انتهاكات المستوطنين: أساليب جديدة لنهب الأرض ورعاة الأغنام في دائرة الاستهداف

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

ازدادت وتيرة انتهاكات المستوطنين في محافظات الضفة الغربية المحتلة خلال العام 2022، وأصبحت تُشكل تحديًا كبيرًا بالنسبة للفلسطينيين خاصة في الحفاظ على حياتهم.

وسجلت انتهاكات المستوطنين تصاعداً مستمراً عاماً بعد عام، بهدف سرقة الأرض الفلسطينية لبناء الوحدات الاستيطانية بشكلٍ مباشر، أو التمهيد من خلال تحويل أراضي السكان الأصليين إلى مراعٍ يمارس فيها المستوطنون نشاطاتهم الزراعية ويرعون الأغنام.

ويدعم جيش الاحتلال الإسرائيلي المستوطنين الرعاة، من خلال ملاحقة المزارعين الفلسطينيين ومنعهم من إعمار أراضيهم، مستخدمًا قانونًا إسرائيليًا يدعي أن “الأراضي التي لم تستصلح خلال 10 سنوات تحول لأراضي دولة”.

استهداف رعاة الأغنام

رئيس مجلس مسافر يطا نضال أبو عرام، قال إنّ المستوطنين والجانب الإسرائيلي كل منهما يُكمل عمل الأخر بما يخص الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين، بأكبر قدر ممكن في الضفة المحتلة.

وأشار أبو عرام في حديث لشبكة مصدر الإخبارية إلى أنّ المستوطنين والاحتلال يعتبرون مناطق “c” كافة لهم،  ويمارسون الانتهاكات اليومية فيها بالمصادرات والهدم والمنع وإغلاق المناطق تحت حجج واهية، هدفها تفريغ الأرض.

وأكّد أن سياسة المستوطنين لتفريغ الأرض من أهلها هو اعتداء على المواطنين لتخريب ممتلكاتهم ومحاربتهم بمصدر عيشهم، موضحًا أنّ المستوطنين يعتبرون الأشجار عدوًا لهم، لأنها تعبر عن  صمود الفلسطينيين وعامل مهم في تثبيت الجغرافيا الفلسطينية.

وأضاف أن المستوطنين درسوا نمط حياة رعاة الأغنام حتى في لباسهم وارتداءهم الحطة الفلسطينية، وكيفية تربية الأغنام وركوب الدواب خلال الفترة الماضية، للتنكر في لباسهم والاعتداء عليهم وأغلبهم فتية بشكل همجي.

ولفت إلى أنّه تم تصوير أفلام وفيديوهات لحياة المستوطنين لترويجها للعالم للتأكيد على أنهم أصحاب الأرض، في مناطق جنوب الخليل.

وتابع أنّ المستوطنين يزوّرون التاريخ والجغرافيا ويستولون على الأرض، مردفاً أن المزارعين يعتمدون على الثروة الحيوانية وتربية المواشي، ما يضعهم في مأزق كبير يحرمهم من استصلاح أراضيهم والرعي فيها فضلًا عن تضييق حركتهم ، بسبب اعتداءات المستوطنين اليومية، والجدار والشارع الالتفافي.

ترهيب الفلسطينيين

مدير هيئة الجدار والاستيطان في بيت لحم حسن بريجية، أكّد أنّ انتهاكات المستوطنين والاحتلال على المزارعين وأراضيهم هدفها فقط ترهيب الفلسطينيين، من أجل تفريغ هذه الأراضي من أهلها، والسيطرة عليها.

وفيما يخص الصمت الدولي على الانتهاكات الاستيطانية، ذكر بريجة أنّ العالم يدعم مع أوكرانيا من خلال إمدادهم بالمساعدات والأسلحة وتأمين الطرق لمواطنيها من أجل إجلاءهم، في المقابل يتعاطى مع الفلسطينيين بـ”ازدواجية”.

وأردف لشبكة مصدر الإخبارية أنّ الفلسطينيين صامدون في أراضيهم، وأنّ الاعتداءات الإسرائيلية لن تثنيهم عن الخروج من الأرض، لافتًا إلى أنّ الاستيطان ينشط بكثرة في أراضي جنوب وغرب محافظة بيت لحم، إذ يعمل المستوطنون بكل ما يملكون من مقومات للتضييق على الفلسطينيين.

وشهد عام 2021 المنصرم، توسيع 55 مستوطنة قائمة، وإنشاء 15 بؤرة استيطانية جديدة وإعلان 102 مخطط استيطاني جديد. وفقاً لمركز أبحاث الأراضي.

وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، في العشرة شهور الأولى من عام 2021، كان هناك 410 اعتداء من قبل المستوطنين ضد الفلسطينيين “302 ضد الممتلكات و108 ضد الأفراد”.

اقرأ أيضاً: الأهالي توعّدوا بالتصدي.. لماذا يشكّل المستوطنون ميليشيات مسلحة في النقب؟