دراسة: الـنـشاط الاجتماعي يمنع الخرف وينعش الذاكرة

وكالات-مصدر الإخبارية

أشارت دراسة جديدة أن الـنـشاط الاجتماعي أي التمتع بحياة اجتماعية نشِطة، مثل رؤية الأصدقاء أو العائلة أو الانخراط في المجتمع، يمكن أن يساعد في علاج مشاكل الذاكرة لدى الأشخاص الذين يعانون من علامات الخرف المبكرة في سن الشيخوخة.

وذكرت الدراسة، التي نشرتها صحيفة “ديلي إكسبرس” البريطانية، أن الخرف هو متلازمة تظهر على شكل ضعف تدريجي في الذاكرة والتفكير والسلوك الذي يؤثر سلباً على قدرة الشخص على عيْش حياته الطبيعية، مشيرة إلى أنه السبب الأكثر شيوعاً لمرض الزهايمر ويؤثر بشكل أساسٍ على كبار السن، مع خطر الإصابة بالحالة التي تتفاقم كل خمس سنوات بعد تجاوز سن 65.

وبحسب الدراسة، فإن عالمة اجتماع الصحة البروفيسور (مينغ وين) من جامعة يوتا الأمريكية قامت وزملاؤها بتحليل القدرات المعرفية وأنماط الحياة والـنـشاط الاجتماعي لنحو 2200 من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 62-90.

وأشار الفريق إلى أن 972 شخصاً من بين هؤلاء الأشخاص سبق تشخيصهم بما يُسمى بالضعف الإدراكي المعتدل، وهو الاضطراب الذي يعاني فيه المرضى من بعض فقدان الذاكرة، أو أي شكل آخر من أشكال المشاكل المعرفية.

وأوضحت الدراسة أنه بعد الانتهاء من متابعة المشاركين بعد خمس سنوات، وجد الباحثون أن حوالي 22% من الأفراد الذين تم تشخيصهم في البداية بضعف إدراكي خفيف قد تحسنوا، لدرجة أن وظائف الدماغ أصبحت طبيعية.

وأفادت الدراسة بأن هناك ارتباطاً كبيراً بين أولئك الذين تمت استعادة قدراتهم المعرفية، والذين أفادوا بأنهم يعيشون حياة اجتماعية أكثر نشاطاً.

وذكرت الدراسة أنه “في الوقت نفسه، لم تظهر أي علامات تحسن على نحو 66% من حالات الضعف الإدراكي المعتدل، في حين شهد 12% تدهور حالتهم إلى الخرف”.

وأضافت الدراسة: “مع ذلك، فإن النتائج تعد واعدة لكبار السن الذين ربما شهدوا تراجعاً طفيفاً في ذاكرتهم وقدرتهم العقلية؛ نتيجة التباعد الاجتماعي والعزلة التي فرضت عليهم جراء تفشي وباء كورونا”.

وقالت البروفيسورة وين: “الحقيقة أن نتائج الدراسة كانت مفاجأة سارة، يعتقد معظم الناس أن هذا اتجاه دون عودة، وأنك بمجرد إصابتك بضعف إدراكي لا توجد طريقة للعلاج”.

وتابعت وين: “لكننا وجدنا أنه حتى لو كنت تعاني من إعاقة معرفية قبل خمس سنوات، إذا كنت تشارك بنشاط في التفاعلات الاجتماعية فمن المحتمل أن تتحسن نسبة كبيرة من هؤلاء الأشخاص ويعودون إلى طبيعتهم مرة أخرى، إنه أمر مثير حقاً”.

وأوضحت أن الأنشطة التي يمكن أن تساعد في تعزيز حياة اجتماعية صحية تشمل قضاء الوقت مع الأصدقاء، أو الخروج والتعرف على أشخاص جدد، أو التطوع لأعمال معينة، أو حضور الخدمات الدينية والاجتماعية وغيرها.