الدول العربية تختنق.. كيف طالت حرب روسيا أوكرانيا رغيف الخبز فيها؟
مصر تسير عكس التيار

متابعة – مصدر الإخبارية
ألقت حرب روسيا على أوكرانيا بظلالها على عدة دول في العالم ومنها العربية، فطالت اقتصادها وأمنها الغذائي ومخزونها من السلع الأساسية وإنتاجها للخبز، كيف لا وروسيا وأوكرانيا من أهم موردي القمح إلى العالم؟.
بحسب الأرقام، تحصل الدول العربية على 60 في المائة من احتياجاتها للحبوب من روسيا وأوكرانيا، نظراً لسعرها المنخفض في البلدين.
وتعد دول شمال أفريقيا وبينها المغرب وتونس والجزائر من أكبر مستوردي القمح، حيث يعتمد المغرب على روسيا في توفير 10.5 في المائة من احتياجاته من القمح، في حين يحصل من أوكرانيا على نسبة 19.5 في المائة.
وبشكل عام، تعاني تونس من عجز، حيث يبلغ استهلاكها من الحبوب 3.4 مليون طن، تشمل القمح الصلب والقمح اللّين والشعير، وفقاً لديوان الحبوب التابع للحكومة.
ولمنع تفاقم الأزمة، قرر الرئيس التونسي قيس سعيّد شن “حرب دون هوادة” ضد محتكري المواد الغذائية والأساسية في الأسواق المحلية، محذراً من عقوبات تصل إلى السجن.
الغلاء يكوي ليبيا
لا يقل الوضع سوءاً في ليبيا، حيث تشهد منذ اندلاع حرب روسيا على أوكرانيا نقصاً في إمدادات بعض السلع الغذائية، على رأسها القمح ومشتقاته، مما أدى إلى إغلاق عشرات المخابز.
وكشف مصدر في وزارة الاقتصاد والتجارة فيها، أن ليبيا طلبت من عدة دول، وعلى رأسها تركيا وتونس، استثناءها من قرارات حظر تصدير سلع غذائية، للحيلولة دون وقوع أزمة إنسانية إذا ما توقف تدفق سلع مهمة كالدقيق والزيت، خاصة أن الاستهلاك يزيد في شهر رمضان.
وبحسب المصدر، فإن مخزون ليبيا من السلع “ضئيل جدا”، مضيفاً: “توقف دخول سفن الشحن المحملة بالسلع الأساسية منذ أيام، ولو توقف التصدير أكثر من ذلك ستختفي سلع”.
وأشار المصدر إلى أنه لدى القطاع الخاص في ليبيا مخزون من القمح يعادل 400 ألف طن فقط، مع العلم أن ليبيا تستورد منهما 650 ألف طن قمح، وهو نصف احتياجاتها.
وشهدت الأسواق الليبية ارتفاعا حاداً في أسعار القمح، حيث وصل قنطار الدقيق إلى 275 دينارا ارتفاعا من 210 دنانير، مع توقعات بزيادة أكبر، مما دفع بعض تجار الجملة إلى إغلاق محالهم.
لبنان.. أزمة فوق أزمة
محاولات لاحتواء تداعيات حرب روسيا أوكرانيا وآثارها الكارثية على اقتصاد لبنان المنهار أساساً، حيث قرر رسمياً منع تصدير لائحة طويلة من السلع الغذائية المصنعة فيه، لمنع تردي الأوضاع أكثر من ذلك.
وأصدرت وزارة الصناعة اللبنانية لائحة بالمواد التي يمنع تصديرها من لبنان والتي من بينها اللحوم الطازجة، والمنتجات السمكية والبطاطا المصنعة والمحفوظة والخضار والفواكه المصنعة والمحفوظة والزيوت الغذائية ومشتقات الحليب والخبز والحلويات الطازجة والسكر والبهارات والتوابل، بالإضافة الى مشروبات كحولية وخمور ومياه معدنية ومشروبات غير كحولية.
وفي عام 2020، استورد لبنان من أوكرانيا أكثر من 630 ألف طن من القمح، ما يمثل 80 بالمائة من حاجاته الاستهلاكية.
مصر عكس التيار
على عكس الأزمة في معظم الدول تنتعش مصر بكميات كبيرة من القمح، حيث أعلنت الهيئة العامة للسلع التموينية المشتري الرسمي للحبوب فيها، أن شحنة مُتعاقد عليها من القمح الروسي حجمها 63 ألف طن ستصل إلى موانئ البلاد خلال أيام.
وأفادت الهيئة بأن مصر ستستقبل أيضا كمية مماثلة من القمح الأوكراني والروماني في غضون أيام، وفق “رويترز”.
ولفتت إلى أن مصر تسلمت بالفعل 63 ألف طن من القمح الفرنسي في الثامن من مارس وكمية مماثلة من القمح الروماني في الخامس من مارس.
في السياق تستورد مصر -وهي أكبر مستورد للقمح في العالم- القمح من مصادر أخرى بخلاف مورديها الرئيسيين روسيا وأوكرانيا اللتين تعرقلت صادراتهما بسبب القتال الدائر في أوكرانيا.
وبفعل الحرب عليها، كانت أوكرانيا قررت حظر تصدير القمح والشوفان وغيرهما من المواد الغذائية الأساسية التي تعتبر ضرورية لإمدادات الغذاء العالمية؛ كما حظرت روسيا تصدير القمح ونحو 200 سلعة أخرى.
اقرأ أيضاً: إلى أين ستصل أسعار القمح مع استمرار الحرب على أوكرانيا؟