بدورها، دعت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات البطريرك الأرمني لسحب كافة القضايا المرفوعة لدى محاكم الاحتلال الإسرائيلي على عدد من العائلات الأرمنية لإخلائها من الحي الأرمني في القدس.

وقالت الهيئة، إن قرارات الاخلاء سابقة خطيرة لا يمكن القبول بها، ومساً بالوجود التاريخي للمسيحيين الأرمن في مدينة القدس.

وأضافت أن اللجوء لمحاكم الاحتلال لإخلاء أبناء الطائفة من منازلهم التي عاشوا فيها مئات السنين، تهجير قسري يسهم في تقويض الوجود المسيحي في وقت يواجه تراجعاً مقلقاً يهدد بفقدان المدينة المقدسة جزءاً أصيلاً من تاريخها وحاضرها ومستقبلها الإسلامي المسيحي.

وطالبت بإلغاء كافة القضايا المرفوعة على العائلات الأرمنية وإيجاد حلول لقضايا الإيجار بعيداً عن محاكم الاحتلال بما يضمن الحفاظ على الوجود الأرمني في المدينة.

ودعت لإلغاء عقد تأجير قطعة الأرض المعروفة باسم “حديقة البقر” في الحي الأرمني لمستثمر يهودي لإقامة فندق بعد تأجيرها بوقت سابق لبلدية الاحتلال لمدة عشر سنوات.

واستذكرت الهيئة مواقف الرئيس الشهيد ياسر عرفات ورفضه بشدة التخلي عن الحي الأرمني اثناء المفاوضات مع الإسرائيليين.