ارتفاع جنوني على أسعار مواد البناء .. فما مصير عملية إعادة الإعمار والعمال بغزة؟

سماح شاهين – مصدر الإخبارية

ألقت الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة لليوم 18 على التوالي بظلالها على أسعار السلع عالميًا، ما انعكس سلبًا على سعر مواد البناء المستوردة إلى قطاع غزة، خاصة الحديد، الذي ارتفع سعر الطن منه 1200 شيكل عن ثمنه الأصلي.

وشكل الغلاء عائقًا كبيرًا لدى المقبلين على البناء وشركات المقاولات على شراء مواد البناء، بما يفوق قدرة المواطنين الشرائية في قطاع غزة، الذي يعيشون أوضاعًا غايةً في السوء بفعل الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ أكثر من 16 عامًا.

ما مصير العمال؟

الأمين العام لمجلس النقابات العمالية د. خالد موسى أوضح أنّ غلاء مواد البناء سينعكس سلبًا في شكلِ مضطرب على العمالة في القطاع.

وأكّد موسى في حديث لـ”شبكة مصدر الإخبارية” أنّ البناء سيوقف شرائح كبيرة من العمال كانت تعمل في قطاع البناء والإنشاءات والكهرباء والبلاط والنجارة، مشيرًا إلى القطاعات كافة ستضرر في شكل كبير في ظل تراجع أو غلاء الأسعار.

تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا

ورأى موسى أنّ الحرب التي تدور رحاها بين روسيا وأوكرانيا سيكون لها تداعيات على العالم العربي في درجة كبيرة، وأيضًا على قطاع غزة أكبر بحكم أنّه مرتبط ارتباطًا كبيرًا في السياسة الدولية، وأي انعكاسات تنعكس عليها أساسًا.

وشدد على أنّ الحرب ستضع واقع العمالة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة أمام محنة خطيرة ومفترق خطير، مطالبًا الحكومة بتوفير حماية للعمال بسن قانون الحماية الاجتماعية وهو صمام أمان لهم، في ظل ارتفاع نسبة البطالة وعدم وجود فرص عمل.

ورجح أنّه لن يكون للحكومة أي برنامج للحد من الأزمة، وبالتالي سيدفع عمال فلسطين، وعمال غزة على وجه الخصوص الفاتورة الأكبر في ظل الواقع والظروف السيئة، لأن أثار الحرب ستنعكس على العالم بأكمله.
وأعرب موسى عن أمله بوجود رؤية لإصلاح ذات البين ولم الشمل، وإنهاء الانقسام والتفكير في شكل جدي من أجل تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، خاصة العمال.

ارتفاع أسعار مواد البناء

أكد أمين سر الصناعات الإنشائية محمد العصار أنّ مواد البناء شهدت ارتفاعاً كبيراً في الأسعار، ومن المتوقع أن تشهد ارتفاعاً متزايدا خلال الأيام والأسابيع المقبلة.

وأوضح العصار في حديث خاص لـ”شبكة مصدر الإخبارية” أن “حديد البناء شهد ارتفاعاً بقيمة 4400 شيكل، فيما ارتفع سعر طن الإسمنت من 400 شيكل إلى 500 شيكل”.

وأشار إلى أنّ ارتفاع أسعار النفط عالمياً أثرت بالزيادة على الفحم الحجري، الذي يصنع منه الإسمنت في أربع دول فقط، هي أمريكا، وأوكرانيا، وروسيا، وجنوب إفريقيا، ما أدى إلى ارتفاع العديد من مواد البناء المرتبطة صناعتها بالنفط.

ورجح العصار أن الارتفاع الكبير في الأسعار على مواد البناء؛ سيؤثر على الطلب في الأسواق من قبل المستهلكين، وسيؤدي إلى ركود اقتصادي كبير في عملية البناء.

ولفت إلى أنّ أصحاب المشاريع الدولية سيتعرضون لخسائر كبيرة؛ بسبب ارتفاع الأسعار، الأمر الذي سيجعلهم يتوقفون عن العمل في مشاريعهم؛ لأنها ستعود بالخسارة عليهم.

إيقاف عملية البناء

وشدد العصار على أنّ المواطن لا يستطيع تقبل الزيادة الكبيرة على المواد، ما سيضطره لإيقاف عملية البناء، إلى حين رجوع الأسعار إلى طبيعتها، وسيؤثر في شكل سلبي على عجلة الاقتصاد في غزة.

وقال نحن دولة مستهلكة وغير مصدرة، وبالتالي سيصبح لدينا ارتفاع ملحوظ في الأسعار، مشيرًا إلى أنّه وصل إلى غزة أسمنت أردني بسعر 500 شيكل.

واستدرك العصار أنّه لو تم إيقاف عملية البناء سيكون هناك شروط جزائية على المشاريع، ولا أحد سيعفيه منها.

ارتفاع جنوني في الأسعار

واتفق المدير العام للسياسات والتخطيط في وزارة الاقتصاد الوطني في غزة د. أسامة نوفل مع العصار، قائلًا إن سعر الحديد في فلسطين ارتفع في شكلِ جنوني بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، لافتًا إلى أنّ غزة تستورد الحديد من الاحتلال الإسرائيلي، وارتفع سعره من 3200 شيكل إلى 4200.

وأضاف نوفل في حديث لـ”شبكة مصدر الإخبارية” أنّ سعر الإسمنت ارتفع حوالي 10%، وأن الحديد أساسي في إعادة اعمار قطاع غزة، وسيعود الارتفاع سلبًا على المقاولين الذين أبرموا عقودًا مع مؤسسات أجنبية لإعادة الاعمار وإعادة البنية التحتية في القطاع، وسيتحملون مخاطر كبيرة جدًا.

تأخر عملية إعادة الاعمار

ورأى نوفل أنّ عملية إعادة الاعمار في القطاع ستتأخر بسبب التكاليف الخطيرة جراء ارتفاع الحديد، مؤكّدًا أنّ بناء البنية التحتية أيضًا ستتأخر للسبب نفسه.

ونوه إلى أنّ ارتفاع الأسعار متعلق بزيادة سعر الطاقة والبترول في العالم أجمع، ما سيثير تحذّيرات ومخاوف على عملية إعادة اعمار القطاع بعد العدوان الإسرائيلي عام 2021.

وفيما يتعلق بالمدن السكنية المصرية في غزة، قال نوفل إنّ ارتفاع الحديد سيؤثر على بناء المدن ويؤخر عمليات البناء، وسيتكبد المقاولون المحليون المتعاقدون لأجل البناء خسائر واضحة، مشددًا على أنّه سيؤدي لإفلاس عشرات شركات المقاولات.

إقرأ/ي أيضًا: نقابة الدواجن تعلن موعد انخفاض أسعار الدجاج في قطاع غزة